عائد من الجحيم.. كيف هزم ياسين بنزية المورفين والاكتئاب والبتر؟
تعد قصة النجم الجزائري ياسين بنزية قصة ملهمة لجميع اللاعبين، حيث نجح في تحدي الظروف الصحية الصعبة التي كادت تنهي مسيرته في عالم "الساحرة المستديرة".
خريج نادي ليون الفرنسي يعتبر اليوم أحد أبرز النجوم الجزائريين المحترفين في "القارة العجوز"، كما أصبح ورقة تكتيكية مهمة للغاية لدى مدرب منتخب "محاربي الصحراء"، السويسري فلاديمير بيتكوفيتش.
النجم الجزائري سجل أيضا في شهر مارس/ آذار الماضي هدفا خرافيا مع منتخب بلاده في مرمى جنوب أفريقيا، وهو مرشح بارز للفوز بجائزة "بوشكاش" التي تمنح سنويا لصاحب أفضل هدف في العام.
رحلة معاناة
كان نجم "الخضر" قريبا من إعلان اعتزاله اللعب في عام 2020 بعد حادث السير الخطير الذي تعرض له في فترة لعبه مع نادي ديجون الفرنسي.
وتضررت يد بنزية اليسرى بشكل كبير مما دفع بالأطباء لإجراء 11 جراحة من أجل إنقاذها من شبح البتر، ولو أنه فقد نهائيا أحد أصابعه بعد فشل الأطباء في إعادته لموقعه الطبيعي.
ولم تفلح جرعات مخدر المورفين العديدة في إزالة الأوجاع المبرحة التي كان يشعر بها اللاعب، مما جعله يعيش حالة نفسية صعبة للغاية كادت تسقطه في فخ الاكتئاب.
وبفضل عزيمته القوية، نجح ياسين بنزية في تجاوز هذه المحنة الصعبة، وحصل على الضوء الأخضر من أجل مغادرة المستشفى بعد رحلة علاجية استمرت 6 أسابيع.
وبعد تخلصه نهائيا من الأوجاع، أمكن له تجديد العهد مع التدريبات قبل أن يعود لأجواء المنافسات مع فريق ديجون بعد عام كامل من التوقف بسبب تداعيات الحادث الخطير الذي تعرض له.
عودة من بعيد
نجح اللاعب الجزائري في استعادة أفضل مستوياته البدنية والفنية مع فريقه الفرنسي، قبل أن ينتقل بعدها إلى الدوري التركي من بوابة نادي هاتاي سبور.
وفي عام 2023 انضم لنادي كاراباخ الأذربيجاني في صفقة انتقال حر، ليخطف الأضواء بسرعة ويدخل حسابات منتخب الجزائر مجددا.
وحاض ياسين بنزية 65 مباراة مع الفريق الأذربيجاني أسهم خلالها في 39 هدفا ما بين صناعة وتسجيل، كما سجل 3 أهداف وأهدى تمريرة حاسمة في آخر 6 مباريات خاضها مع "محاربي الصحراء" ضمن مختلف المسابقات.
يذكر أن اللاعب المميز سبق له تمثيل جميع منتخبات فرنسا للفئات السنية، قبل أن يقوم عام 2016 بتغيير جنسيته الكروية من فرنسية إلى جزائرية.