القمة العالمية للحكومات 2023.. تمهيد لحوار دولي شامل حول المناخ
تلعب الحكومات دورًا محوريًا في إيجاد حلول مستدامة لمواجهة الانبعاثات الكربونية المتزايدة، وتعزيز الجهود لتحقيق الحياد المناخي.
وهذا ما أكده مسؤولون حكوميون وخبراء شاركوا في المنتدى "العالمي لتكنولوجيا وسياسات المناخ"، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023.
وقال عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، خلال كلمته الافتتاحية، إن ظاهرة التغير المناخي وتأثيراته على المدى القريب و البعيد تستدعي ضرورة استشراف الفرص وتقييم التحديات واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساهم في مواجهة تداعيات التغير المناخي.
وأضاف: "نتطلع لتكون التوصيات ونتائج المنتدى محورًا رئيسيًا لانطلاق حوار دولي شامل يجمع صناع القرار والباحثين لتوحيد جهود العالم حول تحديات تغيّر المناخ وإيجاد حلول تسهم في مواجهة التغيرات المناخية ضمن آليات عمل مشتركة".
وأكد أن دولة الإمارات تمتلك رؤية استشرافية لمواجهة تحديات المناخ؛ حيث وضعت خططًا واستراتيجيات وبرامج مستقبلية واضحة المعالم تضمن التكامل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال العقود المقبلة وبين حماية البيئة وتعزيز استدامتها.
توفير الكهرباء المستدامة
وأعرب فريدريك كيمب الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي خلال كلمة رئيسية، عن شكره لدولة الإمارات على تنظيم المنتدى العالمي لتكنولوجيا وسياسات المناخ، قائلاً: إن المنتدى يمثّل فرصة تجمع صناع القرار في مجالات الطاقة المتجددة لبحث ومعالجة التحديات المتعلقة بهذه المجالات، وأهمية توظيف التكنولوجيا للحد من تغير المناخ وتأثيراته على العالم.
ورأى أن العمل من أجل المناخ أصبح ضرورة ملحة، وخصوصاً بعد ارتفاع درجات الحرارة والتصحّر والفيضانات وحالة عدم الاستقرار في حالة الطقس في بعض الدول، وهو ما جعل العالم يبدو أقل استدامة ومرونة في التعامل مع تحديات التغيير المناخي، مشيراً إلى ضرورة توفير الطاقة الكهربائية إلى الملايين حول العالم ممن لايزالون محرومين من الوصول إلى الكهرباء والوقود، بما يضمن تعزيز جودة حياتهم، وحمايتهم من التحديات المناخية التي يواجهونها.
تعزيز الانتقال الطاقوي النظيف
بدوره، قال فرانشيسكو لاكاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة خلال جلسة "أمن الطاقة في ظل مستقبل الانبعاثات الكربونية الصفرية" إن الوكالة تبذل جهوداً كبيرة على المستوى العالمي من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة.
ولفت إلى ضرورة إيجاد بنية تحتية تدعم النظام الجديد للطاقة المتجددة والعمل على إدخال الطاقة النظيفة إلى مختلف دول أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
من جهته أكد محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أن دولة الإمارات تحولت مبكرًا إلى الطاقة المتجددة؛ إذ إنها من أوائل الدول الموقعة على اتفاق باريس للمناخ وحددت أهدافها بالوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول 2030.
وأشار إلى أن دولة الإمارات نجحت في تحويل تجربتها على صعيد الاستثمار في الطاقة الشمسية إلى إحدى أبرز التجارب العالمية نجاحًا.
وسلطت جلسات المنتدى الضوء بشكل خاص على أمن الطاقة وإمكانات الهندسة الجيولوجية المناخية كمجالات رئيسية لقادة الحكومات وصناع القرار.
ويأتي تنظيم المنتدى العالمي لتكنولوجيا وسياسات المناخ، في الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات لاستضافة وترؤس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، والتي ستشهد إجراء أول مراجعة عالمية لاتفاقية باريس للمناخ، حيث سيتم تقييم مدى التقدم الذي أحرزته الدول في إطار خططها المناخية الوطنية.