ترامب ليس الأول.. رئيس أمريكي آخر أصيب فتولت زوجته الحكم
على الرغم من تسميتها بالإنفلونزا الإسبانية لكنها لم تنشأ في إسبانيا – وتحمل بعض أوجه التشابه مع فيروس كورونا، مع وجود بعض الاختلافات
لم يكن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يقلل من خطورة وباء يجتاح العالم ليصاب به ولكن سبقه إلى ذلك الرئيس الـ28 للولايات المتحدة توماس وودرو ويلسون.
ذكر تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن ويلسون أصيب بالإنفلونزا الإسبانية في أبريل/نيسان 1919 عندما كان في العاصمة الفرنسية باريس بصدد الإعداد لمعاهدة سلام أعقبت الحرب العالمية الأولى.
وتفشى الفيروس التنفسي المعروف بالإنفلونزا الإسبانية في الولايات المتحدة إبان ذروة الحرب العالمية الأولى، ليتسبب في وفاة 675 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وكما هو الحال مع ترامب، قللت إدارة الرئيس وودرو ويلسون من خطورة الوباء. وكما أعلن ترامب إصابته صباح الجمعة بفيروس كورونا، أصيب ويلسون أيضًا، وكذلك بعض أقرب مساعديه وموظفيه بينهم رئيس الأركان.
وقال جون إم باري، مؤلف كتاب "الإنفلونزا العظمى: قصة الوباء الأكثر دموية في التاريخ": "لم يصدر ويلسون أي تصريح علني بشأن الوباء. أبدًا".
وأضاف باري في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "من أجل الحفاظ على الروح المعنوية خلال الحرب، كذبت الحكومة. قال مسؤولو الصحة العامة أشياء مثل: هذه إنفلونزا عادية باسم آخر. وحاولوا التقليل من حدتها. ونتيجة لذلك، مات عدد أكبر من الأمريكيين في تاريخ الأوبئة".
وقال هوارد ماركيل، الطبيب والمؤرخ الطبي في جامعة ميشيغان، إن ويلسون ظل يعاني آنذاك من أعراض مثل الصداع والحمى الشديدة والسعال وسيلان الأنف."
وكان رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، قد أكد صباح الجمعة أن ترامب يعاني من “أعراض خفيفة” بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا.
وقال ماركيل إن "الإنفلونزا الإسبانية أثرت بشكل كبير على ويلسون وسببت له في تعقيدات صحية طويلة المدى، خاصة أنه كان دائم السفر وإلقاء الخطب، وحولته إلى شخص أكثر نحولا وشحوبا وهشاشة، وفقد ويلسون شهيته وتفاقم مرض الربو لديه واشتكى من صداع شديد.. قبل أن يصاب لاحقًا بجلطة دماغية”.
وأضاف أن زوجته تولت الرئاسة بشكل أساسي بعد ذلك.
وأضاف: "على عكس اليوم ، لم يكن هناك مركز السيطرة على الأمراض أو إدارة الصحة العامة الوطنية، وكانت إدارة الغذاء موجودة لكنها تتكون من مجموعة صغيرة جدًا من الرجال".
وعلى الرغم من تسميتها بالأنفلونزا الإسبانية لكنها لم تنشأ في إسبانيا – وتحمل بعض أوجه التشابه مع فيروس كورونا، مع وجود بعض الاختلافات.
في الإنفلونزا الإسبانية، عانى المرضى من أعراض مروعة مثل نزيف الأنف والفم والعينين والأذنين. كما تسبب فيروس 1918 في وفاة الشباب في الأغلب، مما أثار حيرة الباحثين. كان معدل الوفيات مرتفعًا بشكل خاص بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا والأطفال دون سن الخامسة.
وقال باري: "ما يقرب من ثلثي الوفيات تراوحت أعمارهم بين 18 و 50 عامًا، وبلغت ذروة سن الوفاة 28 عامًا. كان الجنود، بالطبع، في الفئة العمرية التي كانت الهدف الرئيسي. ومن الواضح أن معسكرات تدريب الجيش الأمريكي شهدت معدل وفيات مرتفع."
وبشأن آخر تطورات الحالة الصحية للرئيس الأمريكي، قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأمريكي، الأحد، أن الرئيس دونالد ترامب بصحة جيدة وتناول الجرعة الثانية من عقار ريمديسيفير.
وأوضح أوبراين، أن الرئيس ترامب طلب العودة إلى البيت الأبيض لكنه سيظل في المستشفى لمزيد من الوقت.
وقال الفريق الطبي المعالج لترامب، الأحد، إن صحة سيد البيت الأبيض تواصل التحسن بعد أن عانى مرتين من انخفاض الأكسجين.
وأوضح شون باتريك كونلي، طبيب الرئيس الأمريكي، أن ترامب سيغادر المركز الطبي المستشفى إلى البيت الأبيض بحلول غدا الإثنين، بعد أن تعرض الجمعة الماضية، لارتفاع كبير في درجة الحرارة وتراجع في مستوى الأكسجين.