في اليوم العالمي للعناية بالسمع.. تحذير من 3 أخطاء خطيرة شائعة (حوار)
يُقام اليوم العالمي للعناية بالسمع في 3 مارس/آذار من كل عام لزيادة الوعي حول كيفية الوقاية من الصمم وفقدان السمع وتعزيز رعاية الأذن.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يُقال إن الشخص يعاني من فقدان السمع إذا لم يكن قادرا على السمع مثل شخص لديه سمع طبيعي، مما يعني أن عتبات السمع تبلغ 20 ديسيبل أو أفضل في كلتا الأذنين.
وينتشر الصمم وفقدان السمع على نطاق واسع، إذ يعاني حاليا أكثر من 1.5 مليار شخص (20% من سكان العالم) من ضعف السمع، بينهم 430 مليونا يعانون من ضعف السمع.
ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050 قد يكون هناك أكثر من 700 مليون شخص يعانون من ضعف السمع، وفقا للأرقام المعلنة من منظمة الصحة.
على الصعيد العالمي، يعاني 34 مليون طفل من الصمم أو فقدان السمع و60% من الحالات تعود لأسباب يمكن الوقاية منها، بينما يعاني ما يقرب من 30% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما من ضعف السمع.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن فقدان السمع غير المعالج يكلف الاقتصاد العالمي 980 مليار دولار أمريكي سنويا، بسبب تكاليف القطاع الصحي (باستثناء تكلفة أجهزة السمع)، وتكاليف الدعم التعليمي، وفقدان الإنتاجية والتكاليف المجتمعية.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتورة شيماء رمضان عفيفي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مصر، سلطت الضوء خلاله على أبرز المشاكل الصحية التي تصيب الأذن، وأبرز التصرفات الخاطئة التي تهدد بفقدان السمع، وأفضل الطرق لحماية الأذن من الأمراض.
وإلى نص الحوار..
ما أبرز المشاكل الصحية التي تصيب الأذن؟
هناك الكثير من المشاكل الصحية التي تصيب هذا العضو الحساس، أبرزها فقدان السمع الوراثي الذي يمكن اكتشافه منذ ولادة الطفل، ويكون السبب إما وراثيا وإما نتيجة الإصابة بمتلازمة معينة من أعراضها فقدان السمع.
ويجب على الأهالي متابعة حالة السمع عند الطفل منذ ولادته، لأنه كلما اكتشفت هذه المشكلة مبكرا كان علاجها أفضل وأسرع وبالتالي يتحدث الطفل بشكل جيد.
وماذا أيضا؟
من المشاكل الصحية الشائعة أيضا التهاب الأذن الوسطى ومياه خلف طبلة الأذن، وهما مرضان يصيبان الكثير من الأطفال خاصة من عمر 3 سنوات فما فوق، والسبب وجود لحمية في البلعوم الأنفي (تضخم اللحمية).
وفي حال التهاب الأذن الوسطى قد يحدث أيضا نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو التهاب يصيب الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد.
من الحالات الصحية الشائعة أيضا فطريات الأذن، وهي مشكلة تصيب الإنسان منذ الولادة ويطلق عليها البعض اسم "فطر عش الغرب"، ويجب حال اكتشاف الفطريات العرض على مختص لتنظيفها ووصف العلاج المناسب للحالة.
أيضا مشكلة ثقب طبلة الأذن من المشاكل الشائعة التي تصيب هذا العضو، وقد يكون السبب إما التعرض لصفعة وإما استخدام الودانة، وخطورته تكمن في أنه قد يتطور ويصل إلى مرحلة تسوس عظمة الأذن.
ما هو تسوس عظمة الأذن؟
تسوس الأذن عدوى بكتيرية تُصيب خلايا الخشاء المحيطة بالأذن الوسطى والداخلية عادةً، وقد يتطور الالتهاب في بعض الحالات وينتشر خارج عظم الخشاء مسببا بعض المضاعفات الصحية، وهو وضع غاية في الخطورة لأن هذه العدوى قد تصل إلى المخ مسببة مشاكل كبرى.
هل هناك ممارسات شائعة خاطئة يجب تفاديها؟
بالتأكيد هناك العديد من الممارسات الخاطئة التي يقع فيها كثيرون، على رأسها:
- استخدام الودانة بدعوى تنظيف الأذن من الشمع، وهو تصرف قد يؤدي إلى ثقب الأذن، لأن الله عز وجل خلق الأذن تنظف نفسها عبر طرد أي شيء عالق بها إلى الخارج.
- غمر الأذن بالمياه عند الاستحمام أو النزول للبحر وحمام السباحة، وهو تصرف يسبب التهابات الأذن الخارجية لدى 70% من البشر.
- التعرض للصوت العالي، فمنظمة الصحة العالمية حذرت مؤخرا من فقدان مليار شخص حاسة السمع بسبب الصوت المرتفع، إذ يسبب استخدام سماعة الصوت (هاند فري) إلى الإصابة بما يعرف بـ"فقدان سمع حسي"، لأن عصب السمع له ترددات معينة وعندما يعلو التردد أو يقترب من العصب كثيرا يؤدي إلى فقدان السمع العصبي.
وكم تبلغ مدة التعرض للأصوات المرتفعة قبل الإصابة بفقدان سمع؟
لا يستطيع أي شخص أن يحدد مقدار المدة التي يتعرض بعدها الشخص لفقدان سمع حال الاستماع لصوت مرتفع، فهي تختلف من شخص لآخر طبقا لطبيعة الصوت ودرجة ارتفاعه ومدة تعرض الشخص له وحالة العصب السمعي للشخص وغيرها.
كيف نحافظ على الأذن من الأمراض ونحمي حاسة السمع؟
هناك العديد من الممارسات المهمة لحماية الأذن من المشاكل الصحية الشائعة، من بينها:
- البعد عن الماء لأنه عدو الأذن، ومن المهم الحفاظ على هذا العضو سليما وعدم غسله بالماء.
- يجب تجفيف الأذن جيدا عند الخروج من البحر أو حمام السباحة أو عند الاستحمام، ووضع مطهر للوقاية من العدوى.
- ممنوع إدخال أي شيء في الأذن، خاصة الودانة أو المكونات الغربية التي يضعها البعض عند الشعور بالألم مثل العسل والبصل والعجين وغيرها.
- في حال وجود شمع بكثرة يجب التوجه للطبيب لتنظيفه، لأنه يخرجه بطريقة معينة لكن البعض عندما يستخدم الودانة لتنظيفه فإنه يدفعه إلى الداخل أكثر وليس إخراجه.
- يفضل عدم استخدام سماعة الصوت (الهاند فري) والابتعاد عن الأصوات المرتفعة، فالإنسان يستطيع الاستماع لأصوات تبدأ من 20 إلى 20 ألف ديسيبل، وكلما ارتفع الصوت واستمر لفترة تأثر العصب السمعي بشكل أكبر.
- يجب وضع سماعات السيفتي لمن يعمل في مصانع أو أماكن يتعرض فيها للصوت المرتفع، لحجب تلك الأصوات وعدم التأثير على العصب.
- بالنسبة للأطفال، يجب عرض الصغير على الطبيب فور شكواه من أي ألم في الأذن لأن التأخير يعرضه للإصابة بثقب في طبلة الأذن.