"موسوعة العار".. أكاذيب إخوانية لغسل جرائم الحوثيين
الحكومة اليمنية نددت بكتب الشميري، واعتبرتها استهدافا لتاريخ اليمن وتضحيات الشعب في مواجهة الانقلاب الحوثي
أثار صدور مجموعة كتب حول رموز اليمن من تأليف أحد القيادات العسكرية لتنظيم الإخوان الإرهابي حالة من السخط في الشارع اليمني وموجة استهجان واسعة في الوسط الثقافي اليمني، عقب تناولها مغالطات فاضحة تمجد قيادات مليشيا الحوثي.
وصدرت المجموعة في 20 مجلدا، تحت عنوان" موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه"، من تأليف، عبدالولي عبدالوارث فرحان الشميري، القيادي البارز في تنظيم الإخوان باليمن، والمتهم بجرائم حرب إثر خوضه لعدة حروب دموية قبل أن يتقلد مناصب دبلوماسية ويستقر خارج البلاد.
وتتكون الطبعة الأولى من 10 آلاف نسخة ورقية، صادرة عن أحد دور النشر في بيروت خلال العام الجاري، وتناولت سيرة وحياة أكثر من 12 ألف شخصية، لكنها لم تولِ رموز اليمن الفاعلين والأصليين في تاريخ البلاد أي اهتمام وجاءت مليئة بالأخطاء، في وقت قدمت عددا كبيرا من قيادات مليشيا الحوثي بأنهم "أبطال "و اعتبرتهم "مصلحين ومظلومين".
وأبرز من عرضت "الموسوعة الإخوانية" التي أطلقت تطبيقا لها كنسخة إلكترونية أيضا، من القيادات الحوثية، مؤسس جماعة الانقلاب بدر الدين الحوثي، ونجله الإرهابي حسين الحوثي، ووالد المتحدث الرسمي لتنظيم الحوثي صلاح فليته، والرجل الأول في تغذية الحوثيين بالسلاح القيادي الحوثي، فارس مناع، وزعمت أنهم أعلام من أعلام الأمة اليمنية.
وتصف الموسوعة مؤسس الحوثيين، حسين الحوثي، أنه خلّف "حركة تغيير جهادية" قادها من بعده والده واعتبرته عالما ومرجعية دينية وأنه أبتلى في صدام عسكري جرى مع جيوش الدولة اليمنية، ثم تولى القيادة الإبن الأصغر عبدالملك الحوثي وخاض حرب سجالا، متجاهلة الإشارة للانقلاب المشؤوم بصنعاء 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
المؤلف المشبوه
اعترف عبدالولي الشميري، مؤلف مجموعة الكتب، عند نشره نبذة من سيرته في موسوعته المشبوهةبأنه ترعرع وتعلم في كنف القيادي الإخواني المتطرف، عمر أحمد سيف، أحد أبرز المرجعيات الدينية لتنظيم الإخوان الدولي المشاركين في حروب أفغانستان، وذلك داخل المعاهد العلمية التابعة للتنظيم الإرهابي في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
ورغم محاولته إخفاء تاريخه الأسود، إلا أن ردود الفعل القوية التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي إثر مغالطاته الفاضحة بحق رموز اليمن ومحاولته غسل جرائم الحوثيين، فضحت ماضيه الدموي وأماطت اللثام عن دوره كضابط في السلك العسكري عمل في خدمة تنظيم الإخوان وتشييد إمبراطورية تجارية من أموال الشعب اليمني.
وقالت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن الشميري كان أبرز الضباط العسكرين الذين قادوا حروب المناطق الوسطى ضد الجبهة الوطنية 1968، كما كان أحد رجال الظل للإخوان في قيادة عمليات اجتياح مدن جنوب اليمن 1994، وهناك عمل في نهب مخططات وآثار ثمينة وترسانة أسلحة كبيرة ظلت تتواجد بحوزته إلى قبل قرابة عقد.
ويعتبر مؤلف الموسوعة أحد أعمدة تسليح الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وبحسب المصادر، فقد كان الشمري هو الرجل الأول في تسليح المجموعات المسلحة التي قادها الإخواني حمود سعيد المخلافي 2011، لمحاربة النظام السابق بعد انشقاق الإخوان في مؤامرة الربيع العربي الممولة قطريا.
وطبقا للمصادر، فإن الشميري أسس مؤسسة الإبداع بصنعاء ومنتدى المثقف العربي حتى يكون بمثابة غطاء لعمليات منظمة تدير تهريب الآثار والأسلحة على المستوى الدولي، وهو ما يبقيه على اتصال دائم مع قيادات الحوثيين داخل اليمن والتي تعتمد تمويل حروبها العبثية من تهريب الآثار وتعزز ترسانتها بالسلاح المهرب.
الوجاهة الزائفة
ومن جانبه اعتبر رئيس مركز "نشوان الحميري للدراسات والإعلام"، عادل الأحمدي، أن الزيف والتدليس والمجاملات في موسوعة الشميري، هي انعكاس واضح للمال المسروق والوجاهة الزائفة، واصفا إياه بـ"نموذج للتاجر الرخيص الذي يجيد النظم ويتطفل على الثقافة والأدب".
واتهم الأحمدي، في مقال نشره على حسابه في فيسبوك، المؤلف بأنه "لص آثار" وقد قبض عليه بتهريب الآثار في مصر، بدأت منذ نهبه للعديد من الممتلكات العامة والخاصة أثناء حرب 1994 من مدينة عدن، وإيداعها في أحواش كبيرة بمدينة باجل شرق الحديدة، ثم تحول إلى تجارة الأدوية والكتب والآثار.
وعن محاولة تلميع قيادات الحوثية، قال السياسي اليمني، إنه يقدم أوراق اعتماده لدى اللصوص الحوثيين بتجميل صورتهم البشعة وغسل ملابسهم المضرجة بدماء اليمنيين، محذرا الدارسين والباحثين من أن موسوعة عبدالولي الشميري، مصدر غير موثوق.
حرب فكرية
ونددت الحكومة اليمنية بكتب الشميري، واعتبرتها استهدافا لتاريخ اليمن والجمهورية وتضحيات اليمنيين في مواجهة الانقلاب الحوثي، وجزءا من الحرب الفكرية.
وأعرب وزير الثقافة اليمني، مروان دماج، عن أسفه مما جاء في الموسوعة من تمجيد مجاف للحقيقة حول سيرة حسين الحوثي وتقييمه لدوره بل وجرائمه التي أسست للحرب وتكريسه الطائفية والسلالية ومحاولة فرز اليمنيين على اساسهما كنضال بل وإصلاح إجتماعي.
كما نددت الهيئة العامة للكتاب والنشر والتوزيع في اليمن بما نسب من عمل إعلاني وترويجي للدكتور الشميري، وقالت إنه أبعد ما يكون عن العمل الفكري والتاريخي ولا يحمل شيئاً من المعايير العلمية والبحثية التي تضبط عمل الموسوعات الثقافية.
وذكرت في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، أن هذا العمل المزعوم لم يتم تسجيله في دار الكتب اليمنية ولا المكتبة الوطنية ولا أي فرع من فروعها بالمحافظات ولم تمنحه الجهات المختصة رقم ايداع، وأن صاحب العمل أنتجه وطبعه ووزعه خارج اليمن ولا وجود لها بالداخل.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز