"المصارعة الحرة".. سر عداء ترامب للإعلام الأمريكي
لعبة المصارعة الحرة العنيفة ربما أثرت على نزعة ترامب في التعامل مع وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا
شغف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلعبة المصارعة الحرة العنيفة ربما أثر على نزعته في التعامل مع وسائل الإعلام الأمريكية، التي يناصبها العداء ويتهمها بأنها تصنع وتنشر "أخبارًا مزيفة"، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
- "سي إن إن" ردا على فيديو مصارعة ترامب: لا يليق برئيس
- بالأغلفة.. صحف أمريكا ترد على أول مؤتمر لترامب بأعنف هجوم مشترك
وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها، اعتبرت توجه ترامب العنيف تجاه بعض منصات الإعلام الأمريكي، مثل "واشنطن بوست" و"سي إن إن" على سبيل المثال لا الحصر، هو نتاج سنوات من الظهور الإعلامي للملياردير وامبراطور العقارات السابق، والشخصية الإعلامية الأكثر إثارة للجدل في أمريكا بين أواخر الثمانينات ومطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة.
وكانت آخر مواقف ترامب العدائية تجاه الإعلام، مقطع فيديو أثار موجة من الجدل وانتقادات واسعة، يظهر فيه بالقرب من حلبة مصارعة، وهو يطرح أرضا شخصا وضع على رأسه شعار شبكة "سي إن إن"، مما أثار حفيظة الشبكة الأمريكية، التي قالت في بيان إن نشر هذا الفيديو "سلوك صبياني.. لا يليق بالرئيس"، بالإضافة إلى أنه "يشجع العنف ضد الصحفيين".
توجه ترامب العنيف تجاه بعض منصات الإعلام الأمريكي، مثل واشنطن بوست وسي إن إن، هو نتاج سنوات من الظهور الإعلامي لرجل الأعمال السابق والشخصية الإعلامية الأمريكية الأكثر جدلا في الولايات المتحدة خلال الفترة بين أواخر الثمانينات ومطلع العقد الثاني من الألفية الجديدة.
وتصف صحيفة نيويورك تايمز طريقة تفكير ترامب بأنها تكتيكات للمصارعة، فيستخدم بها العديد من الضربات غير المتوقعة وطريقة الكلام الهجومية، والتي انعكست بشكل واضح في سياساته واستراتيجياته بداية منذ أن كان شخصية تظهر لتنتقد سياسات الولايات المتحدة الخارجية، مرورا ببناء شخصيته كرجل أعمال شرس في برنامج The Apprentice أو "المتدرب"، وصولا إلى حملته الانتخابية في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 والتي فاز بها بمقعد المكتب البيضاوي.
شغف ترامب بالمصارعة ظهر جليا في ظهوره المستمر في مباريات الاتحاد الدولي للمصارعة WWE، حيث هي مكان يجمع بين الشهرة والعنف والحب الظهور، وهي صفات ترى الصحيفة أنها تتمثل في ترامب.
إلا أن شغفه هذا حول البيت الأبيض والساحة السياسية الأمريكية إلى حلبة للمصارعة، بحسب الصحيفة، فلم يلبث في البيت الأبيض إلا وبدأ بالرد بشكل هجومي وعنيف على الشبكات والمواقع التي تقف على الجانب الآخر من مكانه في الحلبة، وهو نفي كل ما يدور حول تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بحسب الصحيفة.
وظهر هذا التوجه في أوجه عندما نشر ترامب مقطع فيديو مركب من ظهوره على حلبة المصارعة وهو يطرح المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للمصارعة فنس مكمان أرضا ويضربه بسيل من اللكمات عام 2007، والذي أصبح رمزا لسياسة ترامب تجاه كل من يعارضه الرأي أو حتى يحاول تشويه صورته الإعلامية التي عمل على مدار العقود لصقلها داخل الولايات المتحدة.
تظهر الصحيفة أن ترامب، سواء كان الرئيس أو الشخصية الإعلامية أو المصارع، يريد الفوز، وبالنسبة له فإن الفوز يأتي بأي ثمن كان حتى ولو استفز مشاعر أحد أكثر المؤسسات الإعلامية الأمريكية شهرة في الولايات المتحدة والعالم، وذلك باستعراض مستمر للقوة، سواء من خلال اتهام سي إن إن علنا وعلى الملأ بنشر الأخبار الكاذبة في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أو استعراض القوة الأمريكية الدولية من خلال التوجه الأمريكي الجديد للحرب على الإرهاب.
وبالنسبة للنيويورك تايمز، تبقى سمات المصارعة الحرة ظاهرة في سلوك وكلمات ومظهر رئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين، حيث بالنسبة له، الحياة ماهي إلا حلبة مصارعة كبيرة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز