"نطحة زيدان" ضمن أشهر 6 مشاجرات بتاريخ المونديال
تقرير يستعرض أشهر المشاجرات في تاريخ بطولات كأس العالم والتي شهدت مواجهات بين أفضل نجوم كرة القدم.
يحفل تاريخ كأس العالم بمشاهد لا تنسى، وهنا لا يكون الحديث بالضرورة عن أهداف حاسمة أو احتفالات تاريخية أو مشاهد حزن؛ إذ إن هناك لحظات في مباريات شهدت مشاجرات ظلت خالدة بذاكرة المونديال.
لا أحد ينسى مشهد مشاجرة رودي فولر نجم منتخب ألمانيا الغربية حينها مع الهولندي فرانك ريكارد في مباراة المنتخبين بمونديال 1990، أو نطحة الفرنسي زين الدين زيدان لماركو ماتيراتزي مدافع إيطاليا في نهائي نسخة 2006.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، أشهر المشاجرات التي حدثت بين اللاعبين في تاريخ بطولات كأس العالم.
ريكارد وفولر
مشادة ريكارد وفولر كانت لها خلفيات تاريخية بسبب العداوة التاريخية بين منتخبي هولندا وألمانيا، منذ الحرب العالمية الثانية، ثم التصريحات المستفزة من قبل كلا الفريقين وأنصارهما.
الجمهور الألماني وصف انتصاره على هولندا في نهائي كأس العالم 1974 بأنه: "أم الانتصارات"، بينما أهان رونالد كومان مدافع "الطواحين" قميص منتخب ألمانيا عقب الفوز عليه بنتيجة 2-1 في نصف نهائي كأس أمم أوروبا 1988.
المباراة التي أقيمت في ثمن نهائي مونديال 1990، شهدت عصبية واضحة على أداء الفريقين خاصة الجانب الهولندي؛ إذ نال فرانك ريكارد بطاقة صفراء للتداخل العنيف على فولر.
وفي لعبة أخرى حدث تلامس بين فولر والحارس فان بروكلين، ليعيد ريكارد هجومه على فولر الذي كان ساقطاً على الأرض عبر مسكه من إذنه، والغريب أن الحكم قام بطرد الثنائي ليقوم اللاعب الهولندي بالبصق على النجم الألماني بشكل غريب أثناء خروجهما من أرض الملعب.
المواجهة العصيبة، نجحت ألمانيا الغربية في الانتصار بها بنتيجة 2-1، لتواصل مشوارها، وتحصد اللقب المونديالي في النهاية، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ البلاد.
بيكهام وسيميوني
مشادة دييجو سيميوني لاعب وسط الأرجنتين مع ديفيد بيكهام نجم إنجلترا في ثمن نهائي كأس العالم 1998، لعبت دورا رئيسيا في مسيرة أيقونة الكرة الإنجليزية
تدخل عنيف من سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد الحالي على بيكهام لاعب مانشستر يونايتد الأسبق تسببت في سقوط الأخير، الذي حاول الانتقام لنفسه بإسقاط سيميوني بدون كرة ولكن المشكلة كانت أن ذلك تم تحت أنظار الحكم كيم ميلتون نيلسون.
فشلت إنجلترا في الفوز وخرجت بركلات الترجيح بعد تعادل 2-2، لتحمل جماهير إنجلترا جزءا كبيرا من مسؤولية الإقصاء لبيكهام بعدما أجبر الفريق الإنجليزي على اللعب بعشرة لاعبين.
هذا التصرف الأحمق تسبب في غضب بين بيكهام وجمهور إنجلترا، لكن سرعان ما استطاع بيكهام تحويل هذه الواقعة السلبية لأمر إيجابي، لينال قلوب جماهير إنجلترا، خاصة بعدما سجل هدف التعادل القاتل لـ"الأسود الثلاثة" في مرمى اليونان بتصفيات كأس العالم 2002، ليتأهل الإنجليز للمونديال.
فضلا عن ذلك، فإنه بعد عام على واقعة بيكهام مع سيميوني، استطاع اللاعب الإنجليزي المساهمة بصورة فعالة في تحقيق مانشستر يونايتد لثلاثيته الخالدة، وهي الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا عام 1999.
أورتيجا ضد فان دير سار
بعدما قاد سيميوني منتخب الأرجنتين لربع نهائي مونديال 1998 بفضل لقطة بيكهام، كان زميله جابرييل أورتيجا يقود التانجو للإقصاء من المسابقة بسيناريو مختلف، وذلك ضد هولندا في ربع نهائي النسخة نفسها، بعد مشادة مع الحارس إدوين فان دير سار.
تدخل ياب ستام بشكل عنيف على أورتيجا، ليطالب اللاعب الأرجنتيني بركلة جزاء لم يحصل عليها، فيذهب إليه الحارس فان دير سار ويحاول استفزازه لينطحه أورتيجا في فمه، مما جعل الحكم يطرد لاعب الوسط الأرجنتيني.
هذا الأمر أسهم في تأهل هولندا للنهائي، مستغلة النقص العددي بصفوف "التانجو"، بعدنا سجل دينيس بيركامب هدف التأهل القاتل للطواحين، لتنتهي المواجهة بنتيجة 2-1.
زيدان وماتيراتزي
قام زين الدين زيدان أسطورة منتخب فرنسا بنطح ماركو ماتيراتزي مدافع منتخب إيطاليا، خلال لقاء الفريقين في نهائي كأس العالم 2006، ما أدى إلى طرد زيزو من أرض الملعب.
المباراة كانت الأخيرة في مسيرة زيزو على الصعيد الاحترافي، حيث اعتزل بعد المونديال مباشرة على الصعيد الدولي أو الأندية.
وقام زيدان بنطح ماتيرازي، بعدما قام الأخير بتوجيه ألفاظ نابية بحق أفراد عائلة "زيزو"، الأمر الذي دفع حكم اللقاء إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه صاحب الأصول الجزائرية، ما ترتب عليه فقدان فرنسا أحد أهم لاعبيها في مرحلة ركلات الترجيح التي خسرها "الديوك" بعد انتهاء المواجهة بالتعادل 1-1.
رونالدو وروني
الإنجليزي واين روني والبرتغالي كريستيانو رونالدو كانا زميلين في مانشستر يونايتد وصديقين أيضاً، لكن تشاء الأقدار أن يلتقيان وجهاً لوجه في ربع نهائي كأس العالم 2006.
روني تناسى هذه الزمالة والصداقة، وقام بتدخل بشكل عنيف على ريكاردو كارفاليو، لاعب منتخب البرتغال، ليركض رونالدو نحو الحكم ويطلب طرد زميله في مان يونايتد وسط دهشة من "الولد الذهبي"، كون الدون هو من يقوم بهذا الطلب.
روني تلقى البطاقة الحمراء، ثم قام بالتشاجر مع رونالدو، علما أن إقصاء اللاعب الإنجليزي مثّل دورا في خروج منتخب بلاده بركلات الترجيح عقب نهاية المباراة بالتعادل السلبي.
كيلليني وسواريز
لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي قام بعرقلة جورجيو كيلليني مدافع إيطاليا، في مباراة المنتخبين بدور المجموعات لمونديال 2014، وذلك بدون كرة في لقطة تعد من أشهر اللقطات بتاريخ كأس العالم.
المثير أن حكم اللقاء لم يشاهد الواقعة، ليكمل سواريز المباراة بصورة طبيعية، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر معاقبة اللاعب مستندا للقطات التلفزيونية، حيث تم حرمانه من ممارسة كرة القدم بشكل نهائي لمدة 4 أشهر، علماً بأن المباراة انتهت بفوز أوروجواي 1-0 وتأهلها لثمن النهائي.
هذه الواقعة مثّلت دورا جوهريا في انتقال سواريز إلى برشلونة بصيف 2014، حيث فتحت الصحافة الإنجليزية النار على اللاعب، وطالبت برحيله من ليفربول، خاصة وأنها كانت انتقدته قبل ذلك بسبب احتفاله بهدفه الذي منح أوروجواي الانتصار على إنجلترا 2-1 في نفس نسخة المونديال.
برشلونة، استفاد من هذا الأمر، وقرر ضم اللاعب، رغم إيقافه لمدة 4 أشهر، لينجح في رهانه، ويؤدي سواريز دورا كبيرا في فوز برشلونة بعدة ألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2015، أي بعد عام على واقعته مع كيلليني.