ذكرى اجتياح صنعاء.. 3 سنوات على "أيلول الأسود"
استعراض للأزمات التي مر بها الشعب اليمني منذ اجتياح ميليشيا الحوثي لصنعاء في 2014؛ اقتصاديا وإنسانيا
يوافق، غدا الخميس، الذكرى الثالثة لاجتياح ميليشيا الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء، وهو الحدث الذي ينظر اليمنيون له على أنه يوم النكبة الذي أدخل بلدهم في حرب مازالت تلتهم الأرواح حتى اليوم، وجعلتهم لا يعرفون الأمان والسعادة.
ففي 21 سبتمبر 2014، اجتاحت ميليشيا الحوثي العاصمة صنعاء بمساندة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذي مهد لهم الطريق منذ تحركهم من معاقلهم في محافظة صعدة، أقاصي الشمال اليمني، وفتح لهم مخازن ومعسكرات الجيش.
وتحت تهديد السلاح، أجبرت الميليشيا حينذاك، حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، على توقيع ما عرف بـ"اتفاق السلم والشراكة"، من أجل إشراكهم في حكومة وطنية جديدة، لكن مطامع الحوثيين كانت أكبر.
وعقب سيطرتهم على كافة مؤسسات الدولة السيادية ومطار صنعاء الدولي، بدأت الميليشيا بالانقلاب بشكل كامل، وذلك بمحاصرة مقرات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وفرض إقامة جبرية عليهم، قبل التحرك لغزو باقي المدن اليمنية في مأرب، شرقي البلاد، والحديدة، غربي البلاد.
ومنذ ذلك اليوم الذي يصفه اليمنيون بـ"اليوم الأسود" أو ما يوصف بـ"أيلول الأسود"، ابتلعت الميليشيا كل مؤسسات الدولة، ليجد المواطن نفسه أمام أزمات طاحنة اقتصاديا وإنسانيا وصحيا ونزيف دم لم يتوقف حتى اليوم، تستعرضها "بوابة العين الإخبارية" في الإطار التالي:
ـ إنسانيا: مجاعة وكوليرا
لم يتوقف نزيف الدم اليمني منذ غزو الميليشيا للعاصمة صنعاء، ومع حلول الذكرى الثالثة، تقول منظمة الصحة العالمية، إن 8 آلاف و400 يمني قتلوا في الحرب التي تسبب بها الانقلابيون، فيما أصيب قرابة 50 ألفا آخرين.
وإضافة إلى الضحايا، تسبب اجتياح الميليشيا الانقلابية للمدن اليمنية، بنزوح قرابة 3 ملايين يمني داخليا، فيما وجد حوالي 170 ألفا أنفسهم لاجئين في دول إفريقية وعربية.
ووفقا للناشط السياسي محمد العديني، فقد غابت كل مقومات الحياة منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة، وانهارت الخدمات بشكل غير مسبوق، وخصوصا في جانب المياة والصحة والتعليم.
وذكر العديني لـ"بوابة العين الإخبارية"، أنه حتى لو لم يسقط أي قتيل خلال الحرب، فإن عودة الكوليرا إلى الواجهة بعد عقود من اختفائها، وتسببها بمقتل 2100 يمني، تعد دليلا كافيا على أن الحوثيين نبتة شيطانية في اليمن.
وأضاف الناشط اليمني: "خلال هذه الأعوام الثلاثة، شاهدنا صورا لم نكن نتوقعها وأمراضا من الزمن الغابر، شاهدنا أناسا يبحثون عما يسد جوعهم من براميل القمامة، وأناسا يشربون مياها ملوثة، ومرضى يتلقون علاجهم تحت الأشجار، الحوثيون أعادونا 60 عاما إلى الوراء".
وتقول الأمم المتحدة، إن ثلثي سكان اليمن باتوا تحت خط الفقر، ويحتاج قرابة 19 مليون نسمة لمساعدات إنسانية، فيما لا يعرف 7 ملايين يمني من أين ستأتي وجبتهم القادمة.
وحسب مصادر صحية لـ"بوابة العين"، فقد عادت أمراض الحصبة إلى بعض مناطق الحوثيين الذين يقومون ببيع الأدوية المقدمة من المنظمات الخليجية في السوق السوداء.
ـ اقتصاديا: انهيار العملة وتجارة سوق سوداء
أولى كوارث غزو الميليشيا لصنعاء، انعكست في الجانب الاقتصادي الذي انهار بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن، كما انتشرت المجاعة وسوء التغذية الحاد في أوساط ملايين اليمنيين، في مقابل ثراء فاحش لميليشيا الانقلاب.
وكانت العملة الوطنية الأكثر تضررا، فبعد أن كان سعر الصرف 214 ريالا يمنيا للدولار الواحد، في سبتمبر 2014 قبل اجتياح صنعاء، تحل الذكرى الثالثة وقد أصبح سعر الصرف 375 ريالا للدولار الواحد.
وتوقع مصرفيون في أحاديث لـ"بوابة العين الإخبارية"، أن تنهار العملة الوطنية إلى مستويات أكبر خلال الأسابيع القادمة، في ظل الصراع وسط تحالف الانقلاب، وأن يصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 400 ريال.
وفي مقابل الانهيار الكبير للعملة وارتفاع الأسعار على المواطن اليمني، كانت ميليشيا الحوثي تتجه لتدشين موسم الثراء، حيث قامت بإلغاء دور البنك المركزي وإنشاء عشرات من محلات الصرافة من أجل المضاربة بالعملة في السوق السوداء.
ورأى محمد عبدالحميد، وهو موظف في البنك المركزي غادر صنعاء بعد أشهر من اجتياحها، أن ميليشيا الحوثي جاءت لابتلاع كافة مؤسسات الدولة وبناء ثرواثهم الخاصة".
وقال عبدالحميد لـ"بوابة العين الإخبارية": "كانت الميليشيا تعرف أن وقتها في صنعاء لن يدوم طويلا، ولذلك عملت على نهب احتياطي البنك المركزي، والسحب على المكشوف من الاحتياطي الأجنبي، وإلغاء دور شركة النفط اليمنية، وإنشاء شركات استيراد للمشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء؛ ليصل سعر الجالون البنزين من 2500 ريال إلى 5500 ريال".
وأضاف: "الطريقة نفسها قاموا بتطبيقها على الغاز المنزلي، وخلال ثلاثة أعوام، أصبحت محلات الصرافة، ومحطات الغاز المنزلي بالآلاف وسط شوارع صنعاء، وكل هذا من أجل نهب المواطن".
ووفقا لمصادر "بوابة العين الإخبارية"، يمتلك القيادي الحوثي "محمد علي الحوثي"، وناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، شركتين لاستيراد المشتقات النفطية، فيما يمتلك قادة آخرون شركات صرافة، بالإضافة إلى شركات أخرى لتجارة السيارات، قامت الميليشيا بإدخالها إلى ميناء الحديدة بدون جمارك.
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، قامت ميليشيا الحوثي بنهب مرتبات موظفي الدولة منذ أكتوبر الماضي، رغم جبايتها لمليارات الريالات من الجهات السيادية الخاضعة لسيطرتها، وخصوصا ميناء الحديدة، الذي يستقبل 70% من إيرادات وبضائع البلاد المستوردة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز