معرض فنون تزيين الكيك.. فرصة ازدهار لسيدات الأعمال باليمن
مدينة عدن تكتظ بالمهرجانات الثقافية الشعبية والجماهيرية كواحدة من آلياتها لنفض غبار الحرب عن كاهلها.
تستمر مدينة عدن اليمنية في نفض غبار الحرب عن كاهلها، وتمضي في مقاومة كل مظاهر الإحباط والقنوط التي يحاول البعض جر المدينة إليها.
إحدى آليات تلك المقاومة كانت المهرجانات الثقافية الشعبية والجماهيرية التي اكتظت بها جنبات المدينة مؤخراً، كان أحدها "معرض عدن الثاني لفنون تزيين الكيك" الذي وجد له مكاناً بارزاً في قائمة المهرجانات والفعاليات الجماهيرية التي تعيشها عدن، والذي تزامن مع اليوم العالمي للمرأة وعيد الأم، ونظمته منظمة "جلوبال شيبرز"، بعد نجاح المعرض الأول المقام قبل عام.
20 فتاة وامرأة من نسوة عدن كنّ على موعدٍ مع خوض منافساتٍ من نوعٍ فريد، في مجال تزيين الكيك و(التورتات)، وكانت النتيجة أشكالاً وابتكاراتٍ تماهت مع الهوية العدنية وثقافتها المتميزة، بحسب ما قالته رئيسة المنظمة، هبة فهيم لـ"العين الإخبارية".
محاربة البطالة
المعرض لم يكن عملاً ترفيهياً، كما ينظر إليه البعض، فهو جزءٌ من توجهٍ مدروس لتحويل شباب وطاقات عدن إلى قدرات إنتاجية.
وتقول هبة فهيم، رئيسة المنظمة: "المعرض يأتي ضمن برنامج تمكين المشاريع الناشئة الذي تقوم عليه منظمة جلوبل شيبرز عدن، وهذا البرنامج يهدف إلى تشجيع الرياديين من الفتيات والنسوة؛ للبدء والاستدامة في مشاريعهنّ، وذلك في خطوة إيجابية وسباقة لمحاربة البطالة ومواكبة التوجه العالمي لتشجيع المشاريع الناشئة والأفكار الريادية".
قصص نجاح
يهدف معرض عدن الثاني لفنون الكيك إلى استمرار تسليط الضوء على صانعات الكيك في عدن، وتشجيعهنّ، ودعوة جهات الاختصاص لدعمهنّ، باعتبارهنّ قصص نجاح صنعتها عزيمتهنّ، وتقول فهيم: "يعتبر المعرض مصدر دخل وفرصة عمل وإبداع لا متناهٍ نفخر بأن يوجد مثله في عدن، ونفخر بأن نكون السباقين للاهتمام بهذا القطاع".
حدثٌ منتظر
تؤكد فهيم أن النجاح الباهر الذي حققه معرض عدن الأول لفنون الكيك العام الماضي، جعل من المعرض حدثاً سنوياً ينتظره الجمهور ويتفاعل معه؛ ولهذا كان لا بد من إدخال أنشطة تسهم في التفاعل مع محبي المعرض، حيث سبق المعرض العديد من النشاطات، منها مسابقات على شبكات التواصل الاجتماعي وحملات دعائية وتسويقية جديدة وفريدة من نوعها.
وتشير إلى أنه قد سبق المعرض مزاد خيري للبطاقة رقم "1" والتي حصدت مبلغ 105 آلاف ريال يمني، عاد ريعها للعمل الخيري، لافتة إلى أن المنظمة نظمت خلال الأسبوع الذي سبق المعرض، دورة احترافية في مجال صناعة وتزيين الكيك مع الشيف أكرم ناصر باحكيم، شاركت فيها المشتركات العشرين في المعرض.
فعاليات داخل المعرض
تقول هبة فهيم إن وجود فعاليات داخل المعرض، كالمجسم الإعلامي، تسمح لمحبي المعرض بالتصوير بطريقة تذكارية عبر مجسمات وضعت في مدخل عدن مول، حيث يقام المعرض، ويتم اختيار الصورة الأفضل لتحصل على جوائز، كما تخلل المعرض نشاطات وفقرات، منها قسم خاص للأطفال، وقسم صحي يحتوي على أصناف مناسبة للحمية الغذائية، وكذلك فقرات متنوعة مثل التوازن والموسيقى.
عدن تتعافى
تصف هبة فهيم المعرض بأنه "إبداعٌ يلامس حدود السماء" في كل المجالات، ينطلق من عدن، بكل بساطتها وعفويتها، وبإمكانيات أهلها المحدودة، لينافس على مستويات عالمية، ورسالته هي "عدن تتعافى"، وستكون أفضل طالما أن شعبها لا يعرف المستحيل.
وتطمح رئيسة منظمة جلوبال شيبرز عدن إلى أن يستمر المعرض كحدثٍ سنوي ينتظره المواطنون بشوق وسعادة، وتمنت اهتمام الجهات الحكومية به بشكل أكبر، حيث يمكن أن يصبح تقليداً سنوياً في هذه المدينة التي لا تريد أن تعرف سوى الفرح، كما نسعى أن يتم التشبيك مع المعارض العالمية والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن.
ويشهد المعرض تفنن المشاركات في تزيين الكيك، والتورتات، بطريقة فنية، جسّدت هوية مدينة عدن وتراثها الشعبي، وأبرز مظاهر الحياة فيها. حيث برزت أشكال الكيك بالزي النسائي العدني "الدرع"، و"جروز الفل"، وحتى السياكل النارية التي غزت المدينة، ولم تكن المعالم السياحية والتاريخية كقلعة صيرة وخليج الفيل ومبنى المجلس التشريعي والصهاريج، بمنأى عن تشكيلات الكيك.
ازدهار قطاع الأعمال
وتعد منظمة جلوبل شيبرز عدن أول مَن اهتمت بمجال "فن تزيين الكيك"، وكان من مخرجات المعرض الأول أن شهد هذا القطاع ازدهاراً ملحوظاً وتزايداً في انخراط الكثير من السيدات والفتيات بهذه المهنة التي تجمع بين الفن والمهارة، وتساعد في القضاء على البطالة، وتمكين المرأة من الانخراط في قطاع الأعمال.
يذكر أن منظمة جلوبال شيبرز عدن تقوم على العمل التطوعي، حيث يعمل كل أفرادها عملاً تطوعياً، وتقوم المنظمة فقط بالتدريب والإشراف على العاملين معها.