استثمار في "الطوفان".. الحوثي يرسم خطا أحمر على ماء "الشعارات الفارغة"
رسم زعيم المليشيات الانقلابية في اليمن عبدالملك الحوثي خطا أحمر على ماء "الشعارات الفارغة" قافزا على، ما قال مراقبون، الدم الفلسطيني في محاولة استثمار الأزمة.
وقال الحوثي إنه سيضع مقدرات مليشياته في الأزمة المتصاعدة في المنطقة لكنه ربط ذلك بتدخل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.
تصريحات الحوثي جاءت رغم تصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا أن واشنطن لا تعتزم نشر أي من قواتها في إسرائيل.
وأبقى الحوثي تعريف التدخل الأمريكي المباشر ضمن رمادية الشعارات الرنانة، إذ دفعت واشنطن بحاملة الطائرات الأكثر حداثة في أسطولها البحري إلى شرق المتوسط، قائلة إن وجودها يأتي في مسعى لردع أي تدخل خارجي في الحرب الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ووصلت حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط في وقت سابق الثلاثاء، كما وصلت طائرة تحمل أسلحة أمريكية في دفعة أولى من مساعدات تعهدت واشنطن بتوفيرها لإسرائيل.
ولوح الحوثي باستخدام صواريخ مليشياته ومسيراتها إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر، كما أطلق حملة تعبئة واسعة بما ذلك جبايات أموال بالقوة من التجار بزعم دعم "المقاومة الفلسطينية" قبل أن يطل زعيم المتمردين متوعدا بتوسيع رقعة الحرب على مستوى المنطقة.
وأضاف في خطاب تلفزيوني معلقا على الأحداث في غزة: "هناك خطوط حمراء في الوضع المتعلق بغزة (..) حاضرون للتدخل بكل ما نستطيع".
وفي إطار الاستثمار الدائم بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بها، تمنى زعيم المتمردين الحوثيين "لو كان لليمن جوار مع فلسطين لبادرت مليشياته بإرسال مئات الآلاف من المقاتلين..".
وقال رئيس مجلس شباب سبأ في اليمن خالد بقلان إن تعليق "عبدالملك الحوثي على أحداث غزة يأتي ضمن الدور المرسوم له في إيصال رسالة عن تفجير حرب إقليمية".
وأوضح السياسي بقلان في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "مهمة زعيم مليشيات الحوثي بالنظر إلى ترسانة السلاح التي يملكها سواء عبر التهريب أو نهب مقدرات الجيش اليمني، تقتصر على إعلان تصعيد عسكري في اليمن واستهداف مصالح واشنطن بالمنطقة".
وأعرب عن اعتقاده أن خطاب زعيم المليشيات يندرج ضمن الاستهلاك الإعلامي وأن التهديدات لن تترجم إلى أفعال، مشيرا إلى أنها لا تتجاوز حدود "الشعارات الفارغة" من دون أن تترجم إلى أفعال.
في المقابل رأى الخبير العسكري في اليمن المقدم أحمد العاقل أن الحوثيين ليس لهم صلاحية اتخاذ قرار وإنما هم مجرد أدوات يتلقون الأوامر للعب الأدوار وتبادلها في لعبة إقليمية أكبر.
وأعرب العاقل عن تقديره بأن تهديدات زعيم الحوثيين كانت مرسومة وأنها ليست لمجرد الاستهلاك المحلي أو الحرب النفسية.
وقال إن الحوثي قد يذهب بالفعل للهجوم على مصالح واشنطن في المنطقة لكن رغم ذلك بطبيعة التصعيد في المنطقة.
وأضاف أن "الحوثيين فقدوا شعبيتهم في الداخل اليمني وأن أي تدخل من قبلهم في الحرب الدائرة في غزة ربما يمنحهم فرصة ذهبية لاستثمار ذلك داخليا".