القمة العالمية للاقتصاد الأخضر.. خارطة طريق لمستقبل آمن
افتتح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي اليوم فعاليات الدورة الثامنة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر.
القمة تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر والمجلس الأعلى للطاقة في دبي على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة لفيف من الوزراء والمسؤولين والخبراء من مختلف أرجاء العالم.
وألقى سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر الكلمة الافتتاحية للقمة.
وقال سعيد محمد الطاير: ننظم القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دورتها الثامنة هذا العام في ظل القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي قال في عام 2015 : "إذا كان استثمارنا اليوم صحيحاً أراهن بأننا سنحتفل عند تصدير آخر برميل نفط بعد 50 سنة".
وأضاف: وتنظم القمة تحقيقاً للرؤية السديدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطلاق "استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء" لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة" وتحت رعايتة الكريمة وتوجيهاته السامية لتوسيع آفاق الحوار وتكثيف وتضافر الجهود للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو بناء مستقبل أكثر استدامة لنا ولأجيالنا القادمة.
وأضاف "تعقد القمة العالمية للاقتصاد الأخضر لهذا العام تحت شعار "قيادة العمل المناخي من خلال التعاون: خارطة طريق لتحقيق الحياد الكربوني" حيث ستبحث مجالات التعاون المشترك وتبادل الخبرات والمعارف بين الجهات المعنية والمشاريع والمؤسسات الدولية والإقليمية من القطاعين العام والخاص لتعزيز مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر. ويعكس الشعار ضرورة تضافر الجهود الدولية في مواجهة التحديات المناخية باعتبارها تطال بتأثيرها العالم أجمع".
وأوضح الطاير أن العالم شهد أزمات كبرى طالت مختلف القطاعات نتيجة التغير المناخي الذي أدى إلى كوارث طبيعية في العديد من المناطق حول العالم فقد واجهت أوروبا الشهر الماضي أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام على الأقل مما أدى إلى انحسار المياه في الأنهار الرئيسية الأمر الذي أثر سلباً على حركة التجارة عبر الأنهار التي تسهم بنحو 80 مليار دولار في اقتصاد منطقة اليورو.
وأوضح: "مؤخراً تسببت الأمطار غير المسبوقة في غرق ثلث مساحة باكستان بالكامل وتسببت الفيضانات في دمار كبير في جميع أنحاء البلاد ووفق منظمة الصحة العالمية يؤثر شح المياه على 40% من سكان العالم وهناك 700 مليون شخص معرضون لخطر النزوح نتيجة الجفاف بحلول عام 2030".
وقال: "يشير تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ 2022 إلى أن التغير المناخي يؤثر سلباً على جودة وتوفر المياه ومن المتوقع أن يعاني ما بين 800 مليون و3 مليارات شخص على مستوى العالم من ندرة المياه المزمنة بسبب الجفاف إذا ارتفعت درجة الحرارة 2 درجة مئوية"، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
وأضاف "رغم أن التغير المناخي يعد الأزمة الأبرز التي نواجهها في عالمنا المعاصر إلا أننا لسنا عاجزين أمام هذا التهديد العالمي. وتتصدر دولة الإمارات الجهود العالمية في مواجهة تحديات التغير المناخي ولطالما كانت رائدة في دعم التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية وتعزيز الاستثمارات النوعية في الاقتصاد الأخضر".
وأوضح: "يؤكد اختيار دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "28COP" تقدير العالم لجهودها ودورها الفاعل والمؤثر عالمياً في قضية مواجهة التغير المناخي حيث أعلنت دولة الإمارات العام الماضي عن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 واستثمارها أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050 لتصبح بذلك أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق هذه المبادرة الاستراتيجية".
وقال: "يأتي هذا الإعلان ليتوج جهود الدولة ومسيرتها في العمل المناخي على مدى العقود الثلاثة الماضية منذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في عام 1995".
كما أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتعزيز الاستدامة والابتكار والتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام وتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050".
وأوضح الطاير أن دبي نجحت في تحقيق خفض في الانبعاثات الكربونية وصل إلى 21% في عام 2021 لتتخطى بذلك النسبة المستهدفة في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 حيث هدفت الاستراتيجية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تحتضن مؤسسات عالمية متخصصة في مجال الاقتصاد الأخضر مثل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" في العاصمة أبوظبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي وغيرها من المؤسسات الرائدة.
وقال: "تدعم دولة الإمارات الجهود العالمية الهادفة إلى التصدي للتغير المناخي من خلال إعلان حلول فاعلة لدعم القطاعات المحلية منخفضة الكربون ومشروعات رائدة تدعم استراتيجيات وتطلعات الدولة المستقبلية مثل مدينة مصدر في أبوظبي ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي".
وأضاف: "في شهر مارس/أذار الماضي استضافت حكومة دولة الإمارات مُمَثلةً بوزارة التغير المناخي والبيئة والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر وهيئة كهرباء ومياه دبي أول أسبوع إقليمي للمناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دبي والذي حقق نجاحاً منقطع النظير بحضور أكثر من 15000 مشارك حضوري وافتراضي من 40 دولة حول العالم إضافة إلى نحو 500 متحدث وخبير عالمي وتم تنظيم فعاليات الأسبوع بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وشركاء دوليين".
وأكد "الحلول اللازمة لضمان تحقيق الحياد الكربوني في المستقبل في متناول أيدينا إلا أننا نخوض سباقاً مع الزمن واسترشاداً برؤية وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أصبح الهيدروجين الأخضر أحد الممكنات الرئيسية لتحقيق خطة إمارة دبي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050".
وأوضح أنه على هذا الأساس تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تطوير استراتيجية وخارطة طريق للهيدروجين الأخضر بالتعاون مع استشاريين عالميين. وتركز القمة هذا العام على أربعة محاور رئيسية في مجال الاقتصاد الأخضر: "الطاقة" و"التمويل" و"الأمن الغذائي" و"الشباب".
وفي محور الطاقة سنعمل على استكشاف سبل رفع كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات في أنظمة الطاقة. وسيركز محور التمويل على استقطاب وتشجيع الاستثمار ات الخضراء في حين ستبحث القمة ضمن محور الأمن الغذائي سُبُل ومنهجيات تعزيز مرونة واستدامة سلاسل القيمة لمواجهة التحديات المتنامية في هذا المجال. وفي محورها الرابع ستسلط القمة الضوء على ضرورة دعم وتمكين الشباب باعتبارهم محرك التنمية المستدامة والقوة الدافعة للتغير الإيجابي بهدف بناء جيل من قادة العمل المناخي".
وأكد أنه نظراً لأهمية دور الشباب في التنفيذ الفعّال للعمل المناخي تنظم القمة العالمية للاقتصاد الأخضر هذا العام المؤتمر الإقليمي للشباب الذي يجمع شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمناقشة أولوياتهم وذلك قبيل المؤتمر العالمي للشباب الذي سيعقد ضمن الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "COP 27" في نوفمبر المقبل في جمهورية مصر العربية بالإضافة إلى استعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "28COP" العام المقبل في مدينة إكسبو دبي".
وقال "على مدى السنوات الماضية نجحت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في حشد الجهود العالمية لتعزيز العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي وأسست بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "مركز التعاون الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في دبي ويقدم الدعم الفني للمعنيين لزيادة الاستثمارات في التقنيات والحلول والشراكات التي تهدف إلى الوصول إلى اقتصاد خال من الكربون".
وأوضح: "ستواصل القمة البناء على ما حققتهُ في دوراتها السابقة لا سيّما التقدم المُحرز منذ إعلان دبي السابع الذي شكل نقطة ختام الدورة الماضية والطموحات التي وردت في إطار عمل الإعلان. كما ستلقي القمة الضوء على التزام دولة الإمارات بدعم تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر والنقلات النوعية التي حققتها في تبني الحلول الصديقة للبيئة في مُختلف المجالات".
وفي ختام كلمته تقدم الطاير بالشكر للشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم لافتتاحه فعاليات القمة كما أشاد بمساهمة وجهود جميع الأطراف المشاركة في القمة والتي أسهمت في الوصول بها إلى هذه المكانة العالمية الرائدة التي تلعب دوراً مهما في ترسيخ مسيرة الاقتصاد الأخضر على صعيد المنطقة والعالم.
وخلال مراسم الافتتاح الرسمي للقمة ألقت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تحالف من أجل الاستدامة العالمية" كلمة ممثل دولة الإمارات عبر رسالة مصورة؛ كما ألقى أوفيس سرمد نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كلمة الممثل الدولي.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول جلسة نقاشية بعنوان "تنفيذ اتفاقية باريس: بناء إرث العمل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" شارك فيها الدكتور معاوية خالد الردايدة وزير البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية، وكافيداس رامانو وزير البيئة وإدارة النفايات الصلبة وتغير المناخ في موريشيوس والدكتورة دينا عساف المنسق المقيم للأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وجيمس جريبرت رئيس قسم الحد من آثار التغير المناخي في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وهناء الهاشمي كبيرة المفاوضين المناخيين لدولة الإمارات ومديرة مكتب المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي.
وأدار الجلسة جون ديفتيريوس أستاذ إدارة الأعمال بجامعة نيويورك أبوظبي وزميل الطاقة في المنتدى الاقتصادي العالمي.
ناقش المتحدثون موضوعات مهمة تتعلق بالعمل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأهمية اختيار كل من جمهورية مصر العربية لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 27" في وقت لاحق من العام الجاري ودولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة "كوب 28" العام المقبل.
وكرَم الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي الرئيس الفخري لجائزة الإمارات للطاقة الفائزين بالجائزة في دورتها الرابعة والتي ينظمها المجلس الأعلى للطاقة في دبي تحت شعار "تعزيز الابتكار لطاقة مستدامة" وذلك بحضور سعيد محمد الطاير نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي ورئيس الجائزة وأحمد بطي المحيربي الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة ونائب رئيس اللجنة التنفيذية للجائزة وعدد من المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص إضافة إلى خبراء في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة. وأقيم حفل التكريم خلال حفل افتتاح فعاليات الدورة الثامنة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2022 في دبي.
وتم تكريم 28 فائزاً ضمن 10 فئات تقديراً لإنجازاتهم وابتكاراتهم في تقديم أفضل حلول كفاءة الطاقة والطاقة البديلة وكان الفائزون في جائزة الإمارات للطاقة 2022 من فئة مشاريع الطاقة.
وحازت أكوا باورالجائزة الذهبية وشركة سويحان للطاقة الكهروضوئية الجائزة الفضية والجائزة البرونزية كانت من نصيب شركة الروابي.. أما من فئة كفاءة الطاقة في القطاع العام الجائزة الذهبية كانت لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مصر والجائزة الفضية لبلدية أبوظبي والجائزة البرونزية للمنطقة الحرة لمطار دبي.
أما فئة كفاءة الطاقة في القطاع الخاص وحازت الجائزة الذهبية مصفاة الرياض "أرامكو السعودية" والجائزة الفضية مجموعة عزت مارجي "الأردن" والجائزة البرونزية مطارات دبي وجونسون كونترولز إنترناشيونال.
أما فئة التعليم والبحث العلمي حازت الجائزة الذهبية: مجمع الطاقة الشمسية "المغرب" والجائزة الفضية الدكتورة كاميليا يوسف "مصر" والبرونزية مركز التميز في كفاءة الطاقة "السعودية".
وفئة البحث والتطوير حازت الذهبية حمد مصبح الطنيجي من دولة الإمارات والجائزة الفضية مركز البحوث المتقدمة من السعودية والجائزة البرونزية مركز أرامكو السعودية للأبحاث والتطوير.
وفئة مشاريع ربط الطاقة الشمسية بالمباني - المشاريع الكبيرة فازت الذهبية: دي بي ورلد من دولة الإمارات والجائزة الفضية: الجامعة الألمانية الأردنية والبرونزية: غرفة دبي "جامعة دبي".
أما فئة مشاريع ربط الطاقة الشمسية بالمباني - المشاريع الصغيرة حازت الجائزة الذهبية أرامكو السعودية والجائزة الفضية: شركة الإمارات لتبريد المناطق "إيميكول" والجائزة البرونزية: وزارة التربية والتعليم ووزارة الطاقة والبنية التحتية "الامارات".
أما فئة الابتكارات الشابة الجائزة الذهبية: الدكتور عبدالعزيز القاسم من "السعودية" والجائزة الفضية لمؤسسة الأمل الأخضر "الهند" والبرونزية: محمد نعيم شونار من دولة الإمارات.
أما جائزة التقدير الخاصة كانت لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي "إمباور" تقديراً لإنجازاتها في نظام تخزين الطاقة الحرارية وشركة البيئة الكورية "كوريا الجنوبية" تقديراً لإنجازاتها في تحويل النفايات إلى طاقة ومصفاة ينبع "أرامكو السعودية" تقديراً لإنجازاتها في الكفاءة التشغيلية "استعادة الحرارة المهدورة" وشركة ماجد الفطيم تقديراً لإنجازاتها في تحسين برامج التعلم الالكتروني لتطوير وتعزيز الاستدامة.