"أسوأ الكوابيس" للصين.. لماذا بات الانتشار النووي حتميا في آسيا؟
إذا لم يتم السيطرة على التهديدات النووية في آسيا، فقد يضطر حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية لامتلاك أسلحة نووية.
وذكر تحليل لمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أنه "خلال العصر النووي بأكمله، حتى بعد أن فجرت الصين قنبلتها النووية الأولى عام 1964، كان الرأي السائد هو أن الصين تعارض بشدة الانتشار النووي، وإنها ترغب في بناء ترسانة من بضع مئات من الرؤوس الحربية فقط، وستبقي دائما أسلحتها خارج حالة التأهب، وستخزن بشكل منفصل عن صواريخها".
واستمرت هذه السردية لعقود عديدة، ورغم امتلاك الولايات المتحدة وروسيا الآن ترسانات نووية بعيدة المدى تصل إلى 2000 رأس حربي، خفضت الدولتان بمرور الوقت صواريخهما متوسطة المدى النووية والأسلحة النووية الاستراتيجية بنسبة 90 بالمائة والتي تخضع لاتفاقيات الحد من التسلح، من دون ضمان أن تحذو الصين حذوهما.
ويطلق توم ريد، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي رونالد ريجان في كتابه "القطار النووي السريع" تحذيرا يقول إنه "رغم انتهاء الحرب الباردة والتخفيضات الكبيرة في الأسلحة النووية الروسية والأمريكية، لكن القوة النووية الأخرى، الصين، حاولت تصوير نفسها باعتبارها اللاعب الدولي السلمي".
إلا أن اعتراف الصين الآن ببناء حوالي 360 صومعة صواريخ جديدة قادرة على نشر أكثر من 3000 رأس حربي، يحتم إعادة فحص سجل بكين في مجال الانتشار النووي، وفق ريد.
كما أشار ريد إلى أن الصين كانت واحدة من الأطراف الرئيسية في نشر تكنولوجيا الأسلحة النووية، حيث ساهمت في بناء السلاح الذري الباكستاني وبناء برامج أسلحة نووية لكوريا الشمالية وليبيا وإيران والعراق.
أوضح ريد أنه في عام 1982، أخبر دنج شياو بينج، الرئيس الصيني الأسبق، مجموعة سرية من أعضاء المكتب السياسي أن الصين ستساعد أصدقاءها في بناء أسلحة نووية.
ورغم جهود الولايات المتحدة عبر اتفاق الإطار المتفق عليه عام 1994 والمحادثات السداسية التي بدأت أثناء إدارة جورج دبليو بوش، لم يتم التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. وغالبًا ما تنتصر التصريحات الصينية لرغبة كوريا الشمالية في بناء أسلحة نووية في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الأمريكي.
ويرى التقرير أن استراتيجية الصين هذه قد أتت بنتائج عكسية، فيدعم الغالبية العظمى من سكان كوريا الجنوبية حاليا امتلاك ردعها النووي الخاص، بينما تحركت المشاعر في اليابان بشكل كبير في الاتجاه المؤيد للأسلحة النووية أيضا.
وخلص التقرير إلى أن "انتهاك الصين لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي قد يكون الخطوة الأولى في الكشف عن استهتار الصين الحقيقي بالأسلحة النووية والحد من انتشار المزيد من الأسلحة النووية".
ويعتقد سيونغ وان تشوي، الأستاذ بجامعة إلينوي في ولاية شيكاجو، أن التهديد النووي المتنامي الناجم عن الصين قد لا يتم تقليصه، وبالتالي قد يتعين على حلفاء الولايات المتحدة في غرب المحيط الهادئ، وخاصة كوريا الجنوبية واليابان في الحصول على الرادع النووي للدفاع عن أنفسهم.