رسائل حسم وسلام.. جاهزية يمنية لمناورات الحوثي
على مؤشر حراك السلام ضبط المجلس الرئاسي اليمني بوصلته، لكن قواته العسكرية على الأرض تستمر بترتيب صفوفها ورفع جاهزيتها القتالية.
فبعد يوم على خطاب زعيم مليشيات الحوثي وإطلاقه تهديدات بتصعيد الأعمال العدائية، جاءه الرد سريعا من الأرض ومن أقوى القوات الضاربة التي مرغت أنوف الانقلاب بالهزائم، وذلك بعرض عسكري مهيب لقوات العمالقة الجنوبية شارك فيه آلاف المقاتلين.
كما حملت الترتيبات الأخيرة لقوات العمالقة والمقاومة الوطنية والقوات الجنوبية والجيش اليمني رسائل واضحة للحوثيين بالجاهزية الكاملة للحسم العسكري حال أفشلت المليشيات المدعومة إيرانيا مجددا مفاوضات السلام.
تدريبات مكثفة
منذ مطلع فبراير/شباط الجاري، أعلنت قوات العمالقة والمقاومة الوطنية والجنوبية والجيش اليمني تخرج عدد من الدفعات العسكرية، وذلك ضمن ترتيبات واسعة النطاق تستهدف رفع المهارات القتالية والعسكرية للجنود الذين انخرطوا في الحرب طيلة الأعوام الماضية.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال مصدر عسكري يمني رفيع إن القوات اليمنية المنضوية تحت اللجنة العسكرية والأمنية العليا التابعة للمجلس الرئاسي تسابق الزمن لاستغلال فترة خفض التصعيد في تأهيل منتسبيها من أجل رفع مستوى الجاهزية القتالية والمعنوية، بما يؤدي إلى تنفيذ المهام العملياتية في محاور القتال بكفاءة عالية وبأقل التكاليف.
وأوضح المصدر -مفضلا عدم نشر هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام- أن هناك تدريبات مكثفة في الساحل الغربي لليمن ومأرب والعاصمة المؤقتة عدن، وفي القواعد العسكرية الرئيسية، تستمر لأشهر لإعداد قوة خاضعة لغرفة عمليات واحدة تكون جاهزة لكل الخيارات بما فيها الحسم العسكري.
وتركزت التدريبات في الخطوة التنظيمية، والهجوم والزحف والتدريب الناري ومهارات الميدان، بالإضافة لتدريبات متخصصة في الهندسة العسكرية، وتدريبات نظامية وقتالية، وأخرى في الإسعافات الأولية، وتأهيلية للضباط.
وأكد رئيس الأركان اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، أن التدريب والتأهيل هو أساس النجاح في المعركة الوطنية المقدّسة ضد مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، مشيرا إلى أن القيادة اليمنية تراهن على القوات العسكرية في استعادة الدولة وردع أي تحركات حوثية إرهابية.
وقال بن عزيز: "نحن في القوات المسلحة دعاة سلام، لكننا نعي أن مليشيات الحوثي الإرهابية، لن تخضع للسلام بدون حسم المعركة".
وأضاف، في كلمة له خلال تخرج أحد الدفعات العسكرية بمأرب، أن مشروع جماعة الحوثي الإرهابية مشروع قتل ودمار، وإن لم يتم ردعها سيتجاوز شرّها حدود اليمن.
رسائل ثقة وقوة
يرى خبراء يمنيون، في أحاديث متفرقة لـ"العين الإخبارية"، أن المرحلة الحالية تشكل فرصة سانحة لبناء جيش وقوة يمنية قادرة على استعادة شمال اليمن من قبضة مليشيات الحوثي، فضلا عن كونها تحمل رسائل ثقة وقوة للحاضنة الشعبية.
ويقول الخبير في الشؤون العسكرية اليمنية، المقدم وضاح العوبلي، إن "الجميع يدرك أن الظروف التي تشكلت فيها جميع القوى كانت صعبة وفي مرحلة حرب مشتعلة، وهو ما جعل بعض القوى تستغل فترة الهدنة لتكثيف برنامج التدريب، سواءً لتدريب المستجدين المنضمين حديثاً إلى قوامها، أو من خلال فتح دورات حتمية وتنشيطية".
وبحسب الخبير العسكري، فإن التدريبات المكثفة للقوات العسكرية تستهدف صقل مهارات المجندين المستجدين والسابقين في هذه القوى وتعزيز الانضباط في صفوفهم، وهو ما ينعكس إيجابياً بتكامل مقوماتهم العسكرية.
ووصف العوبلي هذه التدريبات بـ"الإيجابية والجيدة"، كونها تمثل صقلا لبرنامج القوات ومنعاً لترهلها في مرحلة تفرغها بفعل الهدنة وخفض التصعيد في الجبهات، فضلا عن تعزيزها من جاهزية القوات وإشباع منتسبيها بتقاليد الجيوش العسكرية النظامية.
وتابع: "هذا كله يمثل رسالة قوة وجهوزية واستعدادا موجهة للحوثيين ومن يقف خلفهم، ولا بد أنهم يقرؤون هذه الرسائل من جانبهم باهتمام كبير، كما هي على الجانب الآخر رسالة ثقة وقوة واطمئنان للقوى الوطنية وحواضنها الشعبية".