أفضل معلمة في العالم : أكثر من 50 مليون طفل شردتهم الصراعات في 2016
الحروب أشارت إلى أن أكثر المجتمعات تضرراً يمكن أن تستعيد عافيتها من خلال مناهج تعليمية فعالة للأطفال
أكدت المربية البارزة حنان الحروب، الحائزة على جائزة مؤسسة "فاركي" العالمية للمعلمين 2016، التي شاركت في جلسة حوارية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة أن " أعداد الأطفال الذين أجبرتهم الحروب والصراعات على التشرد بلغ أكثر من 50 مليون طفل في 2016"، لذلك بات لزامًا على المربين في المرحلة الإبتدائية تبني منهج يخاطب الأطفال المتضررين من خلال تطبيق منهج "اللعب والتعلم".
حثت الحروب في معرض حديثها عن موضوع "قوة اللعب"، الحكومات في العالم على اعتماد وتنفيذ منهج تعليمي قائم على هدف ورؤية واضحة ومستنيرة، مشيرة إلى "أن ذلك سيخلق تغييرًا سريعًا في أنماط التعليم حول العالم التي تركز على تحقيق التميز بطريقة تقليدية".
وتعليقًا على منهجها الذي يمكن تطبيقه بشكل إيجابي على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال ضحايا سوء المعاملة، أو الأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين، قالت الحروب: "المعلمون يحددون نوعية أجيال المستقبل، من خلال تحديد القيم التي تغرس في نفوسهم، المعلم العطوف على طلابه يجعلهم أكثر حرية في التعبير عن أنفسهم، إنني أحاول أن استخدم الفصول الدراسية لمساعدة الأطفال على نسيان المشاعر السلبية للخوف والكراهية التي يعيشونها، وتحويلها إلى مشاعر إيجابية قوامها المرح والاحترام والثقة داخل الفصول الدراسية".
وأكدت الحروب حاجة الحكومات إلى دمج منهجيات التعليم القائمة على التعاطف، وقالت: "المعلمون لهم دور محوري. فبأيدينا أن نحقق التغيير، وأي سياسة تعليمية لا تركز دور المعلم ستفشل. إن سياسة التعليم الناجحة تبدأ باحترام المعلمين وصون كرامتهم، فهذا يمكنهم من فهم الطلاب بشكل أفضل ويساعدهم على الاستعداد، لما يمكن توقعه في الفصول الدراسية. الآن هو الوقت المناسب للتغيير، إن ميزة منهجية اللعب والتعلم هي إمكانية تطبيقها مع الطلاب من السنوات الأولى، وحتى مرحلة التعليم العالي".
وتحدثت الحروب عن الظروف التي مكنتها من تطوير منهجيتها التدريسية رغم قلة الموارد، حيث تركز على تطوير علاقات قائمة على الثقة والاحترام والمحبة مع طلابها، مع التشديد على أهمية محو الأمية. وقد أدى منهجها هذا إلى انخفاض واضح في السلوك العنيف في المدارس، مما شجع زملاءها على إعادة النظر في طرق التدريس واستراتيجيات إدارة الصفوف والعقوبات التي يستخدمونها.
واختتمت الحروب حديثها بتشجيع الحكومات على استقطاب، وتمكين المعلمين القادرين على مخاطبة القلوب والعقول، وليس فقط نقل الحقائق، وأضافت: "إن مهمة المعلم لا تقتصر فقط على نقل المعرفة، بل أيضاً غرس القيم".
يذكر أن القمة العالمية للحكومات استقطبت أكثر من 4000 شخصية وطنية وإقليمية وعالمية من أكثر من 138 دولة، ما يعكس المكانة البارزة للقمة على المستوى الإقليمي والدولي والاهتمام الكبير من الحكومات والمنظمات العالمية وهيئات القطاعين العام والخاص وصنّاع القرار ورواد الأعمال والأكاديميين وطلبة الجامعات والمبتكرين. وتستضيف القمة 150 متحدثًا في 114 جلسة، لتسليط الضوء على أكثر تحديات العالم الملحة واستعراض أفضل الممارسات والحلول العصرية للتعامل معها.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg
جزيرة ام اند امز