"الأضرعي كبش فداء".. "العين الإخبارية" تتقصى فساد الحوثي بشركة النفط
اشتد الصراع بين قادة مليشيات الحوثي للسيطرة على شركة النفط بموازاة الأنشطة التنافسية على تحصيل الجبايات وممارسة الفساد.
صراع دفع مليشيات الحوثي للإطاحة بأبرز أذرعها في شركة النفط، وتمثل بإقالة المدعو "عمار صالح أحمد الأضرعي" الذي يشغل منصب مدير شركة النفط الخاضعة لسيطرتها، وذلك بشكل غير معلن ووسط تكتم شديد.
وقالت مصادر في وزارة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات بصنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي أقالت القيادي الأضرعي وأحالته للتحقيق على خلفية تقرير أصدره "الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة" الذي يديره الحوثيون وتضمن مخالفات وفساد مالي بمبالغ كبيرة.
وكانت المليشيات الحوثية قد عينت المدعو عمار صالح أحمد الأضرعي مديراً تنفيذياً لشركة النفط الواقعة تحت سيطرتها بقرار من رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" مهدي المشاط في نهاية شهر مارس/آذار من العام 2020 فيما عينت "محمد حسن حسن اللكومي" نائبا له في ذات القرار .
ويُعد القيادي الأضرعي إحدى أذرع ناطق المليشيات الحوثية المدعو "محمد عبدالسلام" وكان يحظى إلى جانب ذلك بدعم كبير من قبل القيادي النافذ "محمد علي الحوثي" الذي يعد هو من عينه في إدارة شركة النفط.
فساد يتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي
قالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن القيادي الحوثي البارز المدعو "علي العماد" رئيس ما يسمى جهاز الرقابة والمحاسبة هو من يقف خلف عدد من التقارير التي وصلت إلى زعيم المليشيات حول فساد كبير تمارسه القيادات الحوثية.
ويعد القيادي العماد هو أحد أقطاب جناح صنعاء الذي تعرض لحرب شرسة من قبل جناح صعدة بقيادة القيادي النافذ "محمد علي الحوثي" خلال السنوات الـ5 الماضية .
- استثمار في "الطوفان".. الحوثي يرسم خطا أحمر على ماء "الشعارات الفارغة"
- الحوثي يتاجر بفلسطين.. الحرب في غزة و"الغنائم" بصنعاء
وبحسب المصادر فإن العماد وجناح صنعاء وثقا بعشرات التقارير مع أدلة كافية فساد قيادات الصف الأول في المليشيات الحوثية من جناح صعدة، وتم رفع هذه التقارير لزعيم المليشيات وتحولت بيد علي العماد إلى وسيلة ابتزاز ضد القيادات الحوثية المنحدرة من محافظة صعدة .
ووفقا للمصادر فإن حجم الفساد في شركة النفط الذي تضمنه أحد التقارير الصادرة عن الجهاز الحوثي للمراقبة والمحاسبة يتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي ذهبت إلى أرصدة "محمد علي الحوثي" وشبكة "محمد عبد السلام فليته" التي تتاجر بالمشتقات النفطية .
ويُعد القياديان النافذان محمد علي الحوثي ومحمد عبدالسلام من أكبر القيادات الحوثية التي تتاجر بالنفط ويسيطر القياديان على شبكة من الشركات النفطية منها شركات واجهة تتولى استيراد النفط وبيعه في الأسواق اليمنية.
كبش فداء
برز اسم ودور القيادي الحوثي المدعو عمار الأضرعي في تبني سياسات وتوجهات المليشيات الحوثية المتعلقة بافتعال الأزمات الخاصة بالمشتقات النفطية وإقرار الزيادة الخاصة بأسعار الوقود .
وطبقا للمصادر، فإن عملية إقالة الأضرعي وإحالته للتحقيق بتهم الفساد المالي والإداري تمت وسط سرية كاملة فيما تم تكليف المدعو "محمد حسن حسن اللكومي" نائب مدير الشركة بالقيام بعمل الأضرعي حتى الانتهاء من التحقيقات معه ككبش فداء للتستر على "محمد علي الحوثي" و"محمد عبد السلام".
ومن المتوقع أن يتم تعيين قيادي جديد للشركة في ضوء ما يسمى "التغييرات الجذرية" التي تعتزم المليشيات إجرائها والتي يتوقع أن تتضمن إحلالا لعناصر قيادية منتمية وموالية لها بدلا عن العناصر والقيادات التي انتهى دورها في تنفيذ توجهات وسياسات المليشيات خلال الفترة الماضية وتورطت في ممارسة الجبايات والفساد المالي لصالح قيادات الصف الأول في الجماعة الإرهابية.
وكان على القيادي الحوثي الأضرعي تنفيذ توجيهات المليشيات الحوثية بوضع أسعار مرتفعة للمشتقات النفطية مخالفة لأسعار السوق العالمية رغم أن الحوثيين سبق واتخذوا قرارا بتعويم أسعار المشتقات وفقا للمؤشر العالمي إلا أن قرارهم هذا ظل مجرد شعار للمزايدات.
يأتي هذا فيما لا تزال أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الانقلابيين مرتفعة مقارنة بأسعارها العالمية بشكل كبير حتى بعد السماح بدخول سفن المشتقات النفطية بشكل مستمر منذ بدء سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة .
ولا يزال سعر غالون البنزين والديزل سعة (20) لترا 9 آلاف ريال أي ما يعادل 17 دولارا أمريكيا، منذ يوليو/تموز الماضي، فيما يؤكد المختصون الاقتصاديون أن هذا السعر مرتفع بشكل كبير ويجب أن ينخفض ويصل إلى ما دون مبلغ 5 آلاف ريال أي ما يعادل 9 دولارات ونصف الدولار بالنظر إلى مؤشر الأسعار العالمية للمشتقات النفطية.