تحركات دولية لفرض المبادرة الأممية لوقف الحرب باليمن
المبادرة الأممية تتضمن تثبيت وقف إطلاق نار دائم باليمن، واتخاذ خطوات بناء ثقة تتمثل في إطلاق المعتقلين والأسرى وغيرها
كثّف المجتمع الدولي من تحركاته مع أطراف النزاع اليمني لإنعاش مفاوضات السلام وفرض المبادرة الأممية لوقف الحرب في عموم المحافظات، رغم الخروقات المتصاعدة من قبل مليشيا الحوثي للهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي قبل 5 أسابيع.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن الأمم المتحدة ترتب لعقد ما يطلق عليه "اجتماع أزمة" بين الحكومة الشرعية والحوثيين خلال الأيام المقبلة وذلك للتوقيع على المبادرة التي طرحها المبعوث إلى اليمن مارتن جريفيث، لوقف الحرب في عموم المحافظات اليمنية وإطلاق عملية سلام واسعة.
وتحتوي المبادرة الأممية على عدة بنود أبرزها: تثبيت وقف إطلاق نار دائم باليمن، واتخاذ خطوات بناء ثقة تتمثل في إطلاق المعتقلين والأسرى وفتح الممرات الإنسانية ودفع المرتبات، والانتقال بعدها إلى مفاوضات السلام السياسية الشاملة بمشاركة مختلف الأطراف.
وتحظى المبادرة الأممية بدعم واسع من قبل المجتمع الدولي وسفراء الدول الـ18 باليمن، والذين كثفوا تحركاتهم مجددا للضغط على طرفي النزاع اليمني للقبول بها.
ومساء الأربعاء، عقد رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، معين عبدالملك، لقاء مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى مجلس الأمن، فيما عقد رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين، محمد عبدالسلام، لقاء عبر الفيديو، مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي باليمن.
وكُرست اللقاءات، لمناقشة "جهود إحلال السلام من أجل توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا"، فضلا عن الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي مارتن جريفيث، لإيجاد تصور شامل لوقف الحرب باليمن، وفقا لوسائل إعلام حكومية وحوثية.
وأكد رئيس الحكومة اليمينة، لسفراء الدول الكبرى"أن المفتاح الحقيقي والوحيد لإحلال السلام في اليمن، هو استعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها تحت مظلة الشرعية وإنهاء تمرد المليشيات المسلحة تحت أي غطاء كانت"، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وأشار معين عبدالملك، إلى استجابة الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية للدعوات الأممية والدولية وإعلان الهدنة من طرف واحد لتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا، والتعنت الذي تبديه مليشيا الحوثي وتصعيدها العسكري المستمر في مختلف الجبهات.
واتهم رئيس الحكومة اليمنية، مليشيا الحوثي، بالتكتم على انتشار فيروس كورونا في مناطقها، وعرقلة جهود الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية في احتوائه.
وجدد عبدالملك التأكيد على أن الحكومة "كانت وستظل حريصة على انجاح جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، داعيا الدول دائمة العضوية للضغط على مليشيات الحوثي وداعميها لوقف العبث والمقامرة بارواح ودماء اليمنيين..
وفي المقابل، أجرى رئيس الوفد التفاوضي في مليشيا الحوثي، محمد عبدالسلام، نقاشا مع سفراء" فرنسا، البرتغال، هولندا، النمسا، فنلندا، مالطا، التشيك، سلوفينيا، السويد، بلجيكا، إيرلندا، الدنمارك، المجر"، وذلك عبر تقنية الفيديو، لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في اليمن.
وقالت وسائل إعلام حوثية، إن اللقاء تطرق إلى"الجوانب المتصلة بسبل تحريك عملية السلام في اليمن والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لإيجاد تصور شامل للحل".
كما ناقش اللقاء"دور الاتحاد الأوروبي في دعم مسار الحل السياسي باليمن، والجوانب المتصلة بتقديم التسهيلات المتعلقة باستضافة مفاوضات الحوار المرتقبة، والدعم اللوجستي وتأهيل مطار صنعاء الدولي وتقديم بعض الأجهزة وكذا الدعم في الجانب الإنساني".
ولا يُعرف على وجه التحديد موعد ومكان انعقاد فترة المشاورات المرتقبة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وخلال الأسابيع الماضية أبدت السويد استعدادها الكامل لاستضافة مشاورات سلام يمنية نهائية، بعد استضافة مشاورات ستوكهولم في 2018.
ولم تتوقف النقاشات عند ذلك، ووفقا للمصادر، فقد أبدى سفراء الاتحاد الأوروبي باليمن " استعدادهم لتقديم خدمات لوجستية وفنية فيما يتعلق بصرف المرتبات والمساعدة في الجانب الاقتصادي والأليات المتعلقة بالسياسية النقدية".
وفي التاسع من أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية وقف إطلاق النار من جانب واحد، من أجل إفساح المجال أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للدفع بجهود عملية السلام، وذلك لمدة أسبوعين قبل ان يمددها لمدة شهر حتى 23 مايو/ أيار الجاري.