اكتئاب ما بعد المونديال.. كيف تتعايش الجماهير مع انتهاء متعة كأس العالم؟
أسدل الستار على نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم 2022 التي استضافتها قطر، كأول مونديال يحتضنه الوطن العربي.
وتُوج الأحد منتخب الأرجنتين بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، عقب فوزه على فرنسا بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل 3-3.
واعتاد عشاق كرة القدم على متابعة مباريات كأس العالم بحرص شديد على مدار نحو شهر كامل، وسط مفاجآت ونتائج تاريخية، غير أن حالة من الحزن والاكتئاب قد تصيب بعض الجماهير بسبب نهاية المسابقة.
وفي هذا الصدد، تواصلت "العين الرياضية" مع الطبيب المصري جمال فرويز، استشاري الطب النفسي الرياضي، ليقدم عددا من النصائح لجمهور الكرة للتعايش مع المباريات بعد انتهاء متعة كأس العالم.
لا مجال للمقارنات
وقال جمال فرويز: "شهر كأس العالم كان فترة عارضة، فهي بطولة استثنائية وليست اعتيادية، وبالتالي ستعود الحياة لصورتها الطبيعية، والجماهير العربية ستعود لمتابعة دورياتها المحلية وسنعود إلى ما يصفه البعض بالعك الكروي مرة أخرى والذي يجب تقبله".
وأضاف: "على سبيل المثال، أثناء إقامة بطولتي كأس العالم والدوري المصري كانت المقارنة عالية للغاية، مما تتسب في نوع من الإحباط، وكانت الجماهير تصاب بالاستياء عندما تحول القناة التلفزيونية من كأس العالم إلى مباريات الدوري المصري، وبالتالي كانت تشغل هذا الوقت في أمور أخرى".
وتابع: "بعد انتهاء كأس العالم، لا يوجد بديل آخر، وستبدأ الجماهير العربية في تنظيم حياتها، مع عودة الدوريات المحلية في بلادها بجانب الدوريات الأوروبية، وهذه هي سنة الحياة ويجب التعايش مع الموقف كما هو".
وأكمل: "يجب الابتعاد عن المقارنات، فالكرة مختلفة وهذا أمر طبيعي، وعلينا أن نتقبل مستوى الدوريات، خاصةً أن القيمة السوقية للدوريات العربية مختلفة تماما عن الدوريات الأوروبية".
لكن في الوقت نفسه، أشار الطبيب النفسي إلى أن مستوى بعض الفرق الأوروبية يقترب من نظيرتها العربية: "باستثناء كبار أوروبا مثل ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا ومانشستر سيتي وليفربول في إنجلترا، مستوى بقية الفرق عادي جدا، ونشاهد نفس العك الكروي والأخطاء، ولا نجد المتعة التي نتوقعها في الدوريات الكبرى".
وعن ارتفاع مستوى تلك النسخة الأخيرة من كأس العالم، أوضح فرويز: "البطولة كانت رائعة لأن مستويات الفرق لم تكن مرتفعة، كان هناك تقارب في الأداء وكانت هناك ندية، مع قلة الفوارق بين منتخبات القارات".
وأكمل: "رأينا في 2022 دولة عربي وأفريقية تصل إلى الدور نصف النهائي، وهو ما قد يعطي أملا للمنتخبات الأفريقية الأخرى أو في قارة آسيا أيضا مثل كوريا الجنوبية واليابان للوصول إلى منصة التتويج يوما ما".
وكان المنتخب المغربي حقق إنجازا استثنائيا في في مونديال قطر، حيث أصبح أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم عبر التاريخ، ولم يتمكن أسود الأطلس من الوصول للنهائي بعد الخسارة أمام فرنسا حامل اللقب.
وعن إمكانية تأثر الجماهير المصرية بإنجاز المغرب المونديالي خاصةً أن منتخب مصر هو الأفضل على المستوى الأفريقي تاريخيًا، أتم جمال فرويز قائلا: "الجماهير تحسَّرت بالتأكيد على الإدارة المصرية، فالاتحاد المغربي تمكن بفضل سيطرته وتنظيمه من عمل كيان للدوري المحلي وتطوير الكرة المغربية".
نصائح للتعافي بعد كأس العالم
وعن نصائحه للجماهير من أجل التأهيل النفسي بعد انتهاء متعة كأس العالم، قال فرويز: "كأس العالم هي خلاصة أعلى مستويات كرة القدم في العالم، ولا يجوز مقارنتها بأي مستويات محلية في أي مكان آخر".
وأضاف في الصدد ذاته: "ليس من المفترض أن تصاب الجماهير بالإحباط عند مشاهدة المستوى السيئ الذي نراه في كثير من الدوريات العربية نظرا لاختلاف العديد من العوامل بينها وبين الدوريات الأوروبية الكبرى على سبيل المثال".
وأضاف: "لا يجب الاكتئاب، فنحن نتحدث عن ليونيل ميسي وكيليان مبابي، ونجوم يمثلون خلاصة أفضل لاعبي العالم، فبالتالي لا يجب وضعهم في مقارنة لأنها ستظلم اللاعب العربي في أغلب الأحيان.. إذا تركت نفسك في عالم المقارنات ستصاب في النهاية بحالة اكتئاب".
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA==
جزيرة ام اند امز