انطلاق مجالس المستقبل العالمية في الإمارات غدا.. بمشاركة 70 دولة
تنطلق غدا في الإمارات الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية لتستشرف ضمن 38 مجلسا مستقبل القطاعات الحيوية الأكثر تأثيرا.
تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تنطلق غداً أعمال الدورة الثالثة للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، لتستشرف ضمن 38 مجلسا مستقبل القطاعات الحيوية الأكثر تأثيراً في حياة الإنسان مستقبلاً.
ويشارك في الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، التي تعقد على مدى يومين، أكثر من 700 مستشرف وخبير ومسؤول من 70 دولة حول العالم، وتشهد إطلاق عدد من المبادرات المستقبلية المهمة في مختلف مجالات العمل الحكومي، وتفعيل عدد من المبادرات التي تم الإعلان عنها في الدورة الماضية، ما يجسد رؤى قيادة دولة الإمارات وتوجهاتها في تعزيز الشراكة العالمية لبناء صيغة تكاملية هدفها خدمة البشرية وتحويل التحديات إلى فرص للازدهار والتطور.
تحولات اقتصادية
وستعمل مجالس المستقبل العالمية على استشراف خريطة موازين القوى العالمية المستقبلية، في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية المتسارعة، وما يشهده العالم من تبلور شكل جديد للعولمة يقوم على عولمة السلع والخدمات الرقمية.
ويستعرض مجلس مستقبل قارة أوروبا الإمكانيات المتوقعة لتأكيد موقعها السياسي والاقتصادي في نظام عالمي متعدد الأقطاب تتزايد فيه القوى الجديدة وتتغير فيه صيغ العلاقات والتحالفات، وسبل تطوير رؤية اقتصادية تسمح لأوروبا بالاستفادة من نموذج الابتكار الخاص بها في تعزيز مجالات الثورة الصناعية الرابعة.
في السياق ذاته، يعمل مجلس مستقبل روسيا على تشكيل تصور للدور العالمي الذي ستؤديه هذه القوة العالمية خلال السنوات المقبلة، ويستكشف إمكاناتها المستقبلية في مجالات الاقتصاد والمجتمع والمساهمة في الثورة الصناعية الرابعة.
ثورة صناعية
على صعيد آخر، يدرس مجلس مستقبل منطقة الشرق الأوسط مقاربات جديدة في مجالات الأمن والتعاون الاقتصادي في المنطقة في ظل انعكاسات الموجة التكنولوجية للثورة الصناعية الرابعة، ويبحث المجلس التحديات التي تمر بها المنطقة من حيث استمرار حالة انعدام الاستقرار وأسبابها وسبل التعامل مع تحدياتها.
ويستعرض المجلس سبل تطوير أدوات الحكومة المرنة وتطبيقها بشكل عملي، بحيث تمكن صانعي القرار من تشكيل السياسات الاستباقية المستقبلية التي تعيد تصور الثورة الصناعية الرابعة، والتي يتم الوصول إليها من خلال جهد مشترك بين الحكومة والمجتمع، يضمن مرونة هذه السياسات وتركيزها على الإنسان وقابليتها للتطبيق.
تكنولوجيا متقدمة
إلى ذلك، يسعى مجلس مستقبل الاستهلاك إلى استشراف سبل توظيف أدوات التكنولوجيا المتقدمة في تعزيز نماذج استهلاك مستدامة في المستقبل، ويبحث آثار الثورة الصناعية الرابعة وانعكاساتها على أنظمة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك.
ويستعرض المجلس الفرص التي توفرها التكنولوجيا لخلق قيمة مضافة جديدة للسلع والخدمات، والتغيرات المستقبلية المتوقعة على سلوكيات المجتمعات والأنماط الاستهلاكية الجديدة وما ستحدثه على معادلات العرض والطلب.
ويبحث مجلس مستقبل الابتكار في النظم الغذائية القوة التحويلية التي يمثلها الابتكار في مستقبل النظم الغذائية، والشكل الذي سيكون عليه الواقع الغذائي وعناصره الأساسية وسبل تحقيق الاستدامة في هذا المجال من حيث المناخ والمياه وإدارة الأراضي والغابات والتغذية المستدامة والصحة والشمولية والكفاءة وتأثير الثورة الصناعية الرابعة.
نمو اقتصادي
وضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية، يعمل مجلس مستقبل الأجندة الاقتصادية الجديدة على إيجاد السبل الكفيلة بإطلاق حوار عالمي حول نهج جديد شامل للنمو الاقتصادي المرتكز على الإنسان في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
ويستعرض المجلس دور دراسة التغيرات الاقتصادية المستقبلية طويلة المدى والتكنولوجيا المتقدمة في النهوض بمستويات جودة حياة أفراد المجتمع، وسبل تبني خطط واستراتيجيات اقتصادية جديدة تتمحور حول آليات توجيه التقنيات الحديثة والعلوم المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، من أجل تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية شاملة تتناسب مع التغيرات العالمية.
اقتصاد رقمي
ويبحث أعضاء مجلس مستقبل الاقتصاد والمجتمع الرقمي سبل صناعة وتعزيز مستقبل الاقتصاد الرقمي في ظل التغييرات التي ستشهدها المجتمعات، وأفضل الحلول لبناء نموذج رقمي مستقبلي شامل ومتطور ومستدام.
في السياق ذاته، يبحث مجلس مستقبل التجارة الدولية والاستثمار آليات تطوير سياسات تستجيب لتحديات التحول الرقمي والاستدامة البيئية والتفاوت الاقتصادي، ويستعرض التحديات المستقبلية التي ستواجه قطاعات التجارة العالمية والاستثمار، والحلول المطلوبة لمواجهتها.
كما يبحث مجلس مستقبل الاستثمار طويل المدى سبل تصميم حلول لمواجهة التحديات العالمية المتشابكة والتصدي للتفكير الاقتصادي قصير الأجل، ويستشرف تأثير الاضطرابات والتغيرات الناتجة عن التخطيط القصير المدى على الأسواق المالية، وسبل إيجاد الحلول طويلة المدى لضمان مستقبل شامل ومستدام للجميع.
نظم مالية
ويدرس مجلس مستقبل تطوير النظم المالية، آليات تطوير نظام مالي تنموي يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، عبر تحقيق دمج أفضل بين التدفقات الرأسمالية والمبادرات المالية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة.
ويستعرض مجلس تكنولوجيا الطاقة المتقدمة مستقبل الاستدامة والحياة على الكوكب والمساهمة العالمية في احتضان المشروعات المتعلقة بتكنولوجيا الطاقة المتقدمة ومدى تأثيرها على مستقبل أنظمة الطاقة والصناعة والمستهلكين والحكومات.
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات استضافت خلال العامين الماضيين مجالس المستقبل العالمية، التي بحثت أفضل الحلول لتوظيف أدوات وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة في مواجهة التحديات المستقبلية، ورؤى جديدة لتجارب ومبادرات في أبرز القطاعات الحيوية.
وجمعت مجالس المستقبل العالمية في دورتها الثانية التي عقدت في نوفمبر 2017، أكثر من 700 من كبار المستشرفين والعلماء وخبراء المستقبل العالميين ومسؤولين حكوميين من أكثر من 70 دولة وممثلي منظمات دولية.
وشهدت اجتماعات الدورة الثانية إطلاق مبادرات استراتيجية، من ضمنها مركز الإمارات للجاهزية للمستقبل الهادف إلى تطوير البرامج والسياسات وأطر العمل لإعداد الجهات الحكومية للتحديات المستقبلية.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز