إبراهيم البنا.. "العين الإخبارية" تتعقب إرهابي القاعدة والحوثي
يعتبر رجل الظل في "القاعدة"، وبرز بالعقود الأخيرة كأخطر قيادات التنظيم الإرهابي في اليمن، كما أنه ارتبط مبكرا بمليشيات الحوثي الانقلابية.
إنه الإرهابي "إبراهيم البنا" المكنى "أبوأيمن المصري"، البالغ من العمر نحو 67 عاما، أحد أوائل أجيال القاعدة ومن كبار مؤسسي التنظيم في جزيرة العرب باليمن، والمصنف من أخطر فروع التنظيم عالميا.
والخميس، أعلنت واشنطن عن مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار، مقابل الحصول على معلومات عن القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي باليمن إبراهيم البنا.
وأكد بيان صادر عن برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن "البنا آخر مؤسسي فرع القاعدة في اليمن لا يزال حيا، وهو متورط في الإرهاب منذ عقود".
البنا والحوثي
رغم اختلاف القاعدة والحوثيين أيديولوجيا، إلا أن التنظيمين يلتقيان في نهاية المطاف عند نفس "الأهداف"، ويشتركان بذات "الأدوات" في كسر ما يزعم أبوأيمن المصري أنه "شوكة الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية"، وهو ذات الشعار الذي ترفعه مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية يمنية أن البنا أبرم -إلى جانب القيادي البارز في تنظيم القاعدة محمد عمير العولقي، المكنى "أبومصعب" (قتل بغارة جوية أمريكية في 2010)- آلافا من صفقات الأسلحة مع مليشيات الحوثي.
وأكدت المصادر أن البنا يرأس جهاز الاستخبارات للتنظيم الإرهابي، ووطد علاقة مبكرة بمليشيات الحوثي قبل عام 1996، حيث تولت القاعدة تهريب مختلف أنواع الأسلحة للحوثيين، فيما التزمت المليشيات بتوفير ملاذات آمنة لعناصر القاعدة.
وأوضحت المصادر أن البنا أقر في اعترافاته عندما تم القبض عليه من قبل أجهزة الأمن اليمني، في 2010، بأنه عمل بشكل مكثف في تهريب الأسلحة للحوثيين، لا سيما خلال الحروب الست للمتمردين (2004-2009).
فيما تولت مليشيات الحوثي تأمين السكن وتهريب عناصر القاعدة إلى دول الجوار، انطلاقا من معقلهم في صعدة.
ورجحت المصادر إقامة البنا في شمال اليمن وتحديدا في مثلث (صعدة، عمران، صنعاء)، بعد أن وفر الحوثيون فيها ملاذات آمنة للقاعدة، كما أنه منذ دخوله اليمن عام 1993 بجواز سفر مزور قام بشراء إحدى المزارع في عمران، وكانت ملتقى عناصر القاعدة، وتولى فيها البنا تزييف الأوراق والمستندات وجوازات السفر لعناصر القاعدة.
ويتواجد البنا على رأس جهاز استخبارات القاعدة، الأمر الذي أتاح له إدارة تحالفه مع إيران، وتوجيه نشاط التنظيم، وفقا لتوجهات طهران وذراعها المحلية في اليمن.
والبنا هو مهندس حملات القاعدة والحوثيين على خلايا تنظيم داعش في محافظة البيضاء، حيث تعتبر طهران والحوثي ومعهما القاعدة مجاميع داعش خطرا على تحالف الإرهاب الحوثي مع القاعدة، كون داعش شرعت في منازعة التنظيم الأخير على معاقل عتيقة في البيضاء.
ولم يقتصر نشاط الإرهابي البنا على التنسيق مع الحوثيين منذ وقت مبكر وتحركه كذراع للمخابرات الإيرانية داخل القاعدة، بل تجاوز ذلك إلى تخلصه من قيادات بارزة داخل بنية التنظيم، وقفت ضد التفاهمات مع الحوثي.
ونفذ البنا تصفيات لهذه القيادات التي جاهرت برفض التعاون مع الحوثيين، في عملية وصفها بتطهير التنظيم من "جواسيس الأمريكان"، وتم فيها إعدام قيادات عديدة داخل القاعدة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، بينهم المسؤول الأمني الميداني أبوفياض الحضرمي، ومسؤول مالية التنظيم المكنى بسعيد شقرة باوزير.
"عقل" القاعدة
هو "إبراهيم محمد صالح البنا"، مصري الجنسية دخل إلى اليمن عام 1993 بجواز مزيف كمدرس وذلك مع بداية تشكل القاعدة باليمن، انطلاقا من محافظة أبين، ومع ولادة الحوثيين انطلاقا من محافظة صعدة اختار الاستقرار في محافظة عمران بعد عام من وصوله.
وشغل البنا العديد من المناصب القيادية في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، منها مسؤول الدعوة والتثقيف وتحرير الوثائق والأوراق ورئاسة وحدة الاستخبارات في التنظيم، وقيادة تنظيم القاعدة في اليمن لعامين من 1996 وحتى 1998.
والبنا يعد العقل المدبر للقاعدة من حيث مدها بجسور التواصل مع مليشيات الحوثي خلال فترة قيادة قاعدة اليمن، فضلا عن كونه مدبر التغلغل بصفوف القبائل، واحتواء القتلة والمأجورين الفارين من الأمن اليمني في صفوف التنظيم الإرهابي.
وبحسب مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية"، فإن الرجل أسس شبكة من العلاقات المعقدة مع مليشيات الحوثي ما زالت قائمة حتى اليوم، حيث تشتري القاعدة الأسلحة وتبيعها للمليشيات مقابل الاستعانة بالحوثيين في توفير المأوى لعناصرها المستجدين في معسكرات ومساكن خاصة.
وكان البنا قد شغل منصب مسؤول التدريب وإعداد المقاتلين الجدد، وتوزيعهم على خلايا تنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان وباكستان وغيرها من دول المنطقة، وذلك إلى جوار القيادي عبدالمنعم البدوي المعروف بـ"أبوحمزة المهاجر" والذي قتل عام 2010 في العراق.
وعقب عمله في التدريب، تولى البنا مهمة تشييد وحدة المخابرات كجناح للتجسس والتخفي، وذلك بموجب توجيهات أيمن الظواهري الذي قتل العام الماضي في باكستان.
وفي 5 يونيو/حزيران 2017، صنَّفت واشنطن البنا إرهابيا عالميا وجمدت ممتلكاته، كما يضع كل من يوفر الدعم المادي له نفسه في طائلة العقوبات المفروضة.