منظمة عالمية تدعو 60 مدينة إلى "التمرد" لحماية البيئة
حركة "إكستينكشن ريبيليين" تتركز مطالبها في بريطانيا على تحييد أثر الكربون في 2025، علما بأن الحكومة تصبو لتحقيق هذا الهدف في 2050
تبدأ منظمة "إكستينكشن ريبيليين" (إكس آر) العالمية المعنية بحماية البيئة، الإثنين، إطلاق سلسلة من التحركات في 60 مدينة حول العالم، يتوقع أن تجمع آلاف الأشخاص وتستمر أكثر من أسبوعين.
وكتبت الحركة على موقعها الإلكتروني: "نقول لحكومات العالم إننا أعلنا حالة الطوارئ على الصعيدين المناخي والبيئي، فأنتم لم تبذلوا ما يكفي من جهود. ونحضّ كلّ الآخرين على التمرّد"، وأضافت: "إننا على وشك بلوغ نقطة اللاعودة".
ومن المتوقع قطع طرقات ومحاصرة مواقع في لندن وأمستردام وبرلين وباريس، فضلا عن شن تحركات في نيويورك وواشنطن وبوينس آيرس، وفق مسؤولين في هذه المنظمة العالمية التي تتخذ في لندن مقرا لها.
وأبصرت "إكستينكشن ريبيليين" النور في بريطانيا في أواخر 2018 بمبادرة من أكاديميين استلهموا فكرتهم من استراتيجية النضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة في الستينيات.
وتدعو الحركة التي اتسع نطاقها بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت تضم اليوم 500 مجموعة في 72 بلدا إلى العصيان المدني، وتتركّز مطالبها في بريطانيا على تحييد أثر الكربون في 2025، علما بأن الحكومة تصبو لتحقيق هذا الهدف في 2050.
وتأمل "إكس آر" في أن تجمع في لندن من 20 إلى 30 ألف شخص على أسبوعين للمشاركة في عمليات محاصرة 12 موقعا، غالبيتها في محيط ويستمنستر حيث مراكز القرار، بحسب روبن بوردمان أحد المسؤولين في لندن.
ويتوقع الشاب البالغ من العمر 21 عاما أن تكون التعبئة هذه المرّة "أكبر بـ5 مرات" من أبريل/نيسان الماضي عندما أطلقت "إكس آر" عمليات خلال 11 يوما عرقلت حركة السير، وأفضت إلى توقيف أكثر من 1100 شخص.
وسيكون التحرّك هذه المرّة "لامركزيا بالكامل"، بحسب جويل سكوت-هوكس أحد المسؤولين في لندن، ومن المرتقب تنظيم اعتصام في مطار "لندن سيتي".
ورشّت "إكس آر" المعروفة بتحركاتها الاستعراضية الخميس مبنى وازرة المال البريطانية بدمّ زائف بواسطة شاحنة إطفاء حرائق للتنديد بتمويل مشاريع تضرّ بالبيئة، وتبدأ تحرّكها في باريس، السبت، بمحاصرة "أحد مواقع القرار وتحويله إلى بيت الشعب".
وتنظّم "مراسم افتتاح"، الأحد، في أحد متنزهات العاصمة الفرنسية، وهو حدث احتفالي مفتوح للجميع قبل انطلاق التحرك الإثنين.
ومن المرتقب تنظيم فعاليات كل يوم تقريبا حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول تتمحور على مواضيع مثل المحيطات والنفايات البلاستيكية والهجرة القسرية المرتبطة بالتغير المناخي، ويعتزم النشطاء الذين أبقوا تفاصيل مخططاتهم طي الكتمان محاصرة مواقع وقطع طرقات.
ويشدد هؤلاء على الطابع اللاعنفي لحراكهم، لكن البعض يتساءلون عن ردة فعل القوى الأمنية بعدما حدث في باريس في يونيو/حزيران، حيث اعتصم أعضاء من "إكستينكشن ريبيليين" على جسر فوق نهر السين في باريس قبل أن تفض قوى الأمن اعتصامهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع من مسافة قريبة، وتم تداول صور هذه الأحداث على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفتح تحقيق في هذا الصدد.
وقالت إحدى الناشطات: "نضالنا محق ومشروع ونحن نشنّه للدفاع عن الحياة.. وبغية إيصال الرسالة للحكومة لا بدّ من عرقلة الاقتصاد، لكن ستنظّم أيضا فعاليات لرفع الوعي وأخرى موسيقية وترفيهية".
وفي برلين، تعتزم الحركة إقامة عدة مظاهرات سلمية و"قطع طرقات ومحاصرة متنزهات"، وتدعو أنصارها إلى ارتداء ملابس عادية للادعاء أنهم سياح قبل توجيه إشارة الانطلاق لشن العمليات.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز