البنك الدولي يشيد بتجربة الصين مع الجائحة: محرك اقتصادي يفيد العالم
![مارتن رايزر، المدير القُطري للبنك الدولي في الصين](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2021/6/25/143-173632-world-bank-china-turning-new-growth-engines_700x400.jpg)
تتجه الصين إلى محركات جديدة للنمو تعتمد في المقام الأول على سوقها المحلية، لكن التحول يحمل في داخله فرصا اقتصادية لدول العالم الأخرى.
وحسب مارتن رايزر، المدير القُطري للبنك الدولي في الصين، فإن "المنعطف الهام" الذي تمر به الصين، يتعلق أساسا بتبعات تراجع نموها السكاني.
وقال رايزر في معرض إجابته على أسئلة متعلقة باقتصاد الصين طرحها الجمهور العالمي ونقلتها صحيفة "تشاينا ديلي"، إن آخر إحصاء سكاني صدر في مايو/ أيار الماضي كشف أن النمو السكاني في الصين آخذ في الانخفاض، وهو ما ينعكس على القوى العاملة في البلاد على مدار العقد المقبل.
وأوضح: "هذا يعني أن الصين لم تعد قادرة على الاعتماد على العمالة المكثفة لدعم نموها الاقتصادي".
محركات جديدة للنمو
وقال رايزر إن الصين احتاجت إلى إيجاد محركات جديدة للنمو تتعلق أساسًا بمفهوم "النمو عالي الجودة".
ويرتبط هذا المفهوم بالنمو القوي والمستقر والمستدام الذي يزيد من الإنتاجية ويؤدي إلى نتائج ملموسة اجتماعياً مثل تحسين مستويات المعيشة.
وتابع رايزر: "لتحقيق ذلك، من المهم زيادة الاستثمار في رأس المال البشري والابتكار وزيادة الإنتاجية، والتأكد من أنه حتى الشركات الأصغر يمكن أن تستفيد من الابتكارات والتقنيات الجديدة وتوظيف أشخاص أكثر إنتاجية".
وقال رايزر إنه وجد بالفعل عناصر هذا التحول في ثنايا الخطة الخمسية الرابعة عشرة التي تتبعها الصين.
وأوضح: "على سبيل المثال، كان هناك تركيز على تحسين الإنفاق الاجتماعي على التعليم والرعاية الصحية في المناطق الريفية، وعلى زيادة حصة الاستهلاك المحلي في الناتج المحلي الإجمالي".
وقال إن مثل هذا التحول نحو اعتماد أكبر على السوق المحلية سيوفر فرصة محتملة لنمو إضافي في الصين ويتماشى مع الحاجة إلى تطوير محركات جديدة للنمو واقتصاد الخدمات.
تحول داخلي مفيد للعالم
وأضاف المدير القُطري للبنك الدولي في الصين إن اعتماد الصين على السوق المحلية أكثر من اعتمادها على الخارج كمحرك للنمو، لا يعني أنها ستنغمس في الداخل.
وأوضح: "يمكنها أن تنفتح أكثر للسماح للبلدان الأخرى بالاستفادة من السوق المحلية الصينية".
وتابع: "أعتقد أن السوق المحلية للصين لا يمكن أن تصبح محركا لتنميتها الاقتصادية فحسب، بل يمكن أن تصبح أيضا محركا للتنمية الاقتصادية للبلدان الأخرى".
يشار إلى أن صحيفة تشاينا ديلي تجري دراسة استقصائية متعمقة منذ فبراير/شباط الماضي مع شركائها الإعلاميين العالميين حول ما يريد القراء معرفته عن الصين.