التفاصيل الفنية لخطة الحديدة اليمنية.. ومليشيا الحوثي تواصل "المماطلة"
"العين الإخبارية" علمت من مصادر متطابقة، تفاصيل النقاط الفنية لخطة إعادة الانتشار المعدلة.
تواصل مليشيا الحوثي المماطلة والتنصل من تنفيذ الخطة الأممية الجديدة حول الحديدة، غربي اليمن، بالتزامن مع تجميد اجتماعات الجولة الـ6 للجنة إعادة الانتشار على وقع خروقات تنذر بانهيار الهدنة.
وأعلن زعيم مليشيا الانقلاب، المدعو عبدالملك الحوثي، لأنصاره، في كلمة متلفزة، الإثنين، أن فهمه لنصوص اتفاق السويد أنها تُبقي موانئ الحديدة خاضعة لمليشياته، بينما تقوم الأمم المتحدة بدور رقابي فقط في الموانئ.
لم يكتف الحوثي بذلك، بل زعم أن اتفاق السويد لم يحدد أي دور إداري وأمني في الحديدة للحكومة الشرعية، ونسب في سياق ادعاءاته، هوية قوات الأمن المحددة في اتفاق ستوكهولم، للعناصر التي نصبها بعد الانقلاب للقيام بمهام ما يسمى بـ"السلطة المحلية".
وتنص خطة اتفاق الحديدة المعدلة على أن يؤجل التحقق من هويات منتسبي الأمن المحلي وخفر السواحل إلى المرحلة الثانية، فيما يتولى مراقبون دوليون الانتشار في مناطق الانسحاب بدلا من قوات الأمن.
وكانت الحكومة اليمنية والإدارة الحوثية توصلا لاتفاق في مشاوراتهما في السويد (6-13 ديسمبر/ كانون الماضي) يقضي بوقف إطلاق النار في الحديدة، وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
كما توصل الطرفان إلى تفاهم لتحسين الوضع في تعز (جنوب)، وتبادل الأسرى، إلا أن مليشيا الحوثي تواصل الخروقات.
وعقب كلمة زعيم المتمردين ورفضه الصريح تنفيذ اتفاق ستوكهولم، كثفت مليشيا الحوثي خروقاتها، ودفعت بعناصرها إلى خطوط التماس داخل مدينة الحديدة، طبقا للإعلام العسكري بالمقاومة اليمنية.
ووفقا لبيان، وصل"العين الإخبارية" نسخة منه، تم رصد تعزيزات وتجمعات حوثية وصلت إلى حي" 7 يوليو" و"معسكر الدفاع الساحلي" شرقي وشمال شرق مدينة الحديدة، كما دفعت بأخرى إلى "أحياء سكنية" شمال مطار الحديدة الدولي ومحيط مدني حيس والتحيتا جنوبا.
وينذر استقدام الانقلاب الحوثي للمقاتلين لكافة الخطوط الدفاعية في الحديدة بتصاعد الهجمات القتالية والأعمال العسكرية، لاسيما أنها جاءت بعد ساعات من تصدي القوات المشتركة لهجوم حوثي هو الأكبر.
وذكرت المقاومة أنها كبّدت المليشيا خسائر كبيرة بعد محاولة تسلل فاشلة، ودمرت عربة قتالية كانت تقصف مواقع بالمنفذ الشرقي للمدينة.
النقاط الفنية لإعادة الانتشار
عضو الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، العميد ركن صادق دويد، قال إن اجتماعات لجنة إعادة الانتشار التي يترأسها الجنرال الدنماركي، مايكل لوليسجارد، تم تجميدها إلى أجل غير مسمى.
وأضاف دويد لـ"العين الإخبارية"، أن أسباب ذلك تعود لرفض مليشيا الحوثي حضور اللقاءات المشتركة في المناطق المحررة، بينما ترفض مليشيا الحوثي تقديم موقفها من الخطة الجديدة ونقاطها الفنية.
ولم يكشف العضو الحكومي عن مزيد من التفاصيل، غير أن "العين الإخبارية" علمت من مصادر متطابقة، تفاصيل النقاط الفنية لخطة إعادة الانتشار المعدلة.
وأوضحت المصادر أن الخطة حددت الفترة الزمنية لانسحاب مليشيا الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى ونزع الألغام والعبوات، خلال يومين.
كما نصت على تنفيذ الانسحابات تحت إشراف لجنة ثلاثية لضباط الارتباط، تضم الجانب الحكومي ومراقبي الأمم المتحدة، بجانب ممثلي المليشيا، وذلك تجنبا للالتفاف الحوثي وتكرار مسرحية ميناء الحديدة.
وبدلا من النقاط الفنية السابقة، نصت النقاط الجديدة على تطبيق الانسحابات من الطرفين، إذ ستنسحب القوات الحكومية من أحياء المدينة وشمالها إلى مثلث "دور المطاحن"، تزامنا مع انسحاب المليشيا من موانئ الحديدة.
وبينما أبلغ الوفد الحكومي لوليسجارد بالجاهزية الكاملة للتنفيذ وانتظار إشارة البداية، أكد أن الخطة لا تختلف عن سابقاتها سوى في بعض البنود والتفاصيل الفنية.
وكان وفد الحكومة اليمنية في لجنة إعادة الانتشار بمحافظة الحديدة قد تسلم، الأحد، الخطة الجديدة التي أعلن عنها المبعوث الأممي، مارتن جريفيث، منتصف الأسبوع الماضي.
وأكدت ضرورة أن يترافق نزع الألغام مع انسحابات مليشيا الحوثي الذين يرفضون نزع الألغام في المرحلة الأولى في منطقة فض الاشتباك، وذلك في مثلث كيلو 8 شرقي الحديدة، الرابط بالعاصمة صنعاء.
بينما اعتبرت مليشيا الحوثي التعديلات الجديدة في الخطة خروجا عن بنود الاتفاق، واشترطت في ردها بعدم تجاوز المراقبيين الدوليين للإشراف على الانسحابات في موانئ الحديدة الثلاثة عن 15 مراقبا أمميا، كما رفضت أي أدوار إشرافية لضباط الجانب الحكومي في لجنة الارتباط الثلاثية.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز