حكايات مونديالية.. تلبية نداء الطبيعة تقود الأرجنتين لنهائي كأس العالم
صاحبت مشاركات منتخب الأرجنتين في كأس العالم الكثير من الحكايات التاريخية التي يصل بعضها إلى درجة الغرابة أو الطرافة.
ويعد منتخب الأرجنتين أحد 8 منتخبات فقط كان لها شرف التتويج ببطولة كأس العالم خلال نسخها الـ21 السابقة، حيث حظي بهذا الشرف مرتين بالتساوي مع منتخبي أوروجواي وفرنسا.
ماذا قدم منتخب الأرجنتين خلال مشاركاته في كأس العالم؟
شارك منتخب الأرجنتين في 17 نسخة سابقة من بطولة كأس العالم على مر تاريخها، حيث تحمل مشاركته الحالية في مونديال قطر الظهور رقم 18 بالنسبة له.
وخلال مشاركاتهم السابقة حقق راقصو التانجو لقب المونديال مرتين، عامي 1978 على أرضهم، و1986 في المكسيك، بينما خسرو النهائي 3 مرات أعوام 1930 أمام أوروجواي صاحبة الأرض، و1990 بإيطاليا و2014 بالبرازيل أمام ألمانيا في المرتين.
بينما خرجت الأرجنتين من الدور الأول أو المجموعات 4 مرات، ومن الدور الثاني (دور المجموعات الثاني) أو ثمن النهائي 4 مرات، ومن ربع النهائي 4 مرات.
تلبية نداء الطبيعة تميمة الأرجنتين في مونديال 1990
في كأس العالم 1990 التي أقيمت في إيطاليا، بدأ منتخب الأرجنتين مشواره بشكل متعثر، بخسارة مفاجئة أمام الكاميرون 0-1، ثم فاز على الاتحاد السوفييتي 2-0، قبل أن يتعادل مع رومانيا 1-1.
وتأهل راقصو التانجو حينها بشق الأنفس إلى ثمن النهائي ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، ليضربوا موعدا ناريا مع البرازيل، تمكنوا مع الخروج منه فائزين بشق الأنفس بهدف كلاوديو كانيجيا، بعد تمريرة ساحرة من الأسطورة دييجو مارادونا.
واصطدم منتخب الأرجنتين في ربع النهائي بنظيره اليوغوسلافي العنيد حينها، في مباراة سادها التوتر الشديد وامتدت لـ120 دقيقة دون أن يتمكن أحد المنتخبين من التسجيل.
ووفقا لكتاب أغرب الحكايات في تاريخ المونديال، للأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي فقد انعكس التوتر الشديد انعكس بدوره على سيرجيو غويكوتشيا، حارس منتخب الأرجنتين، والذي كان على استعدادا للتضحية بحياته من أجل الذهاب إلى المرحاض لتلبية نداء الطبيعة.
ولأن الوقت كان ضيقا قبل انطلاق ركلات الترجيح فإن غويكوتشيا لم يتمكن من الخروج من الملعب والذهاب إلى المرحاض، ليضطر لأن يطلب من زميلين له في منتخب الأرجنتين محاولة تغطيته ومواراته عن الأنظار ويقوم بالتبول في أحد جوانب الملعب.
بعدها بدأت ركلات الترجيح، وتمكن غويكوتشيا من التصدي لركلتين من لاعبي يوغوسلافيا (الذين أهدروا أيضا ركلة ثالثة)، ليقود الأرجنتين للفوز 3-2 والتأهل إلى نصف النهائي بطريقة مثيرة بعدما كانت على وشك الخروج عقب إهدارها ركلتين إحداهما من الأسطورة مارادونا، ليضرب راقصو التانجو موعدا مع إيطاليا صاحبة الأرض.
وفي مواجهة نصف النهائي تكرر نفس سيناريو موقعة يوغوسلافيا تقريبا، حيث امتدت المباراة إلى 120 دقيقة دون أن يتمكن أحد المنتخبين من حسم الفوز، حيث كانت النتيجة تشير للتعادل 1-1.
وقبل ركلات الترجيح لم يكن غويكوتشيا بحاجة مجددا للذهاب إلى المرحاض، لكن كارلوس بيلاردو مدرب الأرجنتين حينها طلب من حارس تكرار ما فعله في المواجهة السابقة، عبر التبول في أحد جوانب الملعب، حيث كان مهووسا بمثل تلك الأفعال ويعتبرها ضمن تمائم الحظ، وفقا لكتاب "أغرب الحكايات في تاريخ المونديال".
وبالفعل كرر غويكوتشيا نفس سيناريو مباراة يوغوسلافيا، وتمكن للمصادفة من التصدي لآخر ركلتي جزاء من لاعبي إيطاليا، ليقود الأرجنتين للفوز 4-3 والتأهل إلى المباراة النهائية لمواجهة ألمانيا.
ويبدو أن تميمة تلبية نداء الطبيعة أعجبت منتخب الأرجنتين ومدربه بيلاردو، حيث حاولوا جر المباراة النهائية إلى ركلات الترجيح مجددا أملا في أن يقوم غويكوتشيا بنفس الأمر ويتمكن من قيادة راقصي التانجو لمنصة التتويج، لكن ركلة جزاء احتسبت قبل النهاية بـ5 دقائق فقط حطمت كل التوقعات وخيبت كل الآمال.
ولم يتمكن غويكوتشيا قبل تلك الركلة من القيام بتميمة حظه، ليتمكن أندرياس بريمه لاعب منتخب ألمانيا من هز شباكه وقيادة منتخب ألمانيا للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه حينها، تاركا الأرجنتين تبحث عن تميمة جديدة من أجل استعادة لقبها المفقود حتى الآن.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg
جزيرة ام اند امز