مسؤول "الصحة العالمية" لـ"العين الإخبارية": كورونا قد يتحول لعدوى موسمية
"العين الإخبارية" تحاور استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية، الدكتور أمجد الخولي، حول آخر مستجدات فيروس كورونا المستجد.
سجَّل فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) خلال الآونة الأخيرة، ارتفاعاً في أعداد الإصابات بإقليم شرق المتوسط، فيما تراجعت الإصابات بعدد من الدول الأوروبية.
هذا التراجع دفع تلك الدول إلى تخفيف حذر لإجراءات وقيود الحظر، وسط مخاوف من تفشي موجة جديدة للوباء، الذي أودى بحياة نحو 300 ألف وأصاب 4.3 مليون شخص.
وبين مسار انتشار الفيروس عالمياً وإقليمياً خلال الفترة المقبلة، وتغير أنماط الانتشار ومنحنياته صعوداً وهبوطاً، مروراً بالاشتراطات المطلوبة لتخفيف قيود الحظر، حاورت "العين الإخبارية"، استشاري الوبائيات في منظمة الصحة العالمية، الدكتور أمجد الخولي.
يقول الخولي إن بقاء فيروس كورونا لفترة طويلة وتحوله إلى عدوى موسمية هو أحد السيناريوهات المحتملة، مشيراً إلى أنَّ تحوّل الفيروس إلى الحالة الموسمية يرتهن بالانتهاء من تطوير لقاح وإتاحته للاستخدام.
ويحذَّر من أن رفع بعض الدول القيود بشكل سابق لأوانه ودون تخطيط دقيق واتخاذ تدابير التباعد البدني، قد يسبب موجة ثانية متفاقمة من حالات الإصابة.
هل بدأ الوباء في التراجع بدول أوروبا فيما ينتشر بشرق المتوسط وأفريقيا؟
هذا ما لاحظناه مؤخراً في ضوء تتبعنا لنشاط فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد- 19"، ووتيرة انتشاره عالمياً، فقد لوحظ انخفاض في أعداد الإصابات في عدد من الدول الأوروبية كما لوحظ ارتفاع أعداد الحالات بإقليم شرق المتوسط.
وما تفسيركم لذلك؟
هناك عوامل متعددة تسهم في خريطة انتشار الفيروس عالمياً؛ بينها حقيقة أن الفيروس المستجد ظهر في القارة الأوروبية قبل ظهوره في شرق المتوسط بنحو شهر تقريباً، ومن ثم فقد اتخذ مراحل متعددة بدءاً من الانتشار المحدود ثم اتساع رقعة الانتشار، وتسارع وتيرته بشدة ثم ثبات نسبي في بعض البلدان، وانخفاض محدود في عدد الحالات فيها.
أما في إقليم شرق المتوسط فقد ظهر الفيروس متأخراً، وظلت وتيرة الانتشار بطيئة في معظم البلدان مع وجود بؤرة مركزية في بلد واحد.
وفي الأسابيع الأخيرة تضاعفت أعداد الحالات بوتيرة متلاحقة وشهد الأسبوع الأخير منحنى تصاعدياً في 19 بلداً مقابل انخفاض بطيء في 3 بلدان.
وننوه إلى أن مسار انتشار الفيروس عالمياً وإقليمياً لم يستقر بعد، ونتوقع تغيراً في أنماط انتشاره ومنحنياته صعوداً وهبوطاً.
ما أهمية التوسع في إجراء الفحوصات؟
من بين توصيات منظمة الصحة العالمية التوسع في إجراء الفحص المختبري، بما يتناسب مع القدرات المتاحة لكل بلد ووضعية انتشار الفيروس فيه.
وهذا التدخل يتيح للقطاع الصحي اكتشاف المزيد من الحالات وعزلها وتتبع مخالطيها، ومعالجة الجميع معالجة رعائية، مما يؤدي إلى وقف سلاسل انتقال العدوى أو الحد منها.
كيف تقيمون تخفيف القيود في بعض الدول؟
لا بد أن نتعامل بحذر فيما يتعلق بتخفيف الإجراءات الاحترازية من إغلاق للمرافق الحيوية كالمدارس وأماكن العمل ودور العبادة والأندية إلى آخره، أو حظر شامل لحركة الناس لمنع التجمعات أو تقييد جزئي لها.
ونوصي أن تقوم السلطات المعنية في كل بلد بإجراء تقييم دقيق لمخاطر رفع الإغلاق في حين لا يزال المرض ينتشر في جميع الأنحاء.
بعض البلدان وضعت استراتيجية للخروج من الوضع الراهن، وشرعت في رفع القيود، بما في ذلك تخفيف حظر التجوال وإغلاق المطارات.
لكن لا بد من التأكد من توافر الاشتراطات التي حددتها منظمة الصحة العالمية في إصدار خاص لمساعدة الدول على اتخاذ قرارات تتعلق بتخفيف أو زيادة القيود الخاصة بمنع انتشار مرض "كوفيد- 19".
ما أبرز هذه الاشتراطات؟
التأكد من السيطرة على انتشار المرض ويتم هذا من خلال ملاحظة المنحنى الوبائي أو من خلال الحسابات الإحصائية.
قدرة الأنظمة الصحية على اكتشاف وعزل كل الحالات المصابة، ومتابعة المخالطين، وتطبيق إجراءات مكافحة العدوى.
تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع إصابة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات ككبار السن و ذوي الأمراض المزمنة.
التأكد من قدرة الدولة على منع ورود حالات جديدة وافدة إليها، وتطبيق معايير مكافحة العدوى بأماكن العمل.
المشاركة المجتمعية والوعي المجتمعي لضمان استمرار تنفيذ التوصيات الأساسية كالتباعد البدني والنظافة الشخصية وآداب السعال.
ما فرص ظهور موجة ثانية من الوباء؟
لا تزال منظمة الصحة العالمية تؤكد على أهمية التباعد البدني لوقف انتقال الفيروس.
ويندرج تحت هذا التباعد قائمة من الإجراءات التي قد تصل في حدها الأقصى إلى الإغلاق الشامل، ومنع التنقل، وإغلاق المدارس، ودور العبادة، وأماكن العمل، ومنع التجمعات البشرية، أو قد تقتصر على الحظر الجزئي لساعات محددة وأماكن، أو مرافق معينة دون غيرها.
ولا توجد حزمة واحدة من الإجراءات تلائم جميع الدول، بل تقوم كل دولة باختيار الإجراءات التي تتفق مع درجة انتشار الجائحة فيها، والظروف والسياقات الخاصة بكل دولة على حدة.
ونشدد على عدم رفع إجراءات الإغلاق الجزئي أول الشامل على نحو مفاجئ، فلا بد أن يتم ذلك تدريجياً وفق استراتيجية للخروج من الوضع الراهن، ولا بد أيضاً أن يحدث ذلك مع مواصلة التدابير الوقائية الحاسمة.
ودون تخطيط دقيق، وعدم توسيع نطاق القدرات في مجال الصحة العامة والرعاية السريرية، من المرجح أن يؤدي رفع القيود السابق لأوانه، إلى عودة ظهور مرض "كوفيد- 19" وخروجه عن السيطرة، بما يسبب موجة ثانية متفاقمة من حالات الإصابة.
ماذا عن الطواقم الطبية؟
يقف العاملون الصحيون في الصفوف الأمامية في المعركة ضد جائحة "كوفيد- 19"، وهم يواجهون ضغوطاً هائلة ومخاطر شديدة تعرضهم لمستويات من المرض والوفاة لم يتعرَّض لها العديد منهم من قبل، وأفادت تقارير حديثة أيضاً بمحاولات انتحار في صفوف العاملين الصحيين.
وحتى 8 أبريل/ نيسان، أُصيب أكثر من 22 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية في 52 بلداً بمرض "كوفيد- 19"، وفق التقارير الواردة إلى المنظمة.
وتتراوح نسبة العاملين الصحيين المصابين في إقليمنا من 1% إلى 20%، ونظراً لعدم إبلاغ المنظمة بطريقة منهجية عن حالات العدوى بين العاملين الصحيين، نعتقد أنَّ هذا العدد ربما لا يُمثِّل العدد الحقيقي لحالات الإصابة بين العاملين الصحيين.
هل تنتقل العدوى للأطقم الطبية داخل المستشفيات؟
بينما قد يُصاب بعضهم بالعدوى خارج المرافق الصحية، في منازلهم أو مجتمعاتهم المحلية، تشير البيانات المحدودة المتاحة إلى أن أكثر من 90% منهم يُصابون بالعدوى داخل المرافق الصحية حيث يتعرَّضون للفيروس الفتاك.
ويبلغ متوسط أعمار العاملين الصحيين المصابين في إقليمنا 35 عاماً، وترتفع نسبة الإصابة قليلاً بين الإناث عنها بين الذكور.
وبشكل عام، تفيد التقارير بوقوع حالات العدوى في صفوف التمريض والأطباء أكثر من أي مهنة أخرى.
ولا يسعنا أن نتحمل فقدان شخص آخر من هؤلاء المهنيين ممن هم في مقتبل العمر، ولا يزالون قادرين على العطاء على المستوى الشخصي والمهني والمساهمة في الحفاظ على صحة سكان الإقليم.
ما مستقبل علاج مرضى "كوفيد- 19" ببلازما المتعافين؟
التجارب المتعلقة بنقل البلازما التي تحتوي على أجسام مضادة لفيروس كورونا إلى المرضى لعلاجهم ما زالت قيد التجريب.
صحيح أن هذه التجارب أتت بنتائج مبشرة، لا سيما في الحالات الحرجة، لكن حتى الآن لم تظهر نتائج نهائية ولم توص المنظمة باعتمادها.
تحدثت دراسة مؤخراً أن الفيروس سيبقى معنا لسنوات، ما دقة ذلك؟
بقاء فيروس كورونا وتحوله إلى عدوى موسمية هو أحد السيناريوهات المحتملة والتي يجب وضعها في الحسبان مع ملاحظة أن تحول فيروس كورونا إلى الحالة الموسمية مرتهن بالانتهاء من تطوير لقاح مضاد لـ"كوفيد- 19" وإتاحته للاستخدام.
يتخوف البعض من تحول فيروس كورونا إلى سلالة أكثر خطورة
فيروس كورونا المسبب لـ"كوفيد- 19" لم يتحوّر ولا توجد بينات أو دلائل علمية ترجح هذه الفرضية.
هل وضعت منظمة الصحة العالمية "خارطة طريق للتعافي"؟
نعم هناك جهود ودراسات تجرى في هذا الصدد وسيتم إعلانها فور الانتهاء منها.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز