من هو هيثم قاسم طاهر؟
شخصية عسكرية مخضرمة تحمل راية توحيد اليمن، تعود اليوم محملة بعهد الانتصار للمشروع العربي في بلد أثقله انقلاب الحوثي منذ سنوات.
هيثم قاسم طاهر، اللواء الركن الذي قاد أشرس الحروب كواحد من أقدم الضباط في اليمن وغادروا بصمت، يعود إلى الواجهة في سياق تثبيت سلطات مجلس القيادة الرئاسي الجديد، والمساعي الرامية لتوحيد قوات الجيش والأمن.
والإثنين، أعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار، بقيادة هيثم قاسم طاهر، في اختراق جديد يمنح الشارع اليمني آمال تحقيق منعطف في المناطق المحررة، من حيث توحيد الجيش وإعادة بناء الأجهزة الأمنية.
وتوافق رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي على تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية مكونة من 59 عضوا برئاسة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر، فيما تم تعيين رئيس الأركان السابق اللواء الركن طاهر العقيلي نائبا له.
ويرى مراقبون أن الاختراق الجديد يشكل منعطفا من شأنه أن يعزز من قدرة الشرعية على مواجهة الانقلاب الحوثي وتوحيد صف القوى الوطنية المتطلعة لاستعادة الدولة من المليشيات.
هيثم قاسم طاهر.. رجل الانتصارات
مهام تتواتر في حياة هيثم قاسم طاهر يتقاطع عندها أمسه ويومه، فحين تقلد منصب أول وزير دفاع في حكومة بعد الوحدة بين اليمن الجنوبي والشمالي (1990)، وجد نفسه في مهمة صعبة تقتضي الدمج بين جيشين وتوحيد القوات المسلحة اليمنية.
وبعد عقود، تتكرر ذات المهمة بتقلده منصب رئيس للجنة العسكرية والأمنية العليا في اليمن المعنية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بموجب المادة رقم (5) لإعلان نقل السلطة في أبريل/ نيسان الماضي.
مهام تختزل ثقل شخصية تجر وراءها تاريخا مشرفا منحه لقب رجل الانتصارات بامتياز، وهو الذي لم يخذل رفاق دربه ووجد الشجاعة الكاملة لمغادرة منصبه وزيرا للدفاع عند انفجار الحرب بين حلفاء الوحدة في عام 1994.
تاريخ لم يتوجه كأشهر وزير دفاع في تاريخ اليمن فحسب، بل يعتبر أيضا أبرز القيادات العسكرية في البلد على مدى أكثر من 4 عقود تمتد إلى دوره كمحارب شرس في الجيش الجنوبي، قبل الوحدة التي تقلد فيها مناصب عدة.
واليوم، سيتولى هيثم قاسم انطلاقا من رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة، تحقيق الأمن والاستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها منع حدوث أي مواجهات مسلحة في كافة أنحاء الجمهورية.
كما سيعمل على تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، ووضع عقيدة وطنية للجيش والأمن، وفقا لإعلان المجلس الرئاسي.
مسيرة هيثم قاسم
ينحدر هيثم قاسم هو من منطقة "ردفان" التي مدت الجيش الجنوبي واليمني لاحقا بالكثير من الضباط الشجعان، ومنها غالبية مناضلي الثورة المسلحة التي انطلقت من جبال تلك المنطقة ضد الاحتلال البريطاني 1963.
تدرج في المناصب العسكرية، ولمع، منذ الثمانينيات، كضابط وقائد ذي كفاءة، مكنته من التربع على قيادة سلاح الدبابات والوصول إلى رئاسة هيئة الأركان، ومن ثم نائب وزير الدفاع في دولة الجنوب قبل الوحدة في ظل وجود أسماء كبيرة تتصدر المشهد حينها.
ولاحقا، وتحديدا عقب إعلان دولة الوحدة في عام 1990، توافق الحلفاء على اختيار هيثم قاسم طاهر وزيرا للدفاع في أول حكومة موحدة بموافقة الشمال والجنوب ليكون بذلك وحتى اليوم أشهر وزير دفاع في تاريخ اليمن.
وبعد حرب صيف 1994، غادر هيثم قاسم طاهر اليمن وعاد إليه بعد 21 عاما ظل خلالها غائبا عن مشهد بلاده حتى تفجير الحوثي للحرب.
رحلة ما بعد العودة
إلى اليمن عاد هيثم قاسم ليكون ضمن جهود اجتثاث الانقلاب الحوثي، وعمل كأبرز الضباط القدماء ضمن التحالف العربي لدعم شرعية اليمن، ليشارك منذ عام 2015 في قيادة عمليات تحرير المحافظات الجنوبية.
ظهر لأول مرة في مايو/أيار 2016 أي بعيد تحرير مدينة المكلا من تنظيم القاعدة الإرهابي كواحد من أرفع المستشارين الذين رسموا خطة المعركة وأشرفوا على تنفيذها على الأرض.
ولاحقا، وتحديدا في عام 2017، طار هيثم قاسم إلى باب المندب لقيادة عملية "الرمح الذهبي" وكان المهندس الخفي والخلفي لمعركة تحرير الساحل الغربي، محققا انتصارات كبيرة بدعم بري وجوي من قوات التحالف العربي.
وفي يوليو/ تموز 2019، تم الإعلان عن تشكيل القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، وانتخب اللواء هيثم قائدا عاما لها كأقوى مكون عسكري على مستوى اليمن في الوقت الحالي.
ويندرج ضمن القوات المشتركة ألوية المشاة وألوية العمالقة وقوات حراس الجمهورية وألوية المقاومة التهامية، وهي قوات لها تاريخ حافل في تمريغ أنوف الحوثيين.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز