«وورلد سنترال كيتشن».. من عالم الطبخ إلى جحيم غزة
في سلسلة من المواقف الإنسانية، كان لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية بصمات واضحة خلال الكوارث الطبيعية والأزمات وحالات الطوارئ وحتى الحروب عبر 300 مليون وجبة حول العالم.
وفي الآونة الأخيرة، برز اسم المنظمة مع تعاظم دورها في إغاثة قطاع غزة الذي يواجه خطر المجاعة في ظل الحرب التي دخلت شهرها السادس وسط غياب أي أفق لوقف إطلاق النار رغم الوساطات المتعددة.
وتتولى "وورلد سنترال كيتشن" تنظيم مهمة السفينة "أوبن آرمز" التي أبحرت الثلاثاء من قبرص باتجاه غزة، محملة بمواد غذائية في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المحاصرين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن وقوع مجاعة واسعة النطاق في قطاع غزة "تكاد تكون حتمية" ما لم تُتخذ إجراءات طارئة، وقد يصدر إعلان رسمي هذا الأسبوع عن وقوع مجاعة بالجيب الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص.
وتسحب السفينة التي انطلقت من ميناء لارنكا بارجة تحمل حوالي 200 طن من الطحين والأرز والبروتينات.
وتأسست وورلد سنترال كيتشن وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في الولايات المتحدة، على يد الشيف خوسيه أندريس وتعرّف نفسها على أنها الأولى في الخطوط الأمامية، خلال الأوضاع الاستثنائية والكوارث الطبيعية، من حيث كونها "أول المستجبين لتقديم وجبات طازجة استجابة للأزمات الإنسانية والمناخية والمجتمعية".
وعن مساعدات غزة، قال مؤسس المنظمة إن "هدفنا هو إطلاق طريق بحري للقوارب والبوارج المحملة بملايين الوجبات لتواصل الإبحار نحو غزة".
وأشار إلى أن المنظمة جمعت 500 طن إضافي من المساعدات في قبرص سيتم إرسالها هي الأخرى في وقت لاحق.
كيف تأسست؟
كانت البداية من خلال زلزال هايتي المدمر في 2010 الذي أودى بحياة نحو ربع مليون شخص ومئات الآلاف من، حيث توجه خوسيه أندريس إلى الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية من أجل "استخدام معرفته وموهبته في الطهي للمساعدة"، بحسب موقع المنظمة الذي كشف أن تلك الرحلة كانت المحرك الأول لإنشائه وزوجته لهذه المنظمة الخيرية.
وبحسب موقع المنظمة فإنه "لم يكن الأمر يتعلق فقط بإطعام المحتاجين، بل كان يتعلق بالاستماع والتعلم والطهي جنبا إلى جنب مع الأشخاص المتأثرين بالأزمة. وهذا هو المعنى الحقيقي والقيمة الأساسية التي استخدمها خوسيه وزوجته باتريشيا في تأسيس المطبخ المركزي العالمي".
وأشارت إلى أنه عقب تأسيس الشيف خوسيه للمنظمة ركزت على برامج المرونة، والاستثمار في حلول طويلة المدى حول الغذاء في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى.
وفي بدايات المنظمة، استجابت للكوارث الطبيعية فقط، قبل أن توسع أعمالها لتشمل توفير وجبات مغذية للاجئين الذين يصلون إلى حدود الولايات المتحدة بعد فرارهم من الفقر والعنف.
وخلال أزمة فيروس كورونا، تكفلت وورلد سنترال كيتشن بإطعام موظفي المستشفيات في أمريكا، الذين كانوا يعملون دون توقف في ظل حالة عدم اليقين التي فرضها الوباء العالمي، كما ساهمت في دعم العائلات الأوكرانية وإطعامهم في ظل الحرب مع روسيا.
ومع وقوع أي أزمة، يسارع فريق الإغاثة في المنظمة بالتعبئة بشكل عاجل لبدء الطهي وتقديم وجبات الطعام للأشخاص المحتاجين، والتعاون مع المنظمات الموجودة على الأرض وتفعيل شبكة من المطاعم المحلية أو شاحنات الطعام أو مطابخ الطوارئ، تقدم وجبات للناجين من الكوارث والنزاعات بسرعة وفعالية.
دعم إماراتي
وكشفت المنظمة أنها قدمت أكثر من 35 مليون وجبة للفلسطينيين النازحين "منذ تقديم أطباقنا الأولى من الطعام في المنطقة".
وأضافت "نعمل مع دولة الإمارات المتحدة وقبرص والمجتمع الدولي لفتح ممر المساعدات البحرية هذا حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من الوجبات من الوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg جزيرة ام اند امز