العالم يغرق في ديون قياسية بـ300 تريليون دولار.. لبنان بين الأفضل
قفزت ديون العالم التي تشمل الحكومات والأسر والشركات والبنوك إلى قرابة 300 تريليون دولار في رقم قياسي جديد يتحقق وسط عواصف كورونا.
وقال معهد التمويل الدولي (IIF) إن الدين العالمي ارتفع إلى هذا المستوى القياسي الجديد خلال الربع الثاني، لكن مع لمحة إيجابية.
- تركيا تقترض 120 مليار دولار في 3 سنوات.. أكثر من كل ديونها عبر التاريخ
- تونس تتخلص من عبء الإخوان والديون.. سددت مليار دولار في 14 يوما
ولفت إلى أن اللمحة الإيجابية هي نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي والتي تراجعت للمرة الأولى منذ بداية الوباء مع انتعاش النمو الاقتصادي.
ديون العالم
وارتفع إجمالي مستويات الدين الذي يشمل ديون الحكومة والأسر والشركات والبنوك بقيمة 4.8 تريليون دولار إلى 296 تريليون دولار في نهاية يونيو/حزيران.
والارتفاع يأتي بعد انخفاض طفيف في الربع الأول من العام الجاري.
ورغم ذلك يبقى مستوى الدين حاليا أعلى بنحو 36 تريليون دولار مقارنة بمستويات ما قبل الوباء.
سقف الـ300 تريليون
وقال إمري تيفتيك ، مدير أبحاث الاستدامة في معهد التمويل الدولي: "إذا استمر الاقتراض بهذه الوتيرة ، فإننا نتوقع أن يتجاوز الدين العالمي 300 تريليون دولار".
وكان الارتفاع في مستويات الديون أكثر حدة بين الأسواق الناشئة، حيث ارتفع إجمالي الدين بمقدار 3.5 تريليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالربع الأول ليصل إلى ما يقرب من 92 تريليون دولار.
لمحة إيجابية
وفي إشارة إيجابية لتوقعات الديون، أعلن معهد التمويل الدولي عن انخفاض نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي للمرة الأولى منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا.
وانخفض الدين كحصة من الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 353٪ في الربع الثاني من مستوى قياسي بلغ 362٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وقال معهد التمويل الدولي إنه من بين 61 دولة قام بمراقبتها ، سجلت 51 دولة انخفاضًا في مستويات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، على خلفية انتعاش قوي في النشاط الاقتصادي.
لكنه أضاف أنه في كثير من الحالات لم يكن الانتعاش قويا بما يكفي لدفع نسب الديون إلى ما دون مستويات ما قبل الوباء.
مفاجأة لبنان
وفقًا لمعهد التمويل الدولي ، فإن إجمالي نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي باستثناء القطاع المالي أقل من مستويات ما قبل الوباء في 5 بلدان فقط هي المكسيك والأرجنتين والدنمارك وأيرلندا ولبنان.
ورغم أن تلك الإحصائية تشير نظريا إلى أن أوضاع تلك الدول أفضل من ناحية الديون إلا أنها قد لا تعكس حقيقة الوضع على الأرض.
فقد تحقق بعض الدول هذا الإنجاز لقدرتها على توفير احتياجاتها بدون استدانة، في حين قد تضطر دول أخرى للاستدانة ولا تنجح نتيجة تاريخها السيء في الالتزام بالسداد، أو أوضاعها الاقتصادية الهشة التي لا تبشر بالقدرة على السداد.
والأرجنتين من أشهر الدول في عمليات الاستدانة وكذلك لبنان، لكن يبدو أن فشل كلاهما في سداد التزاماته قد دفع المقرضين إلى تجنبهم في حقبة كورونا.
من ناحية أخرى، شهدت الصين ارتفاعًا حادًا في مستويات ديونها مقارنة بالدول الأخرى، في حين ارتفعت ديون الأسواق الناشئة باستثناء الصين إلى مستوى قياسي جديد عند 36 تريليون دولار في الربع الثاني ، مدفوعًا بزيادة الاقتراض الحكومي.
وأشار معهد التمويل الدولي إلى أنه بعد انخفاض طفيف في الربع الأول، ارتفع الدين بين الاقتصادات المتقدمة - وخاصة منطقة اليورو - مرة أخرى في الربع الثاني.
وفي الولايات المتحدة ، كان تراكم الديون بنحو 490 مليار دولار هو الأبطأ منذ بداية الوباء، على الرغم من زيادة ديون الأسر بوتيرة قياسية.
وعلى الصعيد العالمي ، ارتفعت ديون الأسر بمقدار 1.5 تريليون دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام إلى 55 تريليون دولار.
وأشار معهد التمويل الدولي إلى أن ما يقرب من ثلث البلدان المشمولة بدراسته شهدت زيادة في ديون الأسر في النصف الأول.
وقال تيفتيك من معهد التمويل الدولي: "كان الارتفاع في ديون الأسر يتماشى مع ارتفاع أسعار المنازل في كل اقتصاد رئيسي تقريبًا في العالم".