الجراد يفتك بمحاصيل اليمن.. والحوريات الصغيرة "الخطر الأكبر"
أسراب الجراد الصحراوي بدأت في الفتك بالمحاصيل الزراعية في ريف صنعاء وصولا إلى مأرب والجوف، شمالي اليمن، وسط عجز السلطات المحلية
فاقمت حشرة الجراد الوضع الإنساني المتدهور أصلا في اليمن جراء الانقلاب الحوثي، وطيلة الأيام الماضية نفذت أسراب صحراوية واحدة من أسواء الهجمات منذ عقود على المدن والسهول الزراعية، وفقا للبنك الدولي.
وبدأت أسراب الجراد الصحراوي تفتك بالمحاصيل الزراعية في ريف صنعاء وصولا إلى مأرب والجوف، شمالي اليمن، وسط عجز السلطات المحلية عن مكافحته بوسائل الرش التقليدية.
وقال سكان ومزارعون في مأرب لـ"العين الإخبارية" إن أسراب الجراد بدأت تقضي على المحاصيل الزراعية في مديريات "الوادي، حريب، مدغل، وصرواح"، وسط تكاثر غير مسبوق للجائحة.
وناشد وكيل محافظة مأرب، عبدربه مفتاح، الخميس، في بيان صحفي، منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) للتدخل العاجل لمواجهة الجراد المنتشر في المحافظة، باعتبارها إحدى أبرز سلة غذائية لليمن، وذكر أن مكافحة الجائحة بحاجة لإمكانيات دولية وليس محلية فحسب.
وروى سكان في محافظتي حضرموت وشبوة، شرقي اليمن، لـ"العين الإخبارية"، أن أسرابا من الجراد الطائر بدأت خلال الساعات الماضية بغزو السهول الزراعية وذلك بعد أيام من هطول أمطار جراء المنخفض الجوي الذي ضرب المناطق الشرقية والساحلية من البلاد.
ويشكل الأمن الغذائي أحد أكبر المعضلات منذ بدء الانقلاب الحوثي قبل 5 سنوات، ووفقا لتقارير أممية، يعاني نحو 20 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، فيما تهدد المجاعة نحو 10 ملايين نسمة.
خروج الوضع عن السيطرة
توقع خبراء يمنيون استمرار جائحة الجراد الصحراوي في عدد من المدن اليمنية خلال الأيام المتبقية من شهر يوليو/تموز، وذلك كونها قادمة من مراكز التكاثر الصيفي.
وقال محمد الذبحاني، وهو مهندس زراعي يمني، إن أسراب الجراد وجدت من موسم الأمطار والرطوبة بيئة مناسبة لتكاثرها غير المسبوق، بالإضافة إلى الغطاء النباتي المتوفر خلال فترة الصيف.
وأضاف الذبحاني لـ"العين الإخبارية": "حسب مراكز مكافحة الجراد باليمن، فالخطر يكمن في المواقع التي تضع فيها أسراب الجراد الصحراوي البيض، وإذا تم الوصول إليها قبل مرحلة التفقيس، فستكون المحاصيل الزراعية بأمان نسبي.
ووفقا للذبحاني، فإن فقس البيض وخروج ما يعرف بـ"حوريات الجراد الصغيرة"، سيكون الوضع كارثياً، حيث يقوم الجراد الصغير "الدبا"، بالتهام النباتات بشراهة، وتدمير جميع المحاصيل الزراعية.
تدخل دولي
وأعلن البنك الدولي، الأيام الماضية، أنه سيقدم تمويلا بقيمة 25 مليون دولار لمساعدة اليمن على مكافحة انتشار الجراد وتعزيز أنظمة التأهب، وحماية أرزاق المجتمعات المستهدفة وانعاشها من جديد.
ومن المقرر أن تقوم منظمة "فاو" بتنفيذ المشروع الخاص بالبنك الدولي خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بهدف دعم قدرات المجتمعات المحلية على تفعيل أنظمة الإنذار المبكر والرد السريع، والاستجابة الفعالة لأي غزو جديد.
وقال البنك، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، "إن غزو الجراد الصحراوي يشكل تهديداً كبيراً إضافياً لليمنيين وأمنهم الغذائي وموارد رزقهم، وقد أظهر اليمنيون قوة تحمل غير عادية في مواجهة العديد من الكوارث على مدار الأعوام القليلة الماضية".
وتزامن اجتياح الجراد للمدن اليمنية مع مواسم حصاد عدد من الفواكه مثل العنب والبرتقال والمانجو، وحسب البنك الدولي، فإن المشروع الجديد، سيقدم تمويلات عاجلة لمساعدة االمزارعين والأسر الريفية.
وقالت مارينا ويس، المدير الإقليمي لليمن ومصر وجيبوتي لدى البنك الدولي: "أولويتنا القصوى هي منع أسراب الجراد من إتلاف المحاصيل والمراعي، ومساعدة المستضعفين للتغلب على الخسائر التي تكبدتها محاصيلهم ومصادر دخلهم في واحدة من أسوأ هجمات الجراد خلال عقود".
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز