البنك الدولي: جائحة كورونا ستضرب النمو في آسيا والصين
عدد كبير من كبرى الشركات الصناعية في الصين قد استأنفت نشاطها، لكن لا تزال تواجه صعوبات
قال البنك الدولي، في تحديث اقتصادي، إن من المتوقع أن تؤدي جائحة فيروس كورونا إلى تباطؤ حاد في نمو الاقتصادات النامية في شرق آسيا والمحيط الهادي وكذلك الصين.
وأضاف البنك، أمس الإثنين، أن وضع توقعات دقيقة للنمو أمر صعب، بالنظر إلى التغير السريع للوضع، لكن تصوره الأساسي الآن يشير إلى أن النمو في الاقتصادات النامية بالمنطقة سيتباطأ إلى 2.1% في 2020، وإلى -0.5% في تصور أقل مقارنة مع تقديرات نمو بنسبة 5.8% في 2019.
- %98 من الشركات الصناعية الرئيسية في الصين تستأنف العمل
- بضغوط كورونا.. "سينوبك" الصينية تخفض استثماراتها
وفي الصين، حين كان أول تفش لفيروس كورونا في أواخر ديسمبر/كانون الأول، من المتوقع أن يتباطأ النمو إلى 2.3% في التصور الأساسي، أو أن يبلغ مستوى منخفضا عند 0.1% في تصور أقل، مقارنة بنمو بنسبة 6.1% في 2019.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كان البنك لا يزال يعوّل على معدّل نمو اقتصادي بنسبة 5,9% في الصين، لكنّ ظهور فيروس كورونا المستجدّ في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكّان وتفشّيه داخل حدودها وخارجها استدعى إجراءات استثنائية من جانب بكين التي فرضت بصورة مفاجئة وحازمة حجراً صحياً على مدن بأسرها، وعطّلت الدورة الاقتصادية في البلاد للتمكّن من السيطرة على الوباء.
وفي فبراير/شباط الماضي سجّل الإنتاج الصناعي الصيني انكماشاً لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً.
وقال معدّو التقرير إنّه استناداً إلى البيانات التي جمعوها لغاية 27 مارس/آذار الجاري فإنّ المحكّ الآن هو "ما إذا كان بإمكان الحكومة أن تنعش النشاط الاقتصادي فجأة كما أوقفته فجأة".
وأضافوا، أنّه إذا كان عدد كبير من كبرى الشركات الصناعية في الصين قد استأنف نشاطه فإنّ عدداً كبيراً من الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة لا تزال تواجه صعوبات.
وخلال مؤتمر عبر الهاتف قال آديتيا ماتو، كبير اقتصاديي البنك في منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، إنّه "من الصعب وضع توقّعات دقيقة في بيئة متغيّرة باستمرار".
أما بالنسبة لعموم منطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ فتوقّع البنك أن ينخفض معدل النمو الاقتصادي من 5,8% في 2019 إلى 2,1% في أحسن الأحوال وإلى 0,5% في الأسوأ.
من جهة ثانية، توقّع البنك أن يُلحق الوباء أضراراً فادحة بجهود مكافحة الفقر في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، محذّراً من أنّ السيناريو الأكثر تشاؤماً يتوقّع تزايد أعداد الفقراء في هذه المنطقة بدلاً من انخفاضها.
وبالمقارنة مع التوقّعات السابقة لفترة ظهور الوباء، قال البنك إنّ السيناريو الأكثر تفاؤلاً يشير إلى أنّ 24 مليون شخص كان متوقّعاً أن يخرجوا من وهدة الفقر هذا العام سيظلّون يعيشون بأقلّ من 5,5 دولار في اليوم.
أما إذا تحقّق السيناريو الأكثر سوداوية، بحسب البنك، فإنّ أعداد الفقراء في هذه المنطقة ستزداد بمقدار 11 مليون شخص بسبب فيروس كورونا المستجدّ، بدلاً من أن تنخفض.
وقبل ظهور فيروس كورونا المستجدّ كان البنك يتوقّع خروج 35 مليون شخص في هذه المنطقة من دائرة الفقر في 2020 أكثر من 25 مليوناً منهم في الصين.