نهاية الحوثي.. زعيم قبلي يمني يستشرف لـ"العين الإخبارية" آخر النفق
"نهاية وشيكة" بات الحوثي على أبوابها تضع المليشيات أمام فاتورة فظائعها وانتهاكاتها وترسم آمال انفراجة في بلد أثقلته سنوات من الانقلاب.
هكذا استشرف زعيم قبائل الرضمة، قائد المقاومة في محافظة إب، الشيخ عبدالواحد الدعام، مستقبل الأوضاع في اليمن، متطرقا إلى أبرز التحديات وآمال الخلاص، استنادا إلى تطورات المشهد.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، أكد الزعيم القبلي وهو ضابط سابق في الجيش اليمني، أن الحوثيين فشلوا، رغم آلة بطشهم وتنكيلهم بالقبائل، في تطويع الناس الذين باتوا يتحينون فرصة الانقضاض على المليشيات.
وأكد أهمية تنسيق جهود القبيلة اليمنية التي ستسرع انهيار الانقلاب و"نهايته التي باتت وشيكة".
ورسم الدعام آمال عريضة بتسلم مجلس القيادة الرئاسي السلطة، معتبرا في ذلك انتقالا نوعيا بمستوى المعركة مع الانقلاب الحوثي.
كما أرجع ارتفاع وتيرة نشاط الحوثي لا سيما في إب منذ عودة مجلس القيادة الرئاسي بما فيه تسليم الملف الأمني لأحد الأذرع الوحشية المقربة من زعيم المليشيات أبو علي الكحلاني، إلى أهمية المحافظة الاستراتيجية كبوابة أخرى نحو العاصمة صنعاء.
والدعام الذي يعد عضو في مجلس الشورى يعتبر أحد أبرز الضباط اليمنيين الذين شاركوا في ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 وفك حصار السبعين بصنعاء في 1968.
وله أدوار نضالية في مواجهة المشروع الإيراني وأدواته الحوثية وصاحب خبرة سياسية وقبلية وعسكرية تمتد لنحو 7 عقود.
وإلى نص المقابلة:
**لنبدأ بمحطات مسيرتكم العسكرية والقبلية الشاهدة على تقلبات اليمن طيلة 7 عقود؟
عاشت اليمن فترة قاسية في حكم الإمامة، كان عهدا مظلما حصدت فيه الأمراض والجوع والفقر أرواحا الكثير من أبناء الشعب اليمني، حتى جاء فجر ثورة 26 سبتمبر/ أيلول المجيد من عام 1962، عندما انتفضنا كيمنيين محاربين دفاعا عن صنعاء وكسر قيود الإمامة البغيضة والانتصار لإرادة الشعب وإرساء قواعد وأسس النظام الجمهوري.
ورغم مرور أكثر من 5 عقود، تولى خلالها رؤساء عظماء حكم اليمن، إلا أن فلول الإمامة ظلت تخطط من أجل استعادة الحكم وتغلغلت بالفعل في كل مفاصل وأركان الدولة والحياة السياسية بما في ذلك الأحزاب التي أذكت من خلالها نار الفتنة لتعود بثوبها السلالي الجديد (الحوثي) لتدمير البلد وهدم ما بناه اليمنيون من نظام جمهوري.
•• باعتباركم أول زعماء القبائل الرافضين لتمدد المشروع الإيراني باليمن. ما هي مخططات الحوثي لضرب القبائل خصوصا في إب؟
المخطط الحوثي يستهدف ابتلاع اليمن وقبائله، وقد بدأت مخططاتهم في محافظة إب ذات الكثافة السكانية المنحدرة من "آل قحطان"، بإثارة القلاقل والمشاكل عبر أسرهم الأقلية السلالية التي كانت تستوطن المحافظة.
وقد اتخذوا تلك المشاكل ذريعة لتفجير الحرب واستمررنا نخوض المعارك ضد مليشيات الحوثي لمدة عامين قبل أن تجتاح صنعاء ومعسكرات الدولة وتستخدم أسلحة الجيش في ضربنا، لخدمة مشروعها المدمر.
ومارس الحوثيون كل الجرائم من البطش والقتل وتفجير المنازل وتخريب البيوت وزرع الفتن البينية والدسائس، وقدمنا قوافل من الشهداء قبل أن نغادر المحافظة كرها تحت قوة السلاح وآلة البطش والتنكيل.
والآن صحيح أن غالبية المواطنين في محافظة إب خاضعون تحت قوة السلاح للحوثيين إلا أنهم ينبذون حكم هذه المليشيات ومشروعها الدخيل على اليمن وهم يتحينون فرصة الانقضاض على هذه الانقلاب الدموي.
•• ما وراء النشاط المكثف للحوثيين في إب وهل يسعون لعزل مناطق اليمن الوسطى؟
يدرك الحوثيون جيدا الأهمية الكبيرة لمحافظة إب كمحور ارتكاز في مناطق اليمن الوسطى التي قدم منها "علي عبد المغني" كمحور لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1292، وهم يدركون مدى رفض أبناء إب لمشروعهم الطائفي وما تشكله إمكانية استعادة المحافظة من قلب موازين المعركة شمالا بما يسمح بتحرير تعز والحديدة وفتح أهم أبواب صنعاء.
كذلك مذهبيا، كان سكان إب ينقسمون إلى شافعي وزيدي، لكن الزيدية انتهت في هذه المحافظة بعد أن ابتعد الناس عن التشيع، فيما يسعى الحوثيون لتجديده ولهذا يقاتل أبناؤها اليوم في كل الجبهات وهم بحاجة للدعم والإرادة الصادقة للتحرير.. ونحن قدمنا التضحيات الكبيرة وجاهزون لتقديم أكثر من أجل تحريرها وتخليصها من الإرهاب الحوثي.
•• هل يمكن أن نشهد انتفاضات في مناطق الانقلاب تسرع بانهيار الحوثي؟
نحن على تواصل بكل الناس (بما فيها القبائل) في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي وهم على استعداد كامل للانتفاضة ضد الانقلاب المدعوم إيرانيا واليمنيون مخلصون لثورتي 26 سبتمبر/أيلول و14 أكتوبر/تشرين الأول.
وهناك مواطنون يتوددون للحوثيين مكرهين لكن عندما تحين المعركة ويتصدر قادة حكماء ومخلصون للثورة، سيجدون كل الدعم والالتفاف الشعبي وإن شاء الله، فإن حكم الانقلاب على وشك النهاية.
ففي محافظة إب لا يحتاج المواطنون لأكثر من الإمكانيات وتنسيق جهود القبيلة اليمنية والحشد والتجميع للانتفاضة ضد الخونة، والمتعاونون مع المليشيات الحوثية قلة، ولن يستطيعوا وقف أي انتفاضة داخلية حال انفجارها لتتنفس ما تبقى من محافظات تحت سيطرة الانقلاب فجر التحرير.
•• ماذا عن السلام مع الحوثي؟ وكيف تقيمون الهدنة؟
الحوثيون مليشيات لا تؤمن بالسلام، وهم يستغلون الهدنة لإنقاذ تهاوي صفوفهم التي يعيدون بناءها خصوصا بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، ولهذا يجب رفع وتيرة العمل في الإعداد العسكري وترتيب الجيش والأمن من أجل الحسم وخوض الملاحم المقبلة المصيرية حال أدمن الانقلاب مواقفه الرافضة للسلام والهدنة.
•• هل بات مجلس القيادة الرئاسي قادرا على إنهاء انقلاب الحوثي؟
هذا الأمر مرتبط بتفعيل وتحرير الجبهات، وسيتحرك الشارع والقبائل و90 % من الشعب اليمني لا يريد مليشيات الحوثي، وكل اليمنيين اليوم يعلقون الآمال على مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي والذي له باع كبير في العمل العسكري والأمني والسياسي.
كما أن أعضاء المجلس الرئاسي محاربون وقادة عسكريون لهم ثقلهم العسكري والسياسي الكبير، وهذا يمثل رعبا كبيرا للحوثيين لأن المجلس شكّل نقلة نوعية بمستوى المعركة وجسد اللحمة بين كل المكونات اليمنية وباتوا على قلب رجل واحد ويجب على الجميع الالتفاف حول مجلس القيادة الرئاسي العظيم.
•• كلمة الختام
نشكر التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على كل ما يقدمه ويبذله من أجل استعادة الشرعية في اليمن، كما نحيي كل قائد يمني مخلص يقود اليمنيين إلى النصر وإلى ما فيه الخير والصلاح، والتحية إلى ثورتي 26 سبتمبر/أيلول و14 أكتوبر/تشرين الأول إلى أبد الآبدين.