منح الرجل الثاني بالانقلاب رتبة "مشير".. مهزلة حوثية جديدة
خبراء لـ"العين الإخبارية" اعتبروا أن منح القيادي بجماعة الحوثي الانقلابية مهدي المشاط رتبة "مشير" محاولة لتحويل الجيش اليمني لمليشيا
أثار تقليد مليشيا الحوثي الانقلابية لرئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، المدعو مهدي المشاط رتبة "مشير" حالة من السخط في الأوساط العسكرية اليمنية، فيما اعتبرها خبراء أنها غير قانونية وتعد بمثابة "مهزلة" وامتهان للمؤسسة العسكرية بالبلاد.
وبموجب قانون الجيش اليمني، تعد رتبة "مشير" هي الأعلى ضمن 11 رتبة عسكرية، وتقلد من قبل رئيس البرلمان اليمني للقيادات العسكرية المؤهلة.
ويرى خبراء عسكريون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن التقليد الحوثي يعد أحد ممارسات الامتهان التي وجهتها مليشيا الحوثي للمؤسسات العسكرية الخاضعة لسيطرتها، والاستخفاف بعقول اليمنيين، فيما اعتبره آخرون طعنة إيرانية من الداخل.
وقلد يحيى الراعي الرئيس السابق لمجلس النواب، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى المدعو مهدي المشاط والمطلوب الثاني للتحالف العربي، رتبة "مشير" في سابقة عُدَّت انتهاكا صارخا للخدمة العسكرية، حيث كان قد صعد لمنصبه خلفا للقيادي الحوثي صالح الصماد الذي سقط صريعا في أبريل/نيسان العام الماضي، بعملية جوية للتحالف العربي، بالحديدة، غربي اليمن.
عداء تاريخي
وخلفت ترقية المشاط استياء كبيرا في الأوساط العسكرية اليمنية ، عبر عنه العميد جمال عبدالله الرباصي، الذي اعتبر تقليد الحوثيين لثلاثيني رتبة "مشير" تدميرا للقوات المسلحة من الداخل من خلال التجاوزات في صرف الرتب والمناصب العسكرية لمليشياتهم وأتباعهم.
وتابع الرباصي، وهو أحد أبرز الضباط اليمنيين القدامى "لا يصل لهذه الرتبة إلا من أفنى عمره في الخدمة العسكرية وقدم كثيرا من أجلها".
غير أن المعروف لدى ضباط الجيش اليمني أن ثأر قيادات الانقلاب الحوثي ضد القوات المسلحة اليمنية يعود إلى ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 التي أزاحت حكم الأمام محمد البدر وأعلنت قيام النظام الجمهوري، يقول العميد الرباصي لـ"العين الإخبارية".
وتابع "نظام الترقيات في القوات المسلحة يكون عبر لجنة الضباط العليا وفق شروط ومتطلبات، ويفرض خدمة 4 أعوام في كل رتبة من ملازم وحتى عقيد وما بعدها فأعلى 3 سنوات، فيما الاستثناء محدد برتبة واحدة ولمبررات واضحة" .
وأشار إلى أن التدمير الحوثي الممنهج للجيش اليمني يرسمه خبراء إيران بغية تحويل القوات المسلحة إلى مليشيا تنصاع للقيادات الحوثية الطامحة في الحكم بالقوة وضم العناصر العقائدية إلى تكويناتها لفرض مشروعها الطائفي التدميري.
وأكد "لم تفلح المليشيا وحلفاؤها في كسر العقيدة الوطنية للجيش اليمني الجمهوري فهو أكثر وعيا من خلال مكاسبه الإنسانية في مجتمعه المتنوع اجتماعيا وسياسيا، وهو وبمساندة أشقائه لن يتهاون في محاسبة قيادات الانقلاب الحوثي نظير استخدام القوة القاهرة والأفعال الدموية وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية".
وطالب العميد الرباصي وزارة الدفاع اليمنية بإنقاذ ما تبقى من الجيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب الحوثي، لا سيما الضباط القدامى، ودعوتهم للمغادرة فورا والتوجه إلى المعسكرات بالمناطق المحررة مقابل تسليم مرتباتهم وتفويت استفادة المليشيا من تجاربهم واستكمال تطهير البلاد.
امتهان وملشنة الجيش
مستشار وزير الدفاع اليمني، العميد يحيى أبو حاتم، اعتبر تقليد الحوثيين للمشاط رتبة "مشير" سلوكا باطلا يفتقر للمشروعية، لافتا إلى أن يحيى الراعي لم يعد يملك صفة رئيس مجلس النواب وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
وبشأن إفراغ القوات المسلحة من دورها، أكد أبو حاتم في تصريح لـ"العين الإخبارية، أن الحوثيين سعوا منذ الوهلة الأولى لهجماتهم الإرهابية على معسكرات الدولة، لإحلال المليشيات عن الوحدات العسكرية ومنحهم الرتب العسكرية ضمن مخطط إيراني لملشنة الجيش.
وأضاف أبو حاتم، أن الانقلاب الحوثي شن حملة ملاحقة ومطاردة ضد الضباط الوطنيين، كما جرد كثيرين من الرتب العسكرية وأبعدهم دون مرتبات وأوكل لمشرفيه ولجانه "الثورية" القادمة من صعدة مهمة امتهان الضباط وإذلالهم.
كما حاولت المليشيا الحوثية المدعومة من إيران قتل نفسية الجندي اليمني المعنوية بتسليط آلة إعلامية ضخمة موجهة بشكل مدروس من قبل الحرس الثوري الإيراني وكانت تظهر امتهان عناصرها الإرهابية، بينهم أطفال، لشرف بزته العسكرية كي يظل الانتساب للمؤسسة محط سخرية بدلا عن الفخر.
وكشف مستشار وزير الدفاع أن المليشيات دمرت قاعدة بيانات الجيش اليمني السابق كواحدة من الطعنات التي حاولت اغتيال القوات المسلحة عبرها، وسعت لإحلال عناصرها في سجلات الدفاع تمهيدا لتغيير ملامح الجيش اليمني بحيث تبقي الثقل لمليشياتها الموازية.
وأردف بالقول "يدرك الحوثيون نهايتهم المحتومة وعملوا على ملشنة الجيش اليمني وتحويله لإحدى أذرع طهران في المنطقة كمليشيا الحشد الشعبي في العراق وفيلق القدس ومليشيات حزب الله الإرهابي بلبنان".
وقال إن التحالف العربي أنقذ تهاوي القوات اليمنية المسلحة وأعاد لها مكانتها، مشيرا إلى أن النوعي أسهم في بناء وحدات عسكرية قادرة على كسر شوكة مليشيا الحوثي في عقر دارها حتى يعود اليمن إلى حضنه العربي.
ولفت إلى أن كل الاختلالات في البلد لن تتم دون إزالة مليشيا الحوثي عسكريا، وبذلك يكون هناك أمل في استعادة النظام الجمهوري واستعادة لحماته من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية هويتهم اليمنية التي حاولت طهران سلبها.
استخفاف بالعقول والقانون
مستشار رئيس هيئة الأركان اليمنية العميد عبدالحكيم عامر، اعتبر هو الآخر تقليد أعلى رتب الجيش العسكرية لشخص لم يدخل مدرسة وجاء بانقلاب على الشرعية ورجل خارج على النظام والقانون لا يعد استخفافا بالجيش فحسب، بل وبعقول الناس عامة.
وحول المعايير العسكرية في القانون اليمني لتقلد أعلى رتبة في الجيش، يكشف عامر لـ"العين الإخبارية"، عن أنها لا تمنح إلا لضباط لا تقل خدمتهم العسكرية عن 40 عاما، يكون خلالها الضابط حصل على عدد من الأوسمة وشغل عددا من الإدارات والمؤهلات العسكرية العليا.
ويشترط في ذلك، اجتياز أكاديمية الحرب العليا والدفاع الوطني أو ما يعادله أستاذ دكتور في العلوم العسكرية، فضلا عن التدرج في المناصب العسكرية من قائد فصيلة إلى سرية وعلى مستوى الكتيبة وحتى يصبح قائد لواء يجتاز 4 مناصب أخرى، وفقا للمسؤول العسكري.
وقال "خلال توليه للمناصب يلزم القانون ضرورة الحصول على عدد من الدورات التدريبية والشهادات العسكرية حتى يحصل على ماجستير في العلوم العسكرية وكلية الأركان العامة، ويجب أن يكون ملف الضابط نظيفا جدا ولا تسجل عليه أي مخالفات ولديه القدرة على القيادة ويكون تحت المجهر ونال العديد من الجوائز والأوسمة".
وممتعضا يتابع "الاستمرارية في التدرج بالمناصب لا تنتهي عند هذا الحد، ويستمر الحال إلى مستوى الفرقة والدائرة والمنطقة أو الفيلق أو الهيئة أيضا ومن ثم نائب للأركان والمفتشية العامة وحتى وزارة الدفاع ثم قائد لأعلى منصب في البلاد".
ولم يستغرب عامر، المظاهر الحوثية العبثية، قائلا "هناك قصور داخلي واليمن بحاجة لترميم بيت الشرعية بشكل وطني وإعادة مؤسسات الدولة، فيما الانقلاب الحوثي إلى زوال كونه عدو للحياة والإنسانية".
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز