لماذا يصاب المواطنون في اليمن بالكوليرا؟

طبيب يمني بأحد مراكز اليونسيف يوضح لـ" بوابة العين الإخبارية" أسباب إصابة اليمنيين بالكوليرا ولماذا ينتشر بهذه السرعة في اليمن.

ترتفع حالات الإصابة بمرض الكوليرا في اليمن بشكل كبير؛ وتحذر منظمات دولية من تحول الوضع إلى "كارثة"، وهناك مطالبات مستمرة بفتح مطار صنعاء أمام الطائرات التي تحمل إمدادات إغاثة. 

• الصليب الأحمر: حالات الكوليرا باليمن قد تصل لمليون بحلول نهاية العام
• سفينة إماراتية محملة بأدوية الكوليرا تصل ميناء عدن

فمن جانبه، قال الدكتور هشام الحيدري، طبيب يمني بأحد المراكز التابعة لليونسيف في صنعاء، يوجد الكثير من المشكلات التي تواجه الأطباء في عملهم لمحاربة وباء الكوليرا في اليمن، فمنذ بداية عدم دفع الرواتب للموظفين من قبل حكومة الانقلاب في المناطق المسيطر عليها الانقلاب، تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير.

وأضاف الحيدري لـ"بوابة العين الإخبارية" أنه في ظل نظام صحي متهالك، وشبكة صرف صحي عشوائية، وبالتزامن مع إضراب عمال النظافة لعدم دفع الرواتب، تكدست القمامة في الشوارع، والتي بدورها شكلت بؤرا لانتشار مرض الإسهالات المائية الحادة، وبالإضافة إلى التلوث، فإن هطول الأمطار يعتبر عاملا آخر ساعد على انتشار مرض الإسهالات المائية الحادة وسرعة انتشار التلوث، حيث يجرف القمامات إلى ما يسمى بالسائلات، ومنها إلى تجمعات مائية ينقلها من يبيع الماء للسكان.

ولفت إلى أن غالبية المواطنين يعيشون فقرا مدقعا نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور، ولم يعد هناك اهتمام بمصادر مياه الشرب، الأمر الذي أدى إلى انتشار الكوليرا في اليمن.

   وأوضح الطبيب اليمني، أنه نتيجة لهذا التلوث تسببت حالات إسهالات مائية حادة بأعداد كبيرة، والغالبية منها تسبب جفافا حادا يؤدي إلى الوفاة، خصوصا عند الأطفال بسن أقل من خمس سنوات، مشيرا إلى أن أكثر الفئات التي تتعرض لحالات الإسهالات المائية الحادة هم الأطفال أكبر من سن 5 سنوات، تليهم الإناث ما بين 10 -30 سنة.

 وأشار إلى أنه في المركز الذي يعمل فيه عالج 12 حالة كوليرا خلال شهرين بعد فحص سريع، لافتا  إلى أن منظمة "اليونيسيف" تقدم علاج الكوليرا مجانا.

 وأكد أنه يتم تتبع حالات الكوليرا التي يعالجونها إلى مكان سكنهم، والتأكد من معرفة سبب المرض من حيث مصادر الماء ومياه الشرب التي يتلقونها، ومعالجتها بأقراص الكلور، وتوعية الأسرة بأهمية النظافة والتعقيم، والحرص على شرب مياه نظيفة؛ لتجنب الإصابة مرة آخرى، بالإضافة إلى تزويدهم بصابون ومواد نظافة صحية تقدمها المنظمة.