رحيل مفاجئ من قمة «X».. «ياكارينو» تترك المنصة بعد 18 شهرا من التحولات الجذرية

أعلنت ليندا ياكارينو، اليوم الأربعاء، عن تنحيها من منصب الرئيس التنفيذي لمنصة X (تويتر سابقًا)، لتنهي بذلك فترة امتدت لـ18 شهرا قادت خلالها مسيرة لإعادة تشكيل المنصة التي يملكها الملياردير إيلون ماسك.
ووفقا لتقرير نشره موقع أكسيوس، كانت ياكارينو أول رئيس تنفيذي دائم يعينه ماسك بعد استحواذه على تويتر في أواخر عام 2022.
وقد تم تعيينها في عام 2023، حيث جاءت بخبرة طويلة في مجال الإعلانات من عملها في NBCUniversal لأكثر من عقد. وجاء تعيينها بهدف استقرار أعمال X ومساعدة ماسك في تنفيذ رؤيته لتحويل المنصة إلى "تطبيق كل شيء".
وفي منشور وداعي على منصة X، كتبت ياكارينو: "عندما تحدثت لأول مرة مع إيلون ماسك حول رؤيته لـX، علمت أن هذه ستكون فرصة العمر".
وأضافت: "أنا ممتنة لإيلون لمنحي هذه الثقة وتحميلي مسؤولية حماية حرية التعبير، وتحويل الشركة، وبناء تطبيق كل شيء".
وتابعت: "أنا فخورة للغاية بفريق X – التحول التاريخي الذي حققناه معًا كان مذهلا.
تحديات كبيرة
وعلى الرغم من أن X احتفظت بمكانتها كأهم منصة للنقاش الفوري في الولايات المتحدة، إلا أن قطاع الإعلانات واجه تحديات كبيرة. ففي نهاية عام 2023، أثار ماسك الجدل بتصريحاته المعادية للمعلنين الذين قاطعوا المنصة، حين قال لهم: "اذهبوا إلى الجحيم".
ورغم ذلك، توقعت شركة eMarketer أن ترتفع عائدات الإعلانات لـX في عام 2024 لأول مرة منذ 4 سنوات، لكنها ستظل عند نصف مستوياتها لعام 2021.
وجاءت ياكارينو إلى المنصة باعتبارها جسرًا بين ماسك وصناعة الإعلان. إلا أن علاقتها بالصناعة توترت بسبب نهج X العدائي، بما في ذلك رفع دعوى ضد تحالف إعلاني كبير، متهمة إياه بالتنسيق لمقاطعة المنصة. وأدى ذلك إلى إغلاق التحالف، كما أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية تحقيقات في مجموعات إعلانية أخرى.
سياسة صمود
ورغم الضغوط والدعوات المتزايدة لاستقالتها، صمدت ياكارينو، وظهرت في مناسبات كبرى مثل مهرجان "كان ليونز" للإبداع، حيث روجت لتحسينات X في الإعلانات والمحتوى. وأعلنت هناك عن بودكاست جديد لنجمة التنس سيرينا ويليامز وشقيقتها فينوس، ضمن جهود لجذب المبدعين والمشاهير إلى المنصة.
وأشرفت ياكارينو على تغييرات كبيرة في منتجات X، بما في ذلك تطبيق تلفزيوني متصل، ومنصة مدفوعات جديدة بالشراكة مع Visa، ضمن رؤية ماسك لتوسيع X إلى ما يتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تم دمج تقنيات شركة xAI التي يملكها ماسك في المنصة، بعد أن استحوذت الشركة على X في صفقة تبادل أسهم. وتم إدخال روبوت الدردشة Grok إلى المنصة، لكنه واجه انتقادات بسبب ترويجه لمحتوى معادٍ للسامية، ما دفع الشركة للتعهد بتحسين التدريب.
واعتمدت X تحت قيادة ياكارينو نهجًا أقل تقييدًا في الإشراف على المحتوى، وبدأت شركات أخرى باتباع نفس الأسلوب، مثل ميتا التي ألغت التحقق من المعلومات وأطلقت ميزة مشابهة لـ Community Notes الخاصة بـ X.
ورغم أن هذا النهج نال رضا المدافعين عن حرية التعبير، إلا أنه زاد من توتر العلاقة مع المعلنين، الذين يخشون من ظهور علاماتهم التجارية بجانب محتوى مثير للجدل.
ووفقا للتقرير، فإن رحيل ياكارينو يترك فراغًا قياديًا في وقت حرج، حيث لا تزال X تحاول استعادة ثقة المعلنين وترسيخ مكانتها كتطبيق شامل. وعلى الرغم من أن خروجها بدا وديًا، إلا أنه يعكس استمرار التوتر بين رؤية ماسك ومتطلبات سوق الإعلان الرقمي. ولم يتم الإعلان بعد عن من سيخلفها في المنصب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA==
جزيرة ام اند امز