تغيرات المناخ حول العالم.. من الجاني؟
توصلت فرق العلماء المستقلة إلى أن تصادف ارتفاع درجات الحرارة مع بداية العصر الصناعي، مع بدء الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء.
لا تزال شريحة من المعارضين عالميا، ضد وجود أي تغيرات في المناخ سببها الإنسان، وأن ما يحصل من جفاف وكوارث طبيعية ناتجة عن أسباب أخرى لا علاقة للإنسان بها.
بينما في المقابل، يقول العلماء والسياسيون ورؤساء دول وحكومات، إن العالم يواجه اليوم أزمة حقيقية بسبب تغير المناخ.. لكن ما هو الدليل على ظاهرة الاحتباس الحراري وكيف نعرف أنه سببها البشر؟
وتحول مدى مساهمة الإنسان في الاحتباس الحراري العالمي الحديث، موضوع نقاش ساخن في الأوساط السياسية، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أكبر مصدّرين للغازات في العالم.
متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض
في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، قالت إن متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض ارتفع بنحو 1.1 درجة مئوية منذ عام 1850؛ فيما كان كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئا من أية عقود سبقته.
تأتي هذه الاستنتاجات، من تحليلات ملايين القياسات التي تم جمعها في أجزاء مختلفة من العالم؛ ويتم جمع قراءات درجة الحرارة بواسطة محطات الأرصاد الجوية على الأرض وعلى متن السفن وعن طريق الأقمار الصناعية.
توصلت فرق العلماء المستقلة المتعددة إلى نفس النتيجة، وهي أن تصادف ارتفاع درجات الحرارة مع بداية العصر الصناعي، مع بدء الاعتماد على الفحم في توليد الطاقة الكهربائية.
كيف نعرف أن البشر مسئولون عن الاحتباس الحراري؟ الغازات الدفيئة بصدارة ثاني أكسيد الكربون -التي تحبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي- هي الرابط الأساسي بين ارتفاع درجة الحرارة والأنشطة البشرية.
حرارة الأرض تتسرب إلى الفضاء
ووفق تقرير لوكالة ناسا، تُظهر الأقمار الصناعية حرارة أقل من الأرض تتسرب إلى الفضاء، بسبب كثافة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي يحبس الحرارة دون تسربها إلى الفضاء.
ويؤدي حرق الوقود الأحفوري وتقطيع الأشجار إلى إطلاق غازات الاحتباس الحراري؛ انفجر كلا النشاطين بعد القرن التاسع عشر ، لذلك ليس من المستغرب أن يزيد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال نفس الفترة.
وخلال وقت سابق من العام الجاري، قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في ملخصها لواضعي السياسات أنه "من المؤكد للغاية أن يكون أكثر من نصف الزيادة الملحوظة في متوسط درجة حرارة السطح العالمية" من عام 1951 إلى عام 2010 ناتجا عن النشاط البشري.
وبالمثل ، وجد التقييم الوطني الرابع للمناخ في الولايات المتحدة العام الماضي، أن ما بين 93% إلى 100% من الاحترار المرصود في الفترة 1951-2010 كان بسبب الأنشطة البشرية.
وبحسب اتفاق باريس للمناخ، من المتوقع أن يستمر التأثير الإشعاعي المستقبلي من ثاني أكسيد الكربون في الزيادة إذا ارتفعت الانبعاثات، "وبحلول عام 2100 سيكون السبب الوحيد للاحتراف العالمي ناجم عن الغازات الدفيئة فقط".
واستخدم علماء في الولايات المتحدة، المحاكاة الحاسوبية المعروفة باسم نماذج المناخ، لإظهار ما كان يمكن أن يحدث لدرجات الحرارة بدون الكميات الهائلة من غازات الاحتباس الحراري التي يطلقها البشر.
لقد أظهروا أنه كان هناك القليل من الاحترار العالمي -وربما بعض التبريد في بعض العقود- خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين، إذا كانت العوامل الطبيعية فقط هي التي تؤثر على المناخ.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA= جزيرة ام اند امز