سنته تبلغ ثلاثة أيام.. اكتشاف كوكب شبيه بالأرض
توصل فريق من علماء الفلك الدوليين إلى اكتشاف مهم، حيث حددوا كوكبا صغيرا صخريا يدور حول نجم برنارد، أقرب نجم منفرد إلى نظامنا الشمسي.
وهذا الكوكب المكتشف حديثا، المسمى "برنارد ب"، له حوالي نصف كتلة كوكب الزهرة، مما يضعه في فئة الكواكب الشبيهة بالأرض، وتم الاكتشاف باستخدام التلسكوب الكبير جدا (VLT) ، التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي.
والكواكب الشبيهة بالأرض، هي كواكب أصغر وأقل كتلة من الأرض، وغالبا ما تكون صخرية مثلها، ولكن على نطاق أصغر.
ويستغرق "برنارد ب"، ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أيام أرضية لإكمال مدار كامل حول نجمه الأم، وهو قزم أحمر يقع على بعد ست سنوات ضوئية تقريبا من الأرض، ومدار الكوكب يجعله قريبا بشكل لا يصدق من نجم برنارد - 1.8 مليون ميل فقط.
ولوضع ذلك في المنظور، فإن هذه المسافة لا تمثل سوى 5% من الفجوة بين الشمس وعطارد، أقرب كوكب إلى شمسنا، وعلى الرغم من أن نجم برنارد أبرد كثيرا من شمسنا، فإن قرب "برنارد ب"، يعني أن الكوكب ساخن للغاية بحيث لا يمكنه دعم الماء السائل.
وأوضح عالم الفلك الرائد جوناي جونزاليس هيرنانديز من معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري بإسبانيا: "يعتبر برنارد ب أحد أقل الكواكب كتلة التي اكتشفناها على الإطلاق، لكن مداره القريب يضعه خارج المنطقة الصالحة للسكن، مما يعني أنه دافئ للغاية لدعم الحياة كما نعرفها".
وتحقق هذا الاكتشاف المنشور بدورية "أستروفيزكس & أسترونومي" بفضل "التذبذب" الصغير الذي يسببه "برنارد ب" في نجمه الأم أثناء دورانه، وهي الطريقة المعروفة باسم السرعة الشعاعية.
وتم اكتشاف التذبذب باستخدام أداة متطورة تسمى (إكسبريسو)، مصممة خصيصا لتتبع الكواكب حول النجوم البعيدة، وأكدت البيانات من أداة أخرى، وهي مطياف هاربس، نفس النتائج.
وكان نجم برنارد، الواقع في مجرة درب التبانة، هدفا لفترة طويلة لعلماء الفلك الباحثين عن كواكب صخرية تشبه الأرض بسبب قربه.
وفي حين أن "برنارد ب" ليس ضمن "المنطقة المناسبة للحياة"،وهي المنطقة التي يمكن أن تدعم الظروف فيها وجود الماء السائل، إلا أن الفريق يظل متفائلًا بشأن المزيد من الاستكشاف، لقد اكتشفوا بالفعل إشارات محتملة تشير إلى وجود ثلاثة كواكب أخرى في النظام، والتي قد تقع ضمن المنطقة الصالحة للحياة.
ويقول الباحث أليخاندرو سواريز ماسكارينيو، من معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري: "نعتقد أن هناك المزيد لاكتشافه هنا، ويُظهر عملنا أن جوارنا الكوني قد يكون موطنا لكواكب أكثر مما تخيلنا سابقا، حيث يستضيف نجم برنارد مجموعة متنوعة من الكواكب ذات الكتلة المنخفضة".