نار السياسة أحرقته.. جورج قرداحي يرتدي ثوب "من سيُغضب المليون"
تعليقات غاضبة وردود فعل تستهجن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بشأن اليمن، ما أفقد "رجل المليون" بريقه.
شهرة كبيرة اكتسبها الإعلامي جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني، مع برنامجه الشهير "من سيربح المليون" حتى كانت تصريحاته الأخيرة، فتغير كل شيء.
أطلقت كلمات قرداحي، غضباً كبيراً، وردود فعل واسعة على المستويين الشعبي والسياسي. على توتير، سخر كثيرون من قرداحي، وقدموا محاكاة من برنامجه، عبر صورة، بدا فيها أنه ضيف وأمامه عدة أجوبة لسؤال "صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات"، مع منحه عدة خيارات تنتهي بالانسحاب.
وطالبه كثيرون باللجوء للخيار الأخير، المتمثل في الانسحاب، لكنها هذه المرة بلغة "الاستقالة"، فكلماته التي صرح بها خلقت أزمة دبلوماسية، فكتب جهاد العبيد عبر تويتر "إقالة أو استقالة، هذا الإجراء المنطقي مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي".
خيار الانسحاب
وانطلقت النسخة الأولى من البرنامج في عام ٢٠٠٠ وامتد لمواسم طويلة، حتى كانت النسخة الأخيرة التي انطلقت في ٢٠١٥، بتغيير كبير بعدما وصلت قيمة الجائزة إلى مليوني ريال سعودي.
وكان للبرنامج وحلقاته صدى كبيراً في الوطن العربي، وظهر بعض نجوم المجتمع وكبار الفنانين كضيوف للحلقات، فيما كانت الأسر تجلس بدافع معرفة معلومات جديدة، أو بدافع الفضول لمعرفة المحظوظ، صاحب المليون.
كان بإمكان المتسابقين الاتصال بصديق على سبيل المساعدة، أو حذف إجابتين، أو طلب مساعدة من الجمهور، وأخيرا كان قرار الانسحاب.
والسياسة ليست لعبة، ولا الخيارات التي وجدت بلعبة المليون قائمة فيها. تخرج الكلمة فتصير خبرا، ثم لا تلبث أن تظهر توابعها. وليس من المطروح فيها عبارة "هل هذا جواب نهائي؟". يتساءل درويش مصطفى عبر تويتر، مغردا "هل يحسب جورج نفسه داخل برنامجه الشهير؟ لقد ولى ذلك الزمن، وصرت مسؤولاً وفرداً في حكومة".
وتوالت الانتقادات وردود الفعل على تصريحات قرداحي، ولم يشفع له توضيحه، والذي كرر فيه موقفه، ليصبح الأمر جواباً نهائياً. لكن الخيارات هذه المرة لن تكون بيديه أو يطرحها هو، إذ سيظل في دائرة انتظار رد الفعل.
الخارجية اللبنانية تتبرأ
وكان قرداحي، الذي تولى حقيبة الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي قد صرح في برنامج "برلمان شعب" الذي يبث على قناة "الجزيرة" بشأن ما يحدث في اليمن، بأنه "شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟ في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف".
واعتبر وزير الإعلام اللبناني أن الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي". ثم تحدث عن الإمارات والسعودية على نحو أغضب الكثيرين، وإلى الحد الذي دفع وزارة الخارجية اللبنانية للتوضيح بأن تصريح قرداحي لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية، وأنها "أدانت مراراً وتكراراً الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي ما زالت عند موقفها المدافع عن أمن وسلامة أشقائها الخليجيين".
ودفاعاً عن نفسه، قال قرداحي في بيان نشره عبر حسابه على فيسبوك إن التصريحات كانت في أغسطس/آب الماضي، قبل شهر من توليه حقيبة الإعلام، موضحا أنه لم يقصد الإساءة للمملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات, مشيرا إلى أنه يكن لقيادتيهما وشعبيهما كل الحب والوفاء. لكنه وصف الحرب في نهاية حديثه بالمؤذية، وهو ما لم يشفع له، لتتجدد المطالبات إما باستقالته أو إقالته.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA==
جزيرة ام اند امز