خلافا لمواجهة الانقلاب الحوثي لم يغفل التحالف العربي معركة الحرب ضد تنظيمي القاعدة وداعش وبسط سيطرة الدولة.
لم تكن مواجهة الانقلاب الحوثي هي الجبهة الوحيدة التي يقاتل فيها التحالف العربي في اليمن من أجل دعم الشرعية، فالحرب على الإرهاب كانت هي الأخرى واحدة من الجبهات التي لم تغفلها العمليات العسكرية لدول التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
- "الباتريوت" الإماراتي.. حصن اليمن من صواريخ الحوثي الإيرانية
- خسائر الحوثي في 3 سنوات.. وصعدة الهدف القادم
ومنذ بدء الانقلاب الحوثي على السلطة أواخر سبتمبر/أيلول 2014، كان تنظيم القاعدة الإرهابي يحاكي التجربة الحوثية في السيطرة على الأراضي اليمنية نتيجة غياب أجهزة الدولة، وسيطر على مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد، بالإضافة إلى عدد من البلدات في محافظات شبوة وأبين، جنوبي البلاد.
وعمل تنظيما القاعدة وداعش على إضعاف وجود الدولة في المناطق التي لم تصل إليها عمليات التحالف العربي، كما عملا على تعميم سياسة الإرهاب والقتل في البلدات الشرقية، ونهب المقدرات، وخصوصا في حضرموت وشبوة.
ـ تحرير المكلا من القاعدة
وعقب سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا وساحل حضرموت لمدة عام، تمكن التحالف العربي وبالتعاون الجيش اليمني وقوات النخبة الحضرمية، التي تم تدريبها على يد قوات التحالف، من تحرير تلك المناطق في إبريل/نيسان 2016، وذلك عقب عملية عسكرية كبيرة.
وأسفرت العملية العسكرية عن عودة مؤسسات الدولة التي كان التنظيم يستخدمها لمدة عام وعلى رأسها ميناء الضبة النفطي، ومطار الريان الدولي في المكلا، بالإضافة إلى مواقع سيادية عسكرية ومدنية، أبرزها قيادة المنطقة العسكرية الثانية، والقصر الجمهوري ومديريات الساحل بالكامل.
وشارك التحالف العربي بفعالية في معركة تحرير المكلا وذلك من خلال قوات برية، وإسناد جوي مكثف استطاع تحييد عناصر القاعدة وقتل العشرات منهم.
ومنذ إبريل 2016، باتت مدينة المكلا ومديريات الساحل من أكثر المناطق أمانا في اليمن، مع عودة مؤسسات الدولة وخدمات المياة والكهرباء والأمن تحت قيادة النخبة الحضرمية.
ـ تحرير وادي المسيني.. عملية الفيصل
عقب تحرير المكلا، استطاعت عناصر من القاعدة الفرار إلى عدد من البلدات في محافظة حضرموت الأكبر جغرافيا بين المحافظات اليمنية، وأصبح "وادي المسيني"، واحد من معاقل التنظيم.
وأواخر فبراير/شباط الماضي، نفذ الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف العربي، عملية عسكرية، أطلق عليها "عملية الفيصل"، و أثمرت العملية في وقت قياسي، عن تطهير تام لجيوب وأوكار عناصر تنظيم القاعدة في وادي المسيني بمحافظة حضرموت.
وبدعم خاص من القوة الإماراتية، تمكنت المنطقة العسكرية الثانية من تنفيذ خطة عسكرية احترافية، أسفرت عن محاصرة عناصر القاعدة، في السلاسل الجبلية بوادي المسيني، ومقتل عدد من عناصر القاعدة.
وباتت قوات النخبة الحضرمية تبسط سيطرتها على وادي المسيني بعد دحر عناصر القاعدة بشكل نهائي.
ـ تحرير الصعيد.. "السيف الحاسم"
بعد أيام من نجاح عملية الفيصل في حضرموت، كان الجيش اليمني مسنودا بالتحالف العربي، ينفذ في 26 فبراير الماضي، عملية عسكرية جديدة ضد عناصر القاعدة، في مديرية "الصعيد"، أحد أبرز معاقل التنظيم منذ سنوات، في محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.
وتمكنت العملية التي أطلق عليها "السيف الحاسم"، وحظيت بدعم خاص من القوات الإماراتية، ومشاركة قوات النخبة الشبوانية، من تحرير مديريات الصعيد ودحر القاعدة من مواقع حيوية ومنابع النفط والغاز.
وأثمرت السيف الحاسم عن عودة شركات نفطية للعمل في حقول النفط للمرة الأولى منذ الانقلاب قبل أكثر من 3 سنوات، وعلى رأسها شركة "omv" النمساوية، التي عاد طاقمها الأجنبي، اليومين الماضيين، لاستئناف النشاط في حقل "العقلة".
ـ تحرير المحفد.. "السيل الجارف"
في الـ6 من مارس/آذار الجاري، نفذت قوات الحزام الأمني والتدخل السريع وبإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية أطلق عليها "السيل الجارف"، وذلك لتحرير مديرية "المحفد"، في محافظة أبين، جنوبي البلاد.
وتمكنت العملية العسكرية من تطهير "جبال المحفد" و"وادي حمارا" من العناصر الإرهابية في زمن قياسي، ومداهمة وكر القيادي في القاعدة زكي لشعب، والعثور على مستودعات أسلحة وصواريخ كاتيوشا تابعة للتنظيم.
وأسفرت العملية عن مقتل القيادي في القاعدة المدعو أبو محسن باصبرين، بالإضافة إلى أسر أكثر من 6 عناصر آخرين.
ـ دور كبير للإمارات في محاربة الإرهاب
وفي جميع العمليات العسكرية ضد القاعدة، كانت القوات الإماراتية حاضرة بكل قوة في معارك دحر الإرهاب وتطبيع الأوضاع في المدن الشرقية والجنوبية من اليمن، والعمل على تأسيس قوات يمنية خالصة تعمل على عودة مؤسسات الدولة من أجل ضمان عدم عودة التنظيمات الإرهابية للواجهة مرة أخرى.
وأشاد مدير أمن العاصمة المؤقتة عدن، اللواء شلال شايع، بالدرو الإماراتي في دحر الإرهاب، لافتا إلى أنها لم تشارك في المعارك العسكرية فحسب، بل أعادت تأهيل كل المنشآت الأمنية والكوادر العسكرية ودعم أقسام الشرطة بكل المعدات.
وقال شلال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "القوات اليمنية تضرب مع القوات الإماراتية أروع الأمثلة في كل الميادين، حيث تم تحرير عدن من الانقلابيين المدعومين من إيران، ثم الانتقال معا إلى محاربة تنظيمي القاعدة وداعش في عدن وشبوة ولحج والمهرة".
وأكد شلال أن داعش والقاعدة لن يكون لهم وجود في عدن، في ظل وجود دعم التحالف العربي بشكل عام والإماراتي بشكل خاص.
من جانبه، قال العميد الركن، سالم الخنبشي، مدير أمن مديرية ساحل حضرموت، إن الدوري الإماراتي كان بارزا في تطبيع الأوضاع بالمدينة منذ دحر عناصر القاعدة من المكلا في إبريل 2016.
وأشار المسؤول الأمني لـ"العين الإخبارية"، إلى أن التعاون بين القوات الإماراتية والنخبة الحضرمية والأجهزة الأأمنية أثمر النصر على عناصر الإرهاب، وملاحقتهم في بعض الجيوب والأوكار البعيدة.