كبرى مؤسسات الإمارات ترعى القمة العالمية للتسامح في دبي
رعاية القمة تأتي انطلاقا من اهتمام المؤسسات والجهات بمساندة جهود المعهد الدولي للتسامح بدبي داخل المنظومة التنموية الوطنية
تنطلق في 13 نوفمبر/تشرين الثاني القمة العالمية للتسامح في قاعات مدينة جميرا دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتنظيم المعهد الدولي للتسامح بدبي "إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
وتواظب الوزارات والجهات الحكومية والخاصة منها وزارة الموارد البشرية والتوطين، ومؤسسة الإمارات للحلول العقارية، على رعاية ودعم الفعاليات والمبادرات البناءة استكمالاً للنهج الرامي إلى تعزيز وجودها في المبادرات المجتمعية، كجزء من مسؤوليتها الوطنية ودعم الأحداث التي تعنى بتنمية الإنسان.
وجاءت رعاية القمة انطلاقاً من اهتمام المؤسسات والجهات بمساندة جهود المعهد داخل المنظومة التنموية الوطنية، ووفق ما يمليه عليه إيمانها التام بمسؤوليتها الاجتماعية من خلال تجسيد دورها التكاملي والمؤسساتي مع جميع القطاعات والجهات المختلفة.
وقال الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني، العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح رئيس اللجنة العليا للقمة، إن الحدث فرصة كبيرة لأصحاب الشأن للتشاور واستعراض التجارب وتبادل الخبرات والآراء، بما يسهم في دعم وحشد الجهود الرامية إلى تعزيز التسامح وإشاعة ثقافة التعايش وتعزيزها لضمان التوازن الاجتماعي، والبناء عليها في سياق عمل تشاركي، وهو الأمر الذي أدركته "الجهات الراعية" وارتأت من خلاله ضرورة رعاية القمة والمشاركة في إنجاحها.
وأشار إلى إبراز الحدث أهمية روح التعاون بين القطاعين العام والخاص، من خلال مساهمته في رفد ودعم جميع الفعاليات.
وأضاف أن انعقاد الحدث للعام الثاني على التوالي دليل على التزام الإمارات بالقيم التي يمثلها حوار الثقافات والديانات، واعترافاً بالدور الرائد الذي تضطلع به على الصعيدين الوطني والدولي.
وشدد على أهمية إعلاء قيمة التسامح والإخاء لتحقيق الاستقرار والسلام العالمي والتعايش السلمي بين جميع الدول، وفق مبدأ الاحترام والانسجام والتوافق والتكامل بين الشعوب والحضارات، وهو نهج تأسست عليه دولة الإمارات منذ قيامها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأردف: "ويأتي انعقاد القمة العالمية للتسامح في دورتها الثانية انطلاقاً من التوصيات والنتائج التي تمخضت عنها فعاليات الدورة الأولى من القمة العالمية للعام الماضي، وأكدت من خلالها ضرورة تكاتف الجهود والطاقات لتعزيز قيم التسامح والإخاء واحترام وتقدير التنوع الغني في ثقافات هذا العالم، ونبذ أشكال التمييز والعمل على تعزيز التنوع الفكري والاجتماعي والثقافي".
وقال مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات: "نحن في هيئة الطرق والمواصلات ملتزمون بإحداث فرق إيجابي كبير في المجتمع الذي نعيش ونعمل فيه من أجل تحقيق سعادة المجتمع، من خلال تطوير شبكة الطرق ووسائل المواصلات العامة وأنظمة النقل على مستوى عالمي، وتقديم الخدمات الرائدة".
وتابع: "كما نعمل ضمن إطار خطة استراتيجية لدعم جميع البرامج والمبادرات المجتمعية والثقافية الهادفة إلى نشر قيم التسامح والتراحم والمودة، إضافة إلى التعريف بالقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي التي تقوم على الانفتاح والعيش المشترك، لا سيما ونحن في (عام التسامح) بدولة الإمارات، أرض الإنسانية والعطاء والسلام".
سلطان بطي بن مجرن، رئيس مجلس إدارة الإمارات للحلول العقارية، قال: "قدمت الإمارات منذ تأسيسها ترجمة حقيقية لقيم التسامح والانفتاح، بل إنها تُرى من خلال نسيجها المجتمعي المتنوع والمكون من 200 جنسية حول العالم نموذجا للتعايش مع الآخرين ونهجا يمكن للدول الأخرى الاقتداء به".
وواصل "لقد أسهم ذلك في إيجاد بيئة ثقافية ثرية يعمل فيها الجميع بتناغم تام من أجل توطيد مكانتها بين دول العالم، ومن الجدير ذكره في هذا الصدد أن القوانين وقيم الاحترام والمساواة المستمدة من شريعتنا السمحة وعاداتنا العربية الأصيلة ساعدت في إيجاد هذا المناخ المثالي، وكان من الطبيعي في دولة مثل الإمارات أن ينبذ أهلها التعصب والانغلاق الفكري، خاصة أنهم يرون أن كل فرد في المجتمع يعتبر مساهما رئيسيا في تقدمه وازدهاره".
وأضاف "استفاد شعب الإمارات من القيم التي أرساها الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خاصة بعد أن سخرت الدولة جزءا من دخلها للتخفيف من معاناة الشعوب الفقيرة والمحرومة، كما كان عطاؤها يركز على الجوانب الإنسانية، بمعزل عن الاعتبارات الأخرى، كالدين والمذهب والعرق واللون، لتقدم الإمارات واحدة من أروع قصص التسامح في تاريخ البشرية".
وتتوقع اللجنة العليا المنظمة أن يشارك في القمة التي تقام تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولًا إلى عالم متسامح" مسؤولون وقادة حكوميون ومفكرون وخبراء في شؤون السلام ومجموعة من الأكاديميين والمتخصصين والمؤثرين الاجتماعيين وممثلي السِلك الدبلوماسي الدولي والجمعيات والجهات الدولية والمحلية وأصحاب القرار وطلبة الجامعات لتبادل المعارف والخبرات والتجارب التي من شأنها تعزيز وترسيخ قيم ومبادئ التسامح في المجتمعات.