ياسمين عز في عيون رائدات إعلام في مصر: لهذه الأسباب لا تصلح مذيعة (خاص)
ضجة واسعة، صاحبت التحرك الرسمي من قبل المجلس القومي للمرأة بمصر لوقف برنامج الإعلامية ياسمين عز، الذي يذاع على فضائية إم بي سي مصر، بحجة أنه يهين المرأة ويقدم محتوى رجعيا.
واشتعلت الأجواء بعد بيان المجلس القومي للمرأة، الذي أعلن رفضه واستياءه من محتوى البرنامج، الذي يمثل إهانة وتحقيرا وتقليلا من شأن المرأة المصرية ويضر بها.
وانقسم المتابعون إلى فريقين، الأول يطالب باستمرار البرنامج، والثاني يطالب بمنعه، ولكل فريق دوافعه التي يستند إليها.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء 3 من رائدات الإعلام في مصر حول ما تقدمه الإعلامية ياسمين عز عبر برنامجها.
في البداية علقت الدكتورة درية شرف الدين، وزير الإعلام الأسبق بمصر، لـ"العين الإخبارية" على الموضوع قائلة :"أتفق تماما مع البيان الصادر من قبل المجلس القومي للمرأة بشأن هذا البرنامج، وأرى أن ما يقدم خلاله يعد استخفافا بالمرأة المصرية، وسبق أن تحدثت مع الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس عن رأيي في هذا الموضوع".
وأضافت "ما يصدر على لسان ياسمين عز يعد من وجهة نظري إهانة للقناة التي يبث من خلالها البرنامج، ولا يجب أن تنساق القناة وراء هذا الموضوع".
وتابعت الدكتورة درية شرف الدين حديثها لـ"العين الإخبارية" قائلة: "أعتقد أن هناك من يكتب الكلام الذي تردده مقدمة البرنامج، ولا أبالغ إذا قلت إن هناك علامات استفهام على من يكتب هذا الكلام".
وبسؤال الدكتورة درية شرف الدين عن دور المجلس الأعلى للإعلام المصري قالت: "دور المجلس الأعلى للإعلام هو تحجيم هذه البرامج، وكان عليه أن يعترض منذ زمن، وتأخر في الاعتراض تماما، حتى تحول الموضوع إلى رأي عام".
وحول تداعيات ما تقدمه الإعلامية ياسمين عز في برنامجها "كلام الناس" على الأسرة المصرية قالت درية شرف الدين: "الأسرة المصرية لن تستمد أفعالها من هذا البرنامج، لكن هناك علامة استفهام كبيرة جدا، لماذا يوجد هذا البرنامج على قناة غير مصرية؟ وماذا ستفعل القناة بعد هذا التحرك الذي قام به المجلس القومي للمرأة بمصر؟ نحن في الانتظار".
وفي سياق الموضوع، تحدثت الإعلامية المصرية مفيدة شيحة لـ"العين الإخبارية" قائلة "المشهد الإعلامي بمصر رائع جدا، كل القنوات الخاصة، والتلفزيون المصري، كلها تحترم البنود والتعليمات، ومن المستحيل أن تجد تجاوزا على الشاشات المصرية، لدينا التزام كامل بميثاق الشرف الإعلامي، لكن ما تقدمه هذه الإعلامية يتسم بالفجاجة".
وواصلت مفيدة شيحة حديثها: "لو سألتني عن رأيي في ياسمين عز فهي لا تصلح أن تكون مذيعة، كان عليها أن تدرك أن الإعلامي الذكي يجب أن يكون محبوبا من قبل الجمهور الذي يشاهده، ربما يختلف الجمهور مع وجهة نظر الإعلامي، لكن هذا الاختلاف لن يقلل من احترام الجمهور للإعلامي، وهذه الشخصية لا تقول كلاما واقعيا في برنامجها".
وتابعت "أتصور أنها ليست مقتنعة بما تقول، فطريقة الأداء سيئة، الأفكار وطريقة زرعها في العقول سيئة، عفوا أرى أن لغة حوارها متدنية جدا، فهي تسعى وراء الترند فقط، وهذا الأمر لا يساهم في بناء مذيعة قوية، لكنها تصلح أن تكون بلوجر فقط".
وأبدت مفيدة شيحة اندهاشها من اهتمام المواقع الإخبارية بنشر أخبار ياسمين عز قائلة "أريد أن أعرف من هم الذين يدعمون هذه الشخصية، ولماذا كل هذه الأخبار التي تُنشر عنها، الأمر ليس مفهوما وغامضا، خاصة أن كل ما تقدمه لا يصب في صالح المرأة والقيم المجتمعية التي يتبناها الإعلام الجاد، ويدافع عنها".
كما تحدثت الدكتورة هويدا مصطفى العميدة السابقة لكلية الإعلام جامعة القاهرة لـ"العين الإخبارية" قائلة "الإعلام له دور مهم جدا في الدفاع عن قضايا المرأة، وتدعيمها حتى تكون عنصرا فاعلا في المجتمع، فهي شريك مع مؤسسات الدولة في صيانة حقوق المرأة، وانطلاقا من هذه الزاوية يجب على الإعلام أن يكون أداة للدفاع عن المرأة ورفع وعيها، وتحسين مستواها التعليمي، ولا أبالغ إذا قلت إن تطور المرأة هو بمثابة تطور للمجتمع بشكل كامل".
وانتقدت الدكتورة هويدا مصطفى ما تقدمه ياسمين عز قائلة: "بكل أسف ما نراه في برنامج ياسمين عز لا يمت لهذا المبدأ بصلة، فهي تقدم محتوى ضد المرأة، والهدف من ذلك رفع نسبة المشاهدة وتحقيق الإثارة، وهذا الأمر يحمل خطورة كبيرة على المجتمع، فلا يعني الحديث عن حقوق المرأة الانتقاص من شأن الرجل والعكس، ولكن هناك مطالبات غريبة تحدث عبر البرنامج من شأنها التقليل من المرأة، لذا أرى أن تحرك المجلس القومي للمرأة ضد برنامج ياسمين عز منطقي جدا".
كان المجلس القومي للمرأة في مصر تقدم بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد برنامج "كلام الناس"، الذي تقدمه الإعلامية ياسمين عز على فضائية "إم بي سي مصر".
وأعلن المجلس القومي للمرأة رفضه واستياءه من محتوى البرنامج، الذي يمثل إهانة وتحقيرا وتقليلا من شأن المرأة المصرية ويضر بها، كما يعد محتوى موجها لتغييب الوعي المجتمعي بما يتم إنجازه على أرض الواقع من جهود حثيثة لتمكين المرأة المصرية.
وكشف المجلس أنه تلقى العديد من الشكاوى من نساء مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يعبرن عن رفضهن هذا المحتوى المسيء ويطالبن بوقفه.
وأكد المجلس في شكواه أن محتوى البرنامج مهين ورجعي، ويتضمن خطابا تحريضيا لممارسة العنف ضد المرأة المصرية، وتطبيع إهانة وضرب الأزواج للزوجات، وأنه على النساء تقبل العنف والإهانة.
وأشار المجلس إلى أن محتوى البرنامج يتضمن أيضا السخرية والتنمر على حال الأسرة المصرية، ما يؤدى إلى تدمير البنية الاجتماعية وخلق نزاعات داخل الأسرة.