أحمد حامد.. «لغم حوثي» على خطوط الملاحة
شخصية نافذة لدى الحوثيين لدرجة أن البعض يعتبره أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي، والرجل الذي يتحكم بالقرارات المصيرية للمليشيات.
أحمد حامد، اسم يطفو مجددا للواجهة عقب وروده في تحقيق لمنظمة غير حكومية سويسرية كشف أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون يشرف عليها مركز تابع لهم بغطاء إنساني.
وأفاد تحقيق لمنظمة "إنباكت" (InPact) تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، بأن العمليات التي استهدفت حركة الملاحة قبالة سواحل اليمن، أشرف عليها "مركز تنسيق العمليات الإنسانية".
وأنشئ المركز في فبراير/شباط الماضي بمرسوم أصدره رئيس ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، أعلى "مسؤول سياسي" بالمليشيات.
وأكدت المنظمة السويسرية أن المركز يديره "أحمد حامد، وهو من الشخصيات النافذة لدى الحوثيين، وقريب من المشاط.
فمن هو أحمد حامد؟
«سيرة سوداء»
في تقرير صادر بشأن اليمن عام 2021، اعتبر فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أن حامد "ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي".
وأصبح أحمد محمد يحيى حامد ذراع زعيم المليشيا الطولى، وأداة لشرعنة التمدد الإيراني في اليمن، إلى جانب السيطرة على مفاصل الدولة.
ويجمع حامد بين يديه كافة مفاتيح صناديق الأموال في المؤسسات الاقتصادية والمالية التي تستغلها المليشيات كواجهة لتمويل حربها.
وينتمي إلى "مران"، المعقل الرئيسي لقيادات المليشيات في صعدة، ويكنى بـ"أبو محفوظ".
عين مطلع 2018 مديرا لما يسمى مكتب الرئاسة في مجلس الحكم الحوثي بصنعاء، بعد أن كان وزيرا للإعلام، ليتحرك كصاحب سلطة مطلقة لحوثنة كل مؤسسات وإدارات الدولة، وحصر قياداتها على المتطرفين القادمين من صعدة.
سلطة موازية
أسس حامد سلطة موازية لحكومة الانقلاب، ليصبح مصدرا للقرار خارج صلاحيات ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" والذي يترأسه القيادي مهدي المشاط، وذلك عبر استحداث مؤسسات وإدارات ألحقها مباشرة بمكتبه في ما يسمى رئاسة البلاد.
ودأب حامد على تهميش كل قيادات الصف الأول للحوثيين، مستندا إلى صلاحيات مفتوحة ومباشرة من زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي كذراعه الطولى بصنعاء.
وتضخمت صلاحياته عقب إقالته، في 2021، وزير "المياه والبيئة" في حكومة الانقلاب، وذلك إثر رفضه تعليمات بتعيين قيادات تنتمي لجناح صعدة المتطرف في إدارات وفروع وزارته والتي تحصد نصيب الأسد من تمويلات المنظمات الأممية المانحة للمياه والبيئة والاستجابة الطارئة.
وحينها، علمت "العين الإخبارية" من مصادر بصنعاء أن حامد بدأ تشكيل وحدة معلومات أمنية تعد بمثابة خلية تجسس ومخابرات.
ومهمة تلك الوحدة كان توفير بيانات ومعلومات حول كل القيادات التي تتبع حزب المؤتمر وبعض القيادات الحوثية المنتمية لجناح صنعاء، والتي عمل كثير منها في مؤسسات الدولة سابقا قبل الانقلاب الحوثي وإسقاط صنعاء.