غزة بين التصعيد والتهدئة.. مقتل يحيى السنوار في ميزان الحرب
بين المخاوف من أن يؤدي مقتله إلى اتساع رقعة الصراع الإقليمي، إلى التفاؤل الحذر من أن يتسبب إزاحته عن المشهد في عودة الهدوء إلى ساحة غزة «الملتهبة»، تباينت التحليلات بشأن وقع مقتل يحيى السنوار.
وتقول وكالة «رويترز» إنه إذا تأكد موته (السنوار) فسيؤدي ذلك إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، حيث تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الإقليمي مع عزم إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني عليها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
إلا أن المسؤولين الأمريكيين لطالما نظروا إلى وفاة السنوار باعتبارها واحدة من أفضل الفرص لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتقول شبكة «سي إن إن» الأمريكية إن المسؤولين الأمريكيين التزموا الصمت في اللحظات الأولى بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن التحقيق فيما إذا كانت غارة في غزة أدت إلى مقتل زعيم حماس يحيى السنوار.
وأشارت إلى أنه إذا تأكدت وفاة السنوار بالفعل فإن العواقب المترتبة على إدارة جو بايدن ستكون بالغة الخطورة، مؤكدة أن مقتل زعيم حماس كان يعد بمثابة الحدث الفريد الذي أشار إليه العديد من المسؤولين الأمريكيين، باعتباره أكبر عامل محتمل لتغيير قواعد اللعبة في الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت الآن لأكثر من عام.
ومع تمسك كبار المسؤولين في الإدارة باتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن لوقف الحرب لشهور، ظلوا متمسكين بالأمل في إمكانية الإطاحة بالسنوار ذات يوم، وأن هذا قد يفتح أبوابا لم تكن لتفتح لولا ذلك.
ولقد نظر المسؤولون الأمريكيون إلى السنوار، ببساطة، باعتباره فروة الرأس التي تحتاج إليها إسرائيل أكثر من أي شيء آخر لكي تتمكن من إعلان انتهاء حرب غزة.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن بعض المسؤولين الأمريكيين تساءلوا عن إمكانية تطبيق صفقة «الكل مقابل الكل» إذا مات السنوار.
وصفقة «الكل مقابل الكل» تنص على إطلاق سراح كل رهينة تحتجزها حماس مقابل كل سجين فلسطيني تريد حماس إطلاق سراحه، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها بعيدة المنال.
وكان حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، حذر اليوم الخميس إسرائيل من مغبة مهاجمة طهران.
وقال سلامي في خطاب موجه لإسرائيل بثه التلفزيون "إذا ارتكبتم أي عدوان على أي موقع فإننا سنهاجم بصورة موجعة موقعا مماثلا عندكم"، مضيفا أن إيران قادرة على اختراق دفاعات إسرائيل.
وهناك تكهنات بأن إسرائيل قد تضرب المنشآت النووية الإيرانية، كما دأبت على التهديد بذلك، وتشمل الخيارات الأخرى شن هجمات على مواقعها النفطية الحيوية.
والسنوار البالغ 61 عاما هو "الرجل الحي الميت" بالنسبة إلى إسرائيل، التي تعتبره هدفا رئيسيا وتتهمه بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أشعل شرارة الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وانتخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحماس في أغسطس/آب، خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو/تموز، في عملية نسبت لإسرائيل.
وتطارد إسرائيل قادة وعناصر حماس، وأعلنت قتل العديد منهم منذ اندلاع الحرب في غزة، والسنوار هو أبرز هؤلاء المطلوبين، إضافة إلى محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأول من أغسطس/آب أن الضيف قتل في ضربة جوية في خان يونس بجنوب القطاع في 13 يوليو/تموز، ولم تؤكد حماس ذلك.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز