3 أعوام على مقاطعة قطر.. جواسيس "الحمدين" خلف القضبان
العام الثالث للمقاطعة شهد تساقط العديد من عملاء وجواسيس "الحمدين"، ومؤخرا أعلنت مصر ضبط خلية "إخوانية" تعد تقارير "مفبركة" عن الأوضاع.
عاما بعد عام يضيق الخناق حول عملاء وجواسيس ومرتزقة تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، مع الكشف عن جرائمهم وإحباط مؤامراتهم، ووقوعهم في قبضة العدالة حول العالم.
وبالتزامن مع مرور 3 أعوام على مقاطعة قطر من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، لدعمها الإرهاب، تشهد المحاكم في عدة دول الكثير من القضايا لمطاردة تنظيم الحمدين وعملائه والمتعاونين معه، بعضها صدرت به أحكام نهائية، والبعض الآخر ما زال منظورا أمام القضاء.
وشهد العام الثالث للمقاطعة، تساقط العديد من عملاء وجواسيس "الحمدين"، فقبل أيام، أعلنت السلطات المصرية، ضبط خلية "إخوانية إرهابية" تقوم بإعداد تقارير "مفبركة" عن الأوضاع في البلاد، وإرسالها لقناة "الجزيرة".
وبعدها بأسبوع تم رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا لولاية نيويورك يوم 28 مايو/آيار الماضي، تتهم شركة محاماة أمريكية بالعمل كجاسوس لمصلحة قطر.
وقبل شهر نشرت السلطات الليبية، تسجيلاً مصوراً لأحد المرتزقة السوريين المقبوض عليهم في طرابلس، كشف فيه سيطرة ضباط تابعين للمخابرات القطرية والتركية على مطار مصراتة الليبية.
أما في الصومال، فتتزايد المطالب بالتحقيق مع عميل قطر الإرهابي فهد ياسين، رئيس الاستخبارات الصومالية، المعروف بعلاقاته بتنظيم القاعدة ونظام الدوحة الذي عمل في السابق بقناة الجزيرة على مقاليد أهم الأجهزة الأمنية في البلاد.
أما أبرز قضايا التجسس التي صدرت فيها أحكاما نهائية، فكانت في العام الثاني للمقاطعة، وتحديدا في 28 من يناير/كانون الثاني 2019، حيث أيدت محكمة التمييز البحرينية، حكما بالسجن المؤبد (25 عاما) ضد علي سلمان، أمين عام جمعية الوفاق المنحلة، واثنين من مساعديه بتهمة "التخابر مع قطر وإفشاء وتسليم أسرار دفاعية".
وفي التقرير التالي تكشف "العين الإخبارية" أبرز قضايا تساقط عملاء وجواسيس قطر خلال الفترة الماضية.
خلية "الجزيرة"
الشهر الماضي، كان شاهدا على وقائع بالجملة لتساقط عملاء قطر، ففي 22 مايو / آيار الماضي، أعلنت السلطات المصرية، عن ضبط خلية "إخوانية إرهابية" تقوم بإعداد تقارير "مفبركة" عن الأوضاع في البلاد وإرسالها لقناة "الجزيرة" القطرية.
وأوضح بيان لوزارة الداخلية، أن الخلية تتكون من 11 عنصرا إخوانيا كانوا يعدون مواد إعلامية مفبركة تستهدف المساس بأمن البلاد، مقابل مبالغ مالية ضخمة تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية، والترويج للشائعات والتحريض ضد مؤسسات الدولة لبثها بقناة "الجزيرة" تنفيذًا لتوجهات التنظيم الإرهابى.
واعترف أفراد الخلية بأن مهامهم تتمثل في جمع المعلومات عن الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، ومناطق أخرى، ومن ثم إرسالها إلى القيادات الإرهابية في تركيا وقطر، من أجل استخدامها في تشويه صورة قوات الجيش والشرطة، بحسب البيان.
وأكدت الداخلية المصرية على الاستمرار في التصدي بكل حسم لأية محاولات تستهدف إثارة البلبلة والفوضى والنيل من استقرار البلاد.
قضية تجسس بأمريكا
وبعدها بأسبوع، رفع اتحاد كرة السلة الأمريكي، دعوى قضائية أمام المحكمة العليا لولاية نيويورك في 28 مايو/آيار الماضي، تتهم شركة المحاماة الأمريكية "كوين إيمانويل" بالعمل كجاسوس لمصلحة قطر.
وتعود جذور القضية إلى أبريل/ نيسان 2018، عندما تم رفع دعوى قضائية ضد المستثمر القطري أحمد الرميحي بقيمة 1.2 مليار دولار من قبل اتحاد كرة السلة الأمريكي، الذي أسسه الممثل والفنان آيس كيوب وشريكه جيف كواتينيتز يتهمه فيها بالتخلي عن التزاماته وعدم دفع أموال تعهد بها بموجب عقد شراكة، ضمن مؤامرة قطرية للسيطرة على الاتحاد.
قصة الرميحي مع (Big 3)، لم تكن مجرد التخلي عن التزمات مالية، بل كانت معقدة وتحمل أكثر من هدف، ففي الرياضة كانت الدوحة تعتزم ضخ أموال في دوري كرة السلة، من أجل زيادة نفوذها السياسي في الولايات المتحدة، وتعزيز قوتها الناعمة في تلك الدولة.
وحاولت لتحقيق هذا الهدف الاستيلاء على Big 3 تحديدا، لهدفين، أولها أن السلة الأمريكية تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، والهدف الثاني أن جيف كواتينيتز أحد مؤسسي الاتحاد هو صديق لستيف بانون، أحد كبار مستشاري الرئيس ترامب آنذاك، وكان فرصة لاستغلال هذا الأمر.
ونشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية لقاء صحفيا مع ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية سابقا، والذي فضح فيه محاولات الاستمالة تلك.
وقال بانون، في مقابلة أجريت معه إن "قطر بذلت جهودا كبيرة للاجتماع معي في عام 2017، ضمن حملة أوسع تشنها للتأثير على الإدارة الأمريكية".
وأوضح المسؤول الأمريكي السابق، أن صديقه جيف كواتينيتز، الرئيس التنفيذي السابق لرابطة كرة السلة BIG 3، كان وسيطا مع المستثمر القطري أحمد الرميحي، الذي طلب المساعدة في عقد اجتماع بين بانون وحكومة الدوحة.
وفيما يرتبط بالجانب الرياضي أيضاً، كشف النجم الأمريكي آيس كيوب أن قطر كانت تحاول السيطرة على اتحاد BIG 3 عبر الحصول على حصة أكبر من المتفق عليها في عقد الشراكة، وعندما رفض الاتحاد تخلوا عن تسديد باقي التزاماتهم بموجب العقد.
وبعدما فشلت الدوحة في السيطرة على اللعبة الأشهر في أمريكا، عن طريق إغداق اتحادها بملايين الدولارات، بدأت مسلسل تدمير اللعبة، عبر محاولة تأسيس دوري منافس لـBig 3.
وقرر المستثمر القطري أحمد الرميحي الفرار هاربا من الولايات المتحدة إلى الدوحة، قبل أن تمنحه قطر الحصانة الدبلوماسية وذلك في محاولة لحمايته من المثول أمام القضاء الأمريكي، بتهم متعلقة بأنشطته المشبوهة في هذا الصدد.
ومع ظهور معلومات جديدة في القضية، تلقت المحكمة العليا لولاية نيوريورك، دعوى جديدة قبل أسبوع، تتهم قطر صراحة وبشكل مباشر، عبر مكتب محاماة كوين إيمانويل أوركهارت آند سوليفان، بخدمة مصالحها والعائلة الحاكمة على حساب اللعبة.
وكشف موقع above the law المختص بالشؤون القانونية في الولايات المتحدة، أن شركة "كوين إيمانويل" للمحاماة متهمة بالعمل كجاسوس لصالح قطر.
ووفقاً لما ذكره اتحاد كرة السلة الأمريكي، فإن العلاقة بين محاميه ومكتب كوين إيمانويل، سمحت للأخير بالتسلل إلى فريقه القانوني لتشتيت تركيزهم بعيدا عن العلاقة التي تربط بين الحكومة القطرية وميسون جونيور.
اتحاد كرة السلة قدم العديد من الاتهامات لمكتب المحاماة الشهير على هامش تعامله مع عدد من المستثمرين القطريين في الآونة الأخيرة، بجانب محاولة تدمير اللعبة.
وتضمنت الاتهامات أيضا، تقديم قطر عشرات الملايين من الدولارات للمكتب سنويا، تتضمن أعمالا مرتبطة بتنظيم الدوحة لمنافسات كأس العالم بعد عامين من الآن.
تساقط المرتزقة في ليبيا
أيضا شهد مايو/أيار الماضي تساقط مرتزقة تركيا وقطر في ليبيا.
ونشرت السلطات الليبية، مطلع الشهر الماضي، تسجيلاً مصوراً لأحد المرتزقة السوريين المقبوض عليهم في طرابلس، كشف فيه سيطرة ضباط تابعين للمخابرات القطرية والتركية على مطار مصراتة الليبية.
وقال مرتزق سوري الجنسية يدعى محمود جسمي المرغني ألقى الجيش الليبي القبض عليه، إن خمسة ضباط من المخابرات القطرية استقبلوهم في مطار مصراتة فور وصولهم على طائرة مدنية أقلعت من إسطنبول.
وأردف المرغني، في الفيديو الذي نشرته الإدارة العامة للإعلام الخارجي على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن القطريين قالوا لهم "أنتم الآن في ليبيا ولا بد من الطاعة العمياء لأننا اشتريناكم لتفعلوا ما نأمركم به في ليبيا".
وأوضح المرتزق السوري أن ضباط مخابرات قطر يسيطرون على مطار مصراتة الليبي رفقة أتراك لتنظيم استقدام المرتزقة إلى ليبيا.
يأتي بث التسجيل في وقت تزايدت فيه الأدلة على دعم تحالف الشر التركي القطري للإرهاب بشكل عام ولتنظيم داعش بشكل خاص، وخصوصا على خلفية تدخلهم في ليبيا، لدعم ميلشيات فايز السراج، ونقل عناصر "داعش" من سوريا إلى ليبيا بشكل علني ومرصود.
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي قد أعلن، 24 مايو/أيار الماضي، أن وحدات القوات المسلحة في محاور طرابلس، ألقت القبض على الداعشي السوري محمد الرويضاني.
وأوضح المسماري أن الرويضاني المكنى "أبوبكر"، هو أحد أخطر عناصر داعش في سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لما يعرف بـ"فيلق الشام".
الصومال.. مطالب بالتحقيق مع عميل الحمدين
أيضا ومع تعاظم الأدلة على العلاقة بين حركة الشباب الإرهابية، وفهد ياسين، رئيس الاستخبارات الصومالية، المعروف بعلاقاته بتنظيم القاعدة ونظام الدوحة الذي عمل في السابق بقناة الجزيرة، تزايدت المطالب بالتحقيق في الأمر.
وكان منتدى الأحزاب الوطنية المعارض قد أعرب في رسالة بعثها شهر إبريل/ نيسان الماضي إلى رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبد الرحمن ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله ورئيس الوزراء حسن علي خيري عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الاستخبارات والأمن القومي برئاسة فهد ياسين، وبين حركة الشباب الإرهابية الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.
وأشار المنتدى إلى أنه رأى أنه لا يمكن الاستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي يشكلها ذلك على الأمن القومي.
وطالب المنتدى بالتحقيق فيما يتم تناوله في مواقع التواصل الاجتماعي من الاتصالات بين قيادة وكالة الاستخبارات وحركة الشباب وتقديم نتائج ذلك إلى الشعب الصومالي.
ودعا المنتدى إلى منع استخدام المواقع الرسمية لوكالة الاستخبارات في أغراض خاصة لتضليل الشعب الصومالي وتضخيم عناصر من حركة الشباب لتحقيق مصالح خاصة، كما دعا إلى إبعاد السياسيين الذين لهم أهداف خاصة من قيادة الوكالة وإسناد قيادتها إلى الخبراء في مجالي الأمن والاستخبارات.
وسبق أن حذر خبراء من محاولات تركيا ضم مقديشو إلى المحور التركي القطري الإرهابي دون الالتفات لظروف وواقع البلاد الهش.
ولفت مختصون إلى أن محاولات أنقرة لضم مقديشو للحلف التركي–القطري، واستخدامها في صراعتها الإقليمية ستفاقم من تأزم الأوضاع في البلاد.
سجن جواسيس الحمدين في البحرين
أول عامين في المقاطعة شهدا بدورهما، تساقط العديد من عملاء وجواسيس قطر، وقعت أبرز تلك القضايا في البحرين.
وأيدت محكمة التمييز البحرينية، في الـ 28 من يناير/كانون الثاني 2019، حكما بالسجن المؤبد (25 عاما) ضد علي سلمان، أمين عام جمعية الوفاق المنحلة، واثنين من مساعديه بتهمة "التخابر مع قطر وإفشاء وتسليم أسرار دفاعية".
وكانت القضية بدأت بعد أن أحالت النيابة العامة يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، علي سلمان ومساعديه الاثنين إلى المحاكمة، ووجهت إليهم عدة تهم، من بينها "التخابر مع دولة أجنبية لارتكاب أعمال عدائية ضد مملكة البحرين، بقصد الإضرار بمركزها السياسي والاقتصادي، وبمصالحها القومية بغية إسقاط نظام الحكم في البلاد".
تم اتهامهم "بتسليم وإفشاء سر من أسرار الدفاع إلى دولة أجنبية، وقبول مبالغ مالية من دولة أجنبية مقابل إمدادها بأسرار عسكرية ومعلومات تتعلق بالأوضاع الداخلية بالبلاد".
أيضا قضت إحدى محاكم البحرين في شهر فبراير / شباط 2019 بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و3 سنوات بحق متهمين اثنين لحصولهما على تمويل من وزير قطري سابق بهدف "الإضرار بمصالح مملكة البحرين".
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز