اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. كورونا يفاقم معاناة الفقراء
تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للتضامن الإنساني الذي يوافق 20 ديسمبر؛ إيمانا منها بأن تعزيز ثقافة التضامن أمر ذو أهمية لمكافحة الفقر.
ويحل الحدث السنوي هذا العام وسط احتياج وباء قضى على الآلاف وأسقط مئات الآلاف في براثن الفقر والعجز والمرض، ما يستدعي مزيدا من التكاتف والتضامن الإنساني للخروج من عنق الزجاجة.
ووصفت الأمم المتحدة مفهوم التضامن البشري بـ"أساس الاستقرار الدائم والسلام في العالم"، معتبرة أن اليوم العالمي للتضامن 2020 يكتسي أهمية كبيرة لمواجهة الأزمات والتحديات التي يواجهها سكان كوكب الأرض، وعلى رأسها جائحة "كوفيد- 19".
وكشف تقرير "الفقر والرخاء المشترك 2020"، الذي أصدرته مجموعة البنك الدولي مؤخرًا، أن بين 88 و115 مليون شخص قد يقعون في براثن الفقر المدقع نتيجة لوباء (كوفيد-19)".
وتوقع البنك "زيادة تتراوح بين 23 مليون و35 مليون خلال عام 2021 في عدد الفقراء، ما قد يرفع إجمالي عدد الأشخاص الجدد الذين يعيشون في فقر مدقع إلى ما بين 110 ملايين و150 مليون".
أهمية الاحتفالية
"التضامن هو الإنسانية، التضامن هو البقاء، هذا هو الدرس المستفاد من عام 2020"، تعليق أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قبل ساعات، يوضح من خلاله أهمية اليوم الدولي الذي تزامن هذا العام مع جائحة مميتة أربكت حسابات العالم بأسره.
الرؤية الأممية لليوم الدولي المخصص لتعزيز التضامن ومساعدة المحتاجين تشير إلى ضرورة التكاتف الإنساني وإقامة روابط صداقة قوية لمواجهة الأزمات والتحديات التي تعرقل مسيرة الدول والأشخاص، وخير مثال عليها وباء كورونا.
وقال المسؤول الأممي، تعليقا على المناسبة: "العالم في حالة انقسام وفوضى يحاول احتواء جائحة "كوفيد- 19"، دعونا نتعلم الدرس ونغير المسار للفترة المحورية المقبلة".
ورغم أن الوباء كشف عن التهديدات والتفاوتات الهائلة في المجتمع، فإنه أظهر للعالم كيف أن التضامن البشري هو الحل للأزمات.
وترى المنظمة الدولية أن "التضامن البشري هو أساس الاستقرار الدائم والسلامة في المجتمع.. أيضا روح التضامن الإنساني يمكن أن تجلب السلام في العلاقات الاجتماعية على جميع المستويات".
مفهوم التضامن
وفقا لتعريف إعلان الألفية، فإن التضامن هو "أحد القيم الأساسية للعلاقات الدولية في القرن 21، حيث يستحق الذين يعانون (ومن لم يستفيدون كثيرا من العولمة) المساعدة والعون ممن استفادوا كثيرا منها، وبناء على ذلك، يغدو تعزيز التضامن الدولي، في سياق العولمة وتحدي تزايد التفاوت، أمرا لا غنى عنه".
وعززت الأمم المتحدة مفهوم التضامن من خلال مبادرات من قبيل إنشاء صندوق تضامن عالمي للقضاء على الفقر، وإعلان اليوم الدولي للتضامن الإنساني، بوصفه عنصرا حاسما في القضاء مكافحة الفقر وإشراك جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة.
وتحيي دول العالم هذه المناسبة بعد اعتماد زعماء الدول أهدافا عالمية جديدة تسمى "أهداف التنمية المستدامة"، التي تعد جدول أعمال جديد وشامل للقضاء على الفقر وحماية الكوكب وضمان الكرامة للجميع.
وحددت الأمم المتحدة أهمية اليوم الدولي للتضامن الإنساني 2020 في الآتي:
- يوم للاحتفال بوحدتنا في إطار التنوع.
- يوم لتذكير الحكومات باحترام التزاماتها بالاتفاقيات الدولية.
- يوم لرفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن.
- يوم لتشجيع النقاش بشأن سبل تعزيز التضامن لتحقيق الإهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك القضاء على الفقر.
- يوم للعمل على تشجيع على مبادرات جديدة للقضاء على الفقر.
تاريخ الحدث
حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 209/60 المؤرخ في 17 مارس/ آذار 2006، التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر، في هذا الصدد، أن تعلن 20 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن الإنساني.
وأنشأت الجمعية العامة في فبراير/ شباط 2003، بموجب قرارها 265/57، صندوق التضامن العالمي بوصفه صندوقا استئمانيا تابعا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ويتمثل الهدف الأساسي للصندوق العالمي في القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية في البلدان النامية، لا سيما بين القطاعات الأكثر فقرا من سكانها.
حدد مفهوم التضامن عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها، إذ جمع إنشاء المنظمة شعوب العالم وأممه على تعزيز السلام، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها، كما عُبّر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها للاتحاد "لصون السلم والأمن الدوليين".
وتستند المنظمة على روح التضامن هذه في "تحقيق التعاون الدولي لحل المشاكل الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني".
في هذا اليوم، تشجع الأمم المتحدة المبادرات الجديدة للقضاء على الفقر من خلال الفعاليات التي تقام في جميع أنحاء العالم لتعزيز أهمية التضامن.
وتشمل هذه الأحداث العروض التقديمية والندوات والمؤتمرات ومناقشات المائدة المستديرة، وتركز العديد من هذه الأحداث أيضًا على كيفية مكافحة الفقر، وررغم أن الاحتفالات هذا العام تركز على جائحة كورونا فإنها لن تقام على أرض الواقع كما في السابق.