"ووهان" فلسطين.. بلدة اقترحها ترامب عاصمة بدل القدس
عدد سكان البلدة يبلغ نحو 100 ألف فلسطيني غالبيتهم من حملة هوية القدس الشرقية
سارع فلسطينيون إلى إطلاق اسم "ووهان" على بلدة "كفر عقب" الواقعة شمالي مدينة القدس الشرقية المحتلة، التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصمة بديلة للقدس، بعد الكشف عن تشخيص 60 حالة إصابة بفيروس كورونا.
ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 100 ألف فلسطيني غالبيتهم من حملة هوية القدس الشرقية ولكن تسودها فوضى البناء وتشتكي إهمال بلدية الاحتلال الإسرائيلي لها.
واقترحت خطة "صفقة القرن" التي عرضها الرئيس الأمريكي ترامب نهاية يناير/كانون الثاني الماضي أن تكون "كفر عقب" عاصمة للدولة المستقبلية لفلسطين بدل القدس المحتلة، لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الاقتراح بشدة.
وحتى صباح الأحد كانت التقديرات تشير إلى وجود 10 إصابات بفيروس كورونا بالبلدة ولكن حركة "فتح"، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قالت مساء: إن العدد ارتفع إلى 60 حالة مؤكدة.
وأوضحت حركة فتح، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن "أعداد المصابين ازدادت بوتيرة عالية، حيث وصلت للأسف الشديد إلى 60 حالة إصابة بفيروس كورونا والعدد مُرشح للارتفاع في أي وقت وذلك بعد أخذ ما يُقارب 270 عينة خلال الـ72 ساعة الماضية".
وأشارت إلى أن الإصابات "موزعة على العديد من العمارات السكنية للعديد من الأحياء حيث تم نقل بعضهم إلى العزل الصحي المركزي ويجري العمل على نقل الآخرين وحصر المُخالطين على قدم وساق".
وفي هذا الصدد قال رائد حمدان، المتحدث باسم مجلس بلدية كفر عقب، للصحفيين: "الإصابات التي تم الإعلان عنها، 60 حالة، هي حصيلة الإصابات منذ بداية الأزمة حتى اليوم في المنطقة".
وما قبل الإعلان عن هذا العدد الكبير من الإصابات، كانت التقديرات تشير إلى أن بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، هي الأكثر تأثرا بالفيروس بتسجيل 53 إصابة فيها.
وقال منير الغول، عضو لجنة الطوارئ بالقدس الشرقية المحتلة، لـ"العين الإخبارية": "الفيروس ينتشر في معظم أحياء القدس الشرقية بما يشمل سلوان ورأس العامود والعيسوية وجبل المكبر والطور والثوري وكفر عقب وبيت حنينا وشعفاط والبلدة القديمة ومخيم شعفاط وبيت صفافا".
وما قبل الإعلان عن الإصابات في بلدة كفر عقب فإن الغول أشار إلى أن الإصابات في القدس الشرقية تزيد على 120 حالة.
وترفض وزارة الصحة الإسرائيلية الكشف عن أعداد المصابين بفيروس كورونا في القدس الشرقية وتحتسبهم ضمن الإصابات في القدس بشطريها الشرقي والغربي.
وأكد الغول أنه "في ظل رفض وزارة الصحة الإسرائيلية الإفصاح عن الأعداد الدقيقة للمصابين بالقدس الشرقية فإنه يتم التعاون ما بين الأطباء في المدينة للوصول إلى أعداد تقريبية للمصابين".
وتتصدر القدس الشرقية أعداد المصابين في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ تشير وزارة الصحة الفلسطينية إلى وجود 308 إصابات بالضفة الغربية و13 إصابة بقطاع غزة، دون أن تشمل هذه الأرقام المصابين بالقدس الشرقية.
وشكل اكتشاف العدد الكبير للإصابات في بلدة كفر عقب صدمة للكثيرين، ما قاد إلى إعلان حركة "فتح" عن اتخاذ قرارات لمحاصرة البلدة على غرار ما جرى في ووهان الصينية التي انطلق منها فيروس كورونا إلى باقي العالم.
وأعلنت في هذا الصدد أنه سيتم مساء الثلاثاء المقبل إغلاق محيط البلدة بالأتربة والمكعبات الأسمنتية، داعية من يريد الخروج أو العودة إلى المنطقة أن يتدارك الوقت المحدد .
وقالت الحركة "فتح" في بيان "سيتم إغلاق المخابز والمحال التموينية بما فيها محال اللحوم والدجاج والخضراوات بدءا من مساء غد الإثنين وذلك بشكل كامل وتام حتى مساء يوم الخميس".
كما نوهت "بإغلاق جميع المحال التجارية وأيضاً محطات الوقود ومنع البيع على البسطات حتى مساء يوم الخميس".
وأوضحت أنه يمنع منعاً باتاً التنقل للسكان وعليهم الالتزام بالبيوت بشكل تام بعد شراء حاجياتهم الأساسية خلال الـ24 ساعة المقبلة، وكذلك أي مظهر من مظاهر التجمع الشبابي واستخدام السيارات والدراجات النارية والتسكع في الشوارع والأحياء والأزقة.
ولفتت إلى أنه سيتم عمل دوريات بشكل مستمر وبأوقات مختلفة لمتابعة التزام الإغلاق واتخاذ إجراءات ميدانية بحق المُخالفين.