العالم يحتفي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 2025 بالإمارات.. إبداع وسلام

من الإمارات عاصمة الإبداع والتسامح والمحبة والسلام، يحتفي العالم، الأربعاء، باليوم الدولي لموسيقى الجاز 2025.
واختيرت أبوظبي لتكون المدينة العالمية المضيفة لهذا الاحتفال المميز الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومعهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تتويجا لمكانتها كوجهة عالمية للفنون والإبداع ومنارة للابتكار والتميز الموسيقي، بعد أن سبق اختيارها عام 2021 كمدينة اليونسكو للموسيقى الإبداعية.
ويتم الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز 30 أبريل/نيسان من كل عام، منذ إضافة المؤتمر العام لليونسكو في نوفمبر/تشرين الأول 2011 هذا اليوم لأجندة الفعاليات الثقافية الدولية، اعترافا بقوة هذه الموسيقى من أجل السلام والحوار والتفاهم المتبادل.
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى إذكاء الوعي بمزايا الجاز كأداة تعلّمية، وكقوة للتعاطف والحوار وتعزيز التعاون بين الشعوب.
حفل عالمي
وتشهد أبوظبي بتلك المناسبة "حفل نجوم موسيقى الجاز العالميين All-Star" الذي سيُقام في الاتحاد أرينا، أكبر وجهة ترفيهية متعددة الاستعمالات في المنطقة.
وسيكون اليوم العالمي لموسيقى الجاز منصة للفنانين المحليين والموسيقيين والممارسين الثقافيين للتعاون والعزف إلى جانب مواهب دولية، مما يبرز الإبداع المحلي.
ويشارك في الحفل إلهام المرزوقي، أول عازفة تشيلو إماراتية، والموسيقي الإماراتي أرقم العبري.
ويُقدّم الحفل، بقيادة أسطورة الجاز عازف البيانو هيربي هانكوك وباستضافة الممثل الحائز على جائزة الأوسكار جيريمي إيرونز، عروضاً لفنانين عالميين من مختلف بقاع العالم، من بينهم عازفا البيانو جون بيسلي وكني بارون (الولايات المتحدة الأمريكية)، ودانيلو بيريز (بنما) وأبو (الصين)؛ والمغنيات دي دي بريدج ودِياني ريفز (الولايات المتحدة الأمريكية) وفاريجاشري فينوجوبال (الهند)؛ وعازفو الساكسفون ديفيد سانشيز (بورتوريكو)، وتيا فولر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وتوماوكي بابا (اليابان)؛ وعازفا الباص ليندا ماي هان أُوه (أستراليا) وجون باتيتوتشي (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ وعازفة الطبول تيري لين كارينغتون (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ وعازفة الفلوت إيلينا بينديرهوجز (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ وغيرهم.
وسيتم تعريف الجمهور العالمي بموسيقى الجاز العربية من خلال إدخال الآلات الموسيقية الكلاسيكية مثل العود والقانون والناي.
يأتي هذا الحفل ضمن برنامج ثقافي حافل يستمر 5 أسابيع على مدار شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار 2025 احتفالاً بتلك المناسبة.
وستجمع أبوظبي خلال هذا البرنامج المواهب الموسيقية العالمية والإقليمية من خلال المُشاركة في سلسلة من العروض الحية والأنشطة المجتمعية والفرص التعليمية.
مدينة الموسيقى
وستُسلط نسخة العام الجاري من الاحتفال الضوء على التراث الثقافي الغني لأبوظبي، الذي يمزج بين التقاليد العربية والإماراتية، حيث سيستمتع الجمهور بمزيج من الألحان التي تعزفها الآلات الكلاسيكية المحلية، مثل العود والقانون والناي، مع موسيقى الجاز العربية، بما يُبرز تفاعل التقاليد الموسيقية المحلية والصدى العالمي لموسيقى الجاز.
وباعتبارها "مدينة الموسيقى" وفقاً لشبكة اليونسكو للمدن المبدعة، تستضيف أبوظبي تلك الاحتفالية باعتبارها مركزا ثقافيا نابض بالحياة بأشكال الفن المتنوعة.
وفي عام 2021، حصدت إمارة أبوظبي على تصنيف "مدينة الموسيقى" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الأمر الذي ساهم في تعزيز موقع عاصمة الإمارات كمركز متنامي الأهمية على خارطة الموسيقى العالمية.
ولطالما ركزت أبوظبي على الثقافة والإبداع كمحركين أساسين للتنمية الاجتماعية والتنوع الاقتصادي، ولا سيما الموسيقى التي منحتها الإمارة اهتماماً واستثماراً بالغين.
وتمتلك أبوظبي تراثاً غنياً في مجال الموسيقى وعروض الأداء، إضافةً إلى مشهد موسيقى عصري مزدهر.
وتحتضن العاصمة الإماراتية اليوم أفراداً من 200 جنسية، يحمل كل منهم ثقافته الخاصة وطريقته المميزة في التعبير الموسيقي. وتسعى الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي، والتي تديرها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إلى جذب المزيد من الاهتمام إلى هذا التنوع الموسيقي، واستخدام الموسيقى كجسر يصل بين مختلف الأجيال والثقافات، إضافة إلى دورها في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وأثمر استثمار أبوظبي في قطاع الثقافة، في تحويل المدينة إلى وجهة عالمية للفنون والإبداع، ما أدى إلى استقطاب وجذب مؤسسات ثقافية من الطراز العالمي وتعزيز دور ومهام المؤسسات المحلية وتسليط الضوء على جذورها العربية.
اختيار أبوظبي
وفي 12 يوليو/تموز الماضي، أعلنت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وهيربي هانكوك سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، عن اختيار مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون المدينة العالمية المضيفة لاحتفالات اليوم الدولي لموسيقى الجاز 2025.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تصريح له آنذاك "نعتز باختيار أبوظبي لاستضافة احتفالية 2025 لليوم الدولي لموسيقى الجاز، لما يعكسه هذا الإعلان من تميز المشهد الموسيقي المزدهر في إمارتنا والتزامها الراسخ بالتنوع الثقافي باعتبارها "مدينة الموسيقى" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)".
وأضاف أن أبوظبي كانت على الدوام منارة للابتكار والتميز الموسيقي، حيث تمتزج الألحان العربية التقليدية بسلاسة مع الموسيقى العالمية، مما يخلق نسيجا ثقافيا نابضا بالحياة وفريدا من نوعه.
وذكر أن "استضافة اليوم العالمي لموسيقى الجاز، تؤكد من جديد التزامنا بالفنون، وسعينا لترسيخ مكانة منجزنا الموسيقي الحيوي على المستوى العالمي".
إشادة دولية
واحتفاء بجهود الإمارات في تعزيز التعان الثقافي الدولي، أكدت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو.
وأشارت في تصريحات لها في فبراير/شباط الماضي إلى أن التعاون بين الجانبين يمتد إلى مجالات أخرى، مثل تعزيز التعليم الفني والفنون؛ إذ استضافت أبوظبي مؤتمراً دولياً حول التعليم الفني العام الماضي، ما يعكس التزام الإمارات بدعم الفنون كجزء أساسي من التنمية المستدامة.
وبينت المديرة العامة المنظمة الأممية أن أبوظبي ستحتضن أيضا احتفالات اليونسكو بـ"اليوم العالمي لموسيقى الجاز" في 30 أبريل/نيسان 2025، موضحة أن هذه المناسبة ستشهد برامج ثقافية وفنية واسعة النطاق، تشمل معارض وورش عمل ودروسا متخصصة بمشاركة طلاب من المدارس والجامعات الإماراتية.
وأكدت أودري أزولاي أن الشراكة بين اليونسكو والإمارات ستتواصل في الأعوام المقبلة، مشيرة إلى أن القيادة الإماراتية تدرك أهمية الثقافة كوسيلة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة.
وبينت أن مشاريع مثل "إحياء روح الموصل" و"اليوم العالمي للجاز" تثبت أن التعاون الثقافي بين الإمارات واليونسكو يمكن أن يكون أداة قوية لبناء مستقبل أكثر إشراقاً في العالم.