"حرية اليمن السعيد".. تحول جديد في الحسم لقطع دابر الحوثي
بعد تحرير كامل تراب شبوة، وإعلان التحالف انطلاق عملية عسكرية جديدة، يدخل اليمن منعطفا تاريخيا من شأنه وأد الانقلاب الحوثي إلى الأبد.
وجاء إعلان التحالف العربي، أمس الثلاثاء، عن انطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" غداة إعلان قوات "العمالقة" تطهير آخر معاقل مليشيات الحوثي في محافظة شبوة، واستكمال المرحلة الثالثة من معركة "إعصار الجنوب" التي انطلقت في 1 يناير/كانون الثاني الجاري.
وبالتزامن مع ذلك بدأت قوات "العمالقة" باقتحام مدينة حريب، أولى مديريات مأرب (شرق) المحاذية لشبوة، ضمن العملية العسكرية الجديدة التي أعلنها التحالف في كافة المحاور والجبهات ضد مليشيات الحوثي في اليمن.
ويُنظر إلى معركة تحرير شبوة من قبل العمالقة وصمود مأرب لأكثر من عام أمام الهجوم الحوثي، على أنه التحول الأكبر في المعركة ضد الانقلاب الحوثي، التي ستبدد أحلام المشروع الإيراني في المنطقة، ما فرض "حرية اليمن السعيد" كمرحلة جديدة في مسار الحسم.
إعصار عاصف
في أيام معدودات فرضت ألوية العمالقة واقعا عسكريا جديدا باليمن، واستطاعت تعرية ما تسميه مليشيات الحوثي "القوة التي لا تُقهر"، عندما مرّغت أنوف الانقلابيين بالهزائم.
وهذا ما أكده رئيس المركز الإعلامي لقوات العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي، الذي اعتبر أن عملية "حرية اليمن السعيد"، تأتي كبناء على انتصارات "إعصار الجنوب".
وقال السقلدي، في تصريح لـ"العين الإخبارية": إن "عملية إعصار الجنوب التي أطلقتها قواتنا كشفت الحوثي على حقيقته، وبيّنت للناس أن هذه المليشيات ليست كما يظنها من يسمع وسائل إعلامها، أو من يسمع كلام المحبطين الخادمين لمشروعهم الظلامي".
وأكد المسؤول الإعلامي أن "المعركة استطاعت تعرية الحوثيين، وأظهرتهم على حقيقتهم، كعصابة ضعيفة؛ من السهل اجتثاثها من اليمن بأيام".
ولفت إلى أن "عملية إعصار الجنوب جاءت لتنقذ مديريات بيحان الثلاث من الحوثي، وها هي قد فعلت، وأنقذتها وجعلتها حرة كسائر مديريات الجنوب المحررة، بعد أن كانت المليشيات تريد حكمها بطقوس ومعتقدات غريبة على اليمن".
ونوّه السقلدي بأن عملية "حرية اليمن السعيد" ستكمل ما بدأت به قوات العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة.
قرار الحوثي المخطوف
متحدث القوات المشتركة باليمن العقيد وضاح الدبيش أكد هو الآخر أن "هذه المتغيرات المهمة امتداد لمسرح العمليات، بعد تطهير العمالقة لمحافظة شبوة من رجس المليشيات الحوثية؛ التي فرّت إلى مديرية حريب في مأرب وتجري مطاردتها هناك".
وكشف المتحدث العسكري لـ"العين الإخبارية"، أن "60 % من مديرية حريب باتت تحت سيطرة حاكمة لقوات العمالقة، التي قامت بالهجوم، عبر أكثر من محور قتالي، وحررت بلدات ومواقع عديدة، واستعادت كميات من الأسلحة وسقط العديد من عناصر الحوثيين أسرى؛ فضلا عن مقتل العشرات".
ولفت الدبيش إلى أن مليشيات الحوثي لجأت للاستنجاد بشيوخ القبائل لإنقاذها من موقفها الحرج، محذرا عبر "العين الإخبارية" كافة الشخصيات الاجتماعية والسياسية وزعماء القبائل بعدم إيواء عناصر وقادة هذه المليشيات.
وعن عملية "حرية اليمن السعيد" قال الدبيش إنها تستهدف إنهاء الانقلاب الحوثي، وتطهير الأراضي اليمنية من أدوات المشروع الإيراني، عقب اصطدام كل حلول السلام بصخرة تعنت مليشيات الحوثي.
وأضاف أن هذه العملية تجري و"مليشيات الحوثي تعيش حالة من الضعف، وهي التي تفاخرت بقوتها على الشعب اليمني، خصوصا بعيد الوفاة الغامضة لضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو؛ ما أفقدها القرار والقدرة على إدارة المعركة".
ونبّه المسؤول العسكري إلى أن "القوة المشاركة مع ألوية العمالقة كانت لا تزال هي ألوية الاحتياط؛ فيما لم تدخل بعد القوة الضاربة على خط المعركة، وأن الأيام المقبلة ستشهد تحولا كبيرا في المعركة بالفعل، ضد هذه المليشيات، التي تزج بالأطفال لمحارق الموت".
أولويات المعركة
من جانبه، قال خبير عسكري لـ"العين الإخبارية" إن المهام القادمة لقوات العمالقة الجنوبية التي تزامن دخولها خط معركة مأرب مع إعلان التحالف عملية حرية اليمن السعيد، ستتوزع بين تأمين الجنوب المحرر، وإسناد عمليات التحالف شمالا.
ويرى الخبير العسكري العميد ثابت حسين صالح، أن تأمين المحافظات الجنوبية المحررة ومكافحة التهريب وبقايا الحوثيين والإخوان يأتي ضمن أولويات المعركة.
وشدد العميد صالح على أنه "يجب على القوات الجنوبية أولا تأمين شبوة وكل محافظات الجنوب من الداخل بما فيها السيطرة على منفذ الوديعة ووادي حضرموت وشقرة".
وتوقع أن تتجه المعارك مبدئيا إلى تحرير مديرية مكيراس جنوبي البيضاء، ومن ثم تأمين مناطق دفاعية مناسبة وضرورية لمحافظات الجنوب مع المحافظات الشمالية المجاورة خاصة مأرب وشبوة.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز