اليوم العالمي للاجئين.. جهود إماراتية رائدة لتخفيف معاناة ضحايا الحروب
يسلط اليوم العالمي للاجئين الضوء على سجل الإمارات الإنساني المشرف ويذكرنا بيدها السخية، وكيف كانت "طوق النجاة" للباحثين عن حياة جديدة.
وسنويا، تخصص دولة الإمارات رقما ضخما من مساعداتها الخارجية للجانبين الإنساني والخيري، حرصا من قيادتها الرشيدة على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للمنكوبين حول العالم.
وهذا ليس بجديد على الإمارات، إذ يمتلك "أبناء زايد" سجلاً إنسانياً حافلاً في العمل الخيري، أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة، ما وضع دولة الإمارات في صدارة أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي.
المساعدات الإنسانية الإماراتية
تعد الإمارات دولة رائدة في تقديم المساعدات الإنسانية لمختلف الدول، إذ لا ترتبط تلك المساعدات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
واحتلت الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، بنسبة 1.31% من إجمالي دخلها، وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة والتي حددتها الأمم المتحدة بـ0.7%.
وبلغ حجم المساعدات الخيرية والإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات لمختلف دول العالم خلال 50 عاماً مضت نحو 320 مليار درهم، بينما وصل عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج الإنسانية أكثر من 178 دولة.
وبلغ حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2010 حتى عام 2022 قرابة 300 مليون درهم.
وفي عام 2020، تعهدت دولة الإمارات بمبلغ 50 مليون دولار لدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جهودها لتقديم المساعدات الحيوية للاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحافظت الإمارات على مركزها بصفتها إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الخارجية منذ 2015 وحتى العام 2021، إذ عملت على إيصال جزء كبير من هذه المساعدات عبر ذراعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، وبلغت قيمة برامجه ومشاريعه التنموية والإنسانية خلال السنوات الخمس الأخيرة ما يقارب 4 مليارات درهم.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971 وحتى عام 2014، وصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة إلى 178 دولة عبر العالم، وبلغت قيمة هذه المساعدات 173 بليون درهم إماراتي، وفقا لوزارة الخارجية الإماراتية.
وذكرت الوزارة الإماراتية، عبر موقعها، أن تقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2015 كشف أن إجمالي المساعدات الإماراتية المدفوعة للعام 2015 بلغت قيمة (32.34 مليار درهم إماراتي)، أي ما يعادل (8.80 ملايين دولار أمريكي).
وتم تقديم هذه المساعدات الخارجية من قبل 40 جهة مانحة إماراتية إلى 155 دولة حول العالم، منها 120 دولة مؤهلة للحصول على مساعدات إنمائية رسمية (ODA) ومن ضمنها 43 دولة من البلدان الأقل نمواً.
وتصب المساعدات الخارجية الإماراتية في مجالات ذات أولوية تشمل القضاء على الفقر، ودعم الأطفال، بالإضافة إلى البرامج القطاعية العالمية كالنقل والبنية التحتية، وتعزيز فعالية الحكومات، وتمكين النساء والفتيات.
ومن بين أبرز المساعدات المقدمة خلال عام 2015 كانت تلك المخصصة للاجئين والأشخاص النازحين داخلياً، المتضررين من الأزمات والصراعات في كل من سوريا واليمن والعراق.
وتبرز الجهود الإماراتية منذ الأزمة التي ضربت سوريا، إذ تعهدت إبان أزمة اللاجئين السوريين بتقديم أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية، وتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم لملايين اللاجئين السوريين.
ومنذ وقتها، أدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إحدى المنظمات الإنسانية الرائدة في دولة الإمارات، دوراً حاسماً في تقديم هذه الخدمات، وإنشاء مخيمات اللاجئين، وتنسيق جهود الإغاثة، بالتعاون مع الوكالات الدولية.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، سارعت دولة الإمارات لتقديم الدعم للمتضررين من الحرب، إذ دشنت جسرا جويا إغاثيا سيرت خلاله عشرات الطائرات التي حملت على متنها مئات الأطنان من المساعدات للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية.
وفي إثيوبيا، أعلنت الإمارات في عام 2022 عن مساهمتها بمبلغ 85 مليون دولار أمريكي لدعم العمليات الإنسانية في إثيوبيا، على أن تدفع لعدد من الوكالات من أبرزها "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وفي الصومال تواصل الإمارات تعزيز مساعداتها عبر إرسال المساعدات العاجلة إلى المحتاجين واللاجئين الذين نزحوا من المناطق المنكوبة جراء الجفاف، كما قدمت خلال عامي 2012 و2013 مساعدات تتجاوز 283 مليون درهم للصومال بالإضافة إلى 50 مليون دولار تعهدت بتقديمها للشعب الصومالي خلال مؤتمر لندن الثاني الذي عقد 2013.
وإزاء أزمة اللاجئين الروهينغا قدمت الإمارات نموذجا رائدا في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينغا في بنغلاديش تضمن تعهد الدولة بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف معاناتهم.
مبادرات إماراتية حديثة لإنقاذ اللاجئين
لا تكل ولا تمل دولة الإمارات من إطلاق المبادرات والتعهدات لدعم اللاجئين والأشخاص الأكثر عوزا حول العالم، من بينها إطلاق "مبادرة إرث زايد الإنساني" بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وجاءت المبادرة، التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تزامناً مع "يوم زايد للعمل الإنساني" وفي الذكرى العشرين لرحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وسبقها إطلاق قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية عملية "طيور الخير"، وهي عبارة عن إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال غزة، لإنقاذ أبناء القطاع من مصير مظلم بعد أشهر من حرب ضروس تعيشها غزة.
وانطلقت عملية "طيور الخير" 28 فبراير/شباط الماضي لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية على غزة ضمن سلسلة مبادرات تتضمنها "عملية الفارس الشهم الإنسانية 3"، التي انطلقت بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتعد المبادرتان، "طيور الخير" و"الفارس الشهم 3"، ضمن نحو 14 مبادرة إماراتية لدعم غزة برا وبحرا وجوا.
وفي الإطار ذاته، أعلنت الإمارات تخصيص نحو 5 ملايين دولار لدعم جهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في غزة وإعادة إعمار القطاع، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
السودان كان له نصيب من المبادرات الإغاثية والإنسانية التي أطلقتها الإمارات هذا العام، بل هو أحدثها، إذ خصصت دولة الإمارات 70% من تعهدها الذي أعلنت عنه في أبريل/نيسان الماضي خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان، والبالغ 100 مليون دولار أمريكي، إلى وكالات الأمم ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، دعماً للجهود الإنسانية في السودان.
وأشارت وزارة الخارجية، في بيان قبل يومين، إلى أن الدعم سيتوجه إلى الشركاء الرئيسيين من وكالات الأمم المتحدة ما يضمن اتباع نهج شامل لمعالجة الأزمة الإنسانية والحد من تفاقم المجاعة في السودان.
ويشمل النهج الذي تتبعه دولة الإمارات، أحد المساهمين الرئيسيين في المساعدات الإنسانية للسودان وأفريقيا، تقديم جميع أنواع المساعدات ولا سيما الغذائية والصحية وحماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى في حالات الطوارئ، مما يؤكد التزامها بمعالجة مختلف جوانب الأزمة الإنسانية في السودان.
ومنذ بداية الأزمة في السودان أبريل/نيسان 2023، دشنت دولة الإمارات جسراً جوياً (مع السودان وتشاد المجاورة) بهدف تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للأشقاء السودانيين، وللتخفيف من حدة الظروف الإنسانية في السودان ودول الجوار.
وقدمت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة 130 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية و9500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر تسيير 148 طائرة إمدادات إغاثية، إضافة إلى سفينة حملت على متنها نحو 1000 طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة، وفقا لوزارة الخارجية.
كما دعمت دولة الإمارات مخيمات اللاجئين السودانيين في أبشي وفي عدد من المناطق في تشاد. وبالإضافة إلى ذلك، تم تسيير طائرة مساعدات غذائية تحمل على متنها 100 طن إلى اللاجئين السودانيين في جنوب السودان من خلال برنامج الأغذية العالمي.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز