"العين الإخبارية" تتعقب شبح إيران بهجوم حماس.. هل بدأ الطوفان من صنعاء؟
ترسانة صواريخ زرعت الموت في اليمن وجواره وقد تعبر للطرف الجنوبي للساحل الشرقي للبحر المتوسط لتوسع رقعة الحرب وتهديد السلام بالمنطقة.
صواريخ حوثية تعود للواجهة على هامش الحرب المستعرة بين إسرائيل وغزة، وعقب تهديدات المليشيات بالمشاركة في الحرب ضد تل أبيب، والتي اندلعت بعد هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حماس، السبت الماضي، ضد بلدات إسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1300 وإصابة المئات وأسر العشرات في الجانب الإسرائيلي.
وانتقاما من هجوم حماس، ردت إسرائيل بغارات جوية على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل قرابة 1800 شخص، ونزوح الآلاف من منازلهم.
وللحوثي 3 أنواع من الصواريخ، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بعضها مزود ببواحث كهروبصرية في مقدمتها، وأخرى ذات توجيه عبر أنظمة ملاحة داخلية وأقمار صناعية، بحسب خبراء عسكريين تحدثت معهم "العين الإخبارية".
وباستثناء صواريخ "سكود" و"موسودان" الكورية، و"توشكا" و"روبيج" الروسية التي نهبتها المليشيات من مخازن الجيش اليمني السابق بعد انقلابها عام 2014، فإن طهران -حسب الخبراء- زودت الانقلابيين بأكثر من 35 نوعا وجميعها إيرانية الصنع والتصميم وحتى المسميات.
ويعد الصاروخ "طوفان" (الذي يتوافق مع اسم عملية حماس في غزة/طوفان الأقصى) أخطر أنواع هذه الصواريخ كونه بعيد المدى.
فيما تعد "بركان" وزلزال" و"بدر" و"قدس"و "النجم الثاقب" من أكثر الصواريخ التي شنت بها مليشيات الحوثي هجماتها الغادرة ضد الأبرياء المدنيين.
وتسلط "العين الإخبارية" في هذا التقرير على أنواع صواريخ الحوثي التي استخدمتها في الهجمات داخليا وخارجيا، أو تلك التي استعرضت مجسمات منها وهددت باستخدامها لتبديد السلام باليمن وتهديد أمن المنطقة.
عائلة صواريخ بدر (1-2-3-4)
بحسب وزارة الدفاع اليمنية، فإن صاروخ بدر هو "باليستي" من نوع أرض أرض، وذو مدى متوسط 110 إلى 150 كلم، ومزود بنظام توجيه متقدم، وهو من نوع أنظمة الباحث الذكي (إلكتروبصري) والتي لا تمتلكها إلا الدول المتقدمة، وتقف إيران خلف تزويده للحوثيين.
وتشير المعلومات إلى أنه يعمل بالوقود الصلب ويتم تجميعه وتركيبه بالكامل داخل اليمن بعد تهريبه كقطع مجزأة من إيران، وقد طورت المليشيات منه "بدر -1" (غير موجه)، و "بدر -1 ب" و"بدر- ف"، ومنها إلى نسخ جديدة تسمى "سعير" و"قاصم" و"نكال".
ووفقا للمعلومات فإن رأسه الحربي يحمل 14 ألف شظية وتنتشر في دائرة قطرها 350 مترا، وهو يشبه قليلا فجر 3 وفجر 5، أحد أشهر الصواريخ الإيرانية.
قدس 4 وقدس Z-0
يزعم الحوثيون أنها صواريخ مجنحة، أرض أرض، بعيدة المدى، منها مضادة للقطع البحرية، لكن في الحقيقة هي صواريخ جوالة منخفضة المستوى، وهي من الطراز الذي يستخدمه "الحرس الثوري الإيراني".
وطبقا للمعلومات فإن صاروخ قدس 2 الحوثية هو ذاته صاروخ "ياعلي" الإيراني الذي يبلغ مداه 692 كلم، وقد أظهر الحوثيون نسخا عديدة منه بأسماء مختلفة ويهدد بصورة أكثر الأهداف على البحر الأحمر.
طوفان
طوفان الذي كان ضمن صواريخ أخرى استعرضتها مليشيات الحوثي في عرضها العسكري الأخير في صنعاء، في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، يعد أخطر صاروخ إيراني الصنع في منظومة الحوثي الصاروخية، وهو باليستي، أرض أرض، بعيد المدى، يعمل بالوقود السائل.
وبحسب المعلومات فإن صاروخ طوفان "مزوّد برأس حربي ثلاثي يشبه صواريخ "قادر" الباليستية الإيرانية والتي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر والمشتقة من صاروخ "هواسونغ -7" صناعة كوريا الشمالية".
وبحسب خبراء، فإنه إذا تم إطلاق هذا الصاروخ من كهوف آمنة نسبياً بالقرب من صنعاء فمن الممكن أن يصل مبدئياً إلى جنوب إسرائيل وحتى قلبها.
واسم "طوفان" يعني الفيضان العظيم، وقد جاءت تسميته على غرار سلسلة صواريخ "طوفان" الإيرانية المضادة للدبابات، وهو الاسم الذي أطلقته حركة حماس على هجومها ضد بلدات إسرائيلية، السبت الماضي، والذي سرعان ما تحول إلى حرب تتواصل رحاها لليوم السابع على التوالي.
يقول المحلل السياسي اليمني مجيب المقطري: "من الواضح أن اسم "طوفان" الذي أطلقته مليشيات الحوثي على أحد صواريخها بعيدة المدى واسم هجوم حماس ضد إسرائيل لم تكن مسميات عبثية أو صدفة وإنما توجيهات إيرانية مدروسة بالنظر إلى تحكم طهران بأدق التفاصيل داخل أذرعها باليمن وفلسطين وحتى حزب الله في لبنان".
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، أضاف المقطري "تتحكم طهران بالفعل بمسميات صواريخ مليشيات الحوثي باليمن والتي تتشابه مع مسميات صواريخ إيرانية وتصل إلى تماثلها بالتصميم والمدى والفاعلية".
ولفت إلى أنه "سبق لطهران أن أطلقت اسم "طوفان" على سلسلة من صواريخها محلية الصنع وتبعتها حماس والحوثي وبالطبع بإيعاز إيراني" على حد قوله.
ميون
يزعم الحوثيون أنه صاروخ باليستي بمدى متوسط أرض-بحر، وأنه يعمل بالوقود الصلب، فيما يعود اسمه إلى جزيرة ميون اليمنية الواقعة في قلب مضيق باب المندب.
توشكا
هو صاروخ "أو تي آر-21 توشكا" الباليستي، وهو تكتيكي روسي المنشأ، يرمز له بـ(9K79) ويمكن تفكيكه ونقله إلى المكان المخصَّص للإطلاق.
كما يعد صاروخ أرض-أرض، قصير المدى، ومجهَّز على عربة، وعربة خاصة بالتعمير الميداني، ويصل أقصى مداه لـ120 كلم، ونصف قطر التدمير يبلغ 160 مترا، ويحمل رأسا حربيا بـ500 كيلوغرام.
وحصل الحوثيون على هذا النوع من الصواريخ من مخازن الجيش اليمني السابق بعد السطو على مقدراته.
زلزال
صاروخ باليستي، إيراني الصنع، وهو نسخة مقلدة لصاروخ من طراز "فروغ-7" الروسي ويعمل بالوقود الصلب.
ويزعم الحوثيون أن لهم 3 أنواع من هذه الصواريخ هي زلزال "1” و“2” و"3"، ويبلغ مداه بين 60-125 كلم، ويحمل رأسا حربيا، فيما يبلغ طوله 6 أمتار.
وتطلق صواريخ "زلزال" من منظومة من منصة إفرادية ثلاثية الفوهات، وهو يماثل بالفعل صواريخ "زلزال" المدفعية الإيرانية والتي يملكها أيضا حزب الله اللبناني.
قاصم
رغم تكتم الحوثيين وعدم نشرهم أية تفاصيل حول هذا الصاروخ أرض-أرض، متوسط المدى، إلا أن المعلومات تشير إلى أنه نسخة مماثلة من صاروخ "Qasim-2” الإيراني الذي يعمل بالوقود الصلب.
تنكيل
هو صاروخ باليستي أرض-أرض، وأرض بحر، ويعمل بالوقود الصلب، في حين أن "تنكيل" ("رافاجر") مشتقّ من صاروخ "خليج فارس" الإيراني (300 كيلومتر)، وهو أقصر وربما أعرض من هذا الأخير بهدف تحسين خصائص الطيران وبالتالي الدقة، وفقا لمعلومات وتقارير دولية.
مطيع
صاروخ باليستي أرض جو، يعمل بالوقود الصلب، ولم يكشف الحوثيون المزيد من التفاصيل عنه، وفيما يبدو فقد اختارت له المليشيات اسم "مطيع" نسبة لكنية قائد القوات الجوية والدفاع الجوي أحمد الحمزي، الذي يعد المسؤول الأول عن إطلاق الصواريخ والمسيرات والذي قتل في أغسطس/آب الماضي.
عقيل
صاروخ بالستي، أرض-أرض بعيد المدى، يعمل بالوقود السائل ولم تكشف مليشيات الحوثي بعد عن تفاصيل حوله لكنها استعرضت مجسمات له في عرضها العسكري الأخير بصنعاء.
سعير
هو صاروخ باليستي متوسط المدى أرض-أرض، ويعتمد على صواريخ "بدر" ويتم تطويره وتعديله بواسطة خبراء إيرانيين ومن حزب الله في الداخل اليمني.
كرار
هو نسخة مماثلة لصاروخ "فاتح 110" الإيراني، وتلقاه الحوثيون عبر التهريب.
قاهر-1 وصاروخ قاهر M2
صاروخ بعيد المدى، ويعد"قاهر -1" هو صاروخ أرض-جو محوّل من طراز "أس-75/أس آي-2" الروسي ويصل مداه إلى حوالي 305 كيلومترات، بحمولة صغيرة وبدقة ضعيفة للغاية.
تشير التقارير الدولية إلى أن تحويل صاروخ "قاهر -1" يعد دليلا دامغا وقويا على دور إيران الإرشادي في توجيه القوة الصاروخية للحوثيين، مما يعكس أعمال طهران نفسها لتحويل صواريخ "أس-75/أس آي-2" السوفياتية إلى صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز "تندر-69".
أما صاروخ "قاهر M2" فيصل إلى 400 كيلومتر وبرأس حربي أكبر (350 كيلوغراماً من المتفجرات مقارنةً بـ195 كيلوغراماً في "قاهر-1").
حاطم
وفقا لخبراء عسكرين فإن صاروخ حاطم الحوثي هو نفسه "خيبر" الإيراني الذي كشفت عنه طهران قبل أشهر، وهو أحدث صواريخها الباليستية الموجهة ذات الوقود الصلب والذي يصل مداه إلى 1450 كلم.
بركان
هو أكثر الصواريخ المستخدمة من قبل الحوثيين فعليا، واسمه الأصلي "قيام-1" الإيراني، وهو صاروخ أرض-أرض، وجرى نقله للحوثيين عبر التهريب، ويصل مداه من 600 إلى 800 كيلومتر، ويحمل رأسا حربيا بوزن (635 كيلوغراما).
وصاروخ "بركان 2 إتش" متوسط المدى يتألف من أجزاء من صاروخ "سكود" وأجزاء من صاروخ "قيام" الإيراني، واستخدمه الحوثيون في هجمات ضد دول الجوار على مدى يصل لـ(1046 كيلومترا)، كما استخدمت نسخة أخرى على مسافة 1448 كلم.
وبحسب تقارير دولية فإن النسخة الأخيرة من "بركان 4" الحوثية قادرة على الوصول إلى مدينة إيلات الواقعة عند الطرف الجنوبي من إسرائيل، والتي تبعد 1770 كيلومترا عن بعض منصات إطلاق الحوثية.
فلق أو فالق و(عاصف)
صاروخان حوثيان من الصواريخ الباليستية الإيرانية المضادة للسفن من عائلة "خليج فارس" الموجهة بالطاقة الكهربائية البصرية، و"عاصف" (مدى 300 كيلومتر) و"فلق أو فالق" يبلغ مداه (200 كيلومتر).
ومقدمة هذه الصواريخ تحتوي على أجهزة استشعار تمكّنها من رصد أي هدف بحري متحرك في مرحلته النهائية، كما أنها تعمل بالوقود الصلب وتحمل رأسا حربيا متفجرا تزن 105 كيلوغرامات.
ذو الفقار
هو نفسه صاروخ "قيام -1" والذي تسميه المليشيات بركان 3 أو "ذو الفقار" نسبة لصاروخ "ذو الفقار" الباليستي الإيراني الذي يعمل بالوقود الصلب وأعلن عنه عام 2016.
المندب
مضاد للسفن وهو نسخة إيرانية مطورة من الصاروخ الصيني "سي-801" "C-801" التي كان بحوزة البحرية اليمنية، فيما يعد صاروخ المندب 2 فعليا "نور" الإيراني، وأدخله الحوثيون لليمن عبر التهريب.
النجم الثاقب (1-2)
منظومة صاروخية تكتيكية إيرانية الصنع يصل مداها إلى 75 كيلومترا، ومزودة برأس حربية وزنه 75 كيلوغراما، وتسمح هذه المنظومة للحوثيين بالحفاظ على صواريخ "قاهر" الخاصة بهم لأهداف متوسطة المدى.
يحمل صاروخ النجم الثاقب "1” رأسا متفجرا يبلغ وزنه 50 كيلو غراما من المواد المتفجرة، ويصل مده لـ45 كيلو مترا، ويُطلق من منصات صواريخ إفرادية وثلاثية، متحرِّكة وثابتة.
أما النجم "الثاقب 2 " فيصل مداه إلى 75 كيلومتراً، وهو الآخر مزود برأس متفجر وزنه 75 كيلوغراما.
وتؤكد المعلومات أن هذه الصواريخ إيرانية من طراز "عقاب" كما تشبه الصواريخ التي يملكها حزب الله اللبناني وتدعى (عقاب1 وفجر 3)، كما تملكها حركة حماس وتسميها "أم-75" وقد طورتها في غزة.
سجيل
هو صاروخ بحري يصل مداه إلى 180 كيلومترا ويعمل بالوقود الصلب والسائل، ويحمل رأسا حربيا يزن 100 كيلوغرام.
أما تسميته فترجع إلى اسم الصاروخ الإيراني "سجيل" الذي يعمل بالوقود الصلب ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر، بحسب ما تقوله طهران.
صياد المجنح
هو صاروخ كروز، أرض-بحر، يُزعم أن مداه يصل لـ800 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب والسائل، ويبلغ طوله 6 أمتار و80 سم، ويحمل رأسا حربيا يزن 200 كيلوغرام.
وترجع تسمية صاروخ "صياد" إلى صواريخ "صياد" الإيرانية المطورة والتي أعلن عنها 2017 من قبل الحرس الثوري الإيراني.
الصرخة
يبلغ مداه 17 كيلومترًا، ويحمل رأسًا وزنه 15 كيلوغرامًا، وطوله يبلغ مترَين و40 سنتيمترًا، ويحمل صاعقًا أماميًّا، وآخر خلفيًّا يمكن تفجيره عن بُعد، وفقا لتقارير صحفية.
صمود أو "عقاب"
يبلغ مداه 38 كيلومترًا، وطوله 4 أمتار وقطره 555 ميليمترًا، ووزن الرأس الحربي 300 كيلوغرام، والوزن الكلي للصاروخ يبلغ طنا، وعدد الشظايا 10 آلاف شظية، وهو نسخة من صواريخ "عقاب" التي يملكها حزب الله اللبناني.
كما تضم منظومة الحوثيين الصاروخية صواريخ تحمل أسماء "البحر الأحمر" و"عقيل"، لكن لم يتم الكشف عن أية معلومات عنها سواء تلك التي يروجها الحوثيون بأنها صواريخ أرض-بحر وأرض أرض بعيدة المدى.
صواريخ الدفاع الجوي
يملك الحوثي نوعين من هذه الصواريخ وهي "برق" و"صقر"، ويعمل الأول بمدى 70 كيلو مترا وارتفاع 20 كلم، ويمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار. فيما يعمل "صقر" بمدى 150 كيلومترا وارتفاع 35 ألف قدم.
ويشير الخبراء العسكريون إلى أن صواريخ "صقر" الحوثية المضادة للطائرات والتي تعرف سابقاً لدى الأمم المتحدة بالترميز 358، هي أشبه بطائرة مسيرة انتحارية مضادة للدرونات والمروحيات ودقتها ضعيفة للغاية، إذ من الصعب أن تصيب الطائرات والمقاتلات الحربية.
ومنذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس ضد إسرائيل، السبت الماضي، تقول واشنطن إنها لم تطلع على أي معلومات استخبارية تظهر تورّط إيران في التخطيط أو الإعداد لهجمات حماس.
لكن إيران كانت من أوائل الدول التي أشادت بالهجوم المباغت الذي أسفر عن مقتل 1300 شخص في الجانب الإسرائيلي وأسر العشرات.