إقالة حكومة "الانقلاب".. الحوثي يلتف على مطالب اليمنيين
أعلنت مليشيات الحوثي، الأربعاء، إقالة حكومتها غير المعترف بها دوليا في صنعاء برئاسة عبدالعزيز بن حبتور وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة انقلاب جديدة.
وقالت مليشيات الحوثي عبر ما يسمى "مجلس الدفاع" وهو كيان شيدته على غرار مجلس الدفاع اليمني المعترف به دوليا، إنها تعتزم تشكيل حكومة "كفاءات" انقلابية جديدة كمرحلة أولى في انقلاب داخلي على حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء، والذي تسعى المليشيات لتقديمه كبش فداء لفشلها الذريع بمناطق سيطرتها.
وكانت مليشيات الحوثي قد شكلت حكومة "بن حبتور" غير المعترف بها في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2016، واتخذتها كواجهة لتمرير مخططاتها في مؤسسات الدولة كما كانت مجرد حكومة شكلية تخضع كليا تحت تصرف وإدارة القيادي الحوثي أحمد حامد، ذراع زعيم المليشيات الطولى في صنعاء، بحسب مصادر سياسية لـ"العين الإخبارية".
وتأتي التغيرات الحوثية التي أطلقت عليها "تغيرات جذرية"، للإطاحة بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء وإحلال عناصرها تحت ذريعة "الكفاءة" وتشكيل حكومة جديدة، لن تختلف عن سابقتها في تمرير مخططات المليشيات.
كما تأتي هذه التغيرات للالتفاف على الاحتقان الشعبي العام بمناطق سيطرة الانقلاب، لا سيما بسبب نهب المليشيات الحوثية للمرتبات منذ 9 أعوام، فضلا عن كونها خطوة تستهدف امتصاص غضب الشارع اليمني تجاه انتهاكات المليشيات ومساعيها تضيق حريات الناس على خطى تنظيم داعش الإرهابي.
التفاف حوثي
واعتبر سياسيون يمنيون في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التغيرات الحوثية لم تأت بجديد وأنها خطوة حوثية للالتفاف على مطالب الناس بمناطق سيطرتها والتفاف على جهود السلام التي تقودها دول إقليمية والأمم المتحدة.
وقال السياسي والقيادي في الحزب الوحدوي الناصري في اليمن مجيب المقطري إن التغيرات التي أعلنها زعيم المليشيات وتضمنت تشكيل مجلس دفاع وإقالة حكومة بن حبتور هي محاولة حوثية للالتفاف على مطالب الشعب في مناطق سيطرة الانقلاب والتي تعاني الجوع والأوبئة ويعيشون منذ 9 أعوام بلا مرتبات وفي ضائقة معيشية صعبة.
وأضاف المقطري لـ"العين الإخبارية"، أن اليمنيين بمناطق سيطرة الانقلاب ينتظرون تحسين أداء المرافق الحكومية التي تسيطر عليها المليشيات والتي تحولت إلى أوعية لجمع الجبايات وتنصلت من تقديم أي خدمات للمواطنين بصنعاء والمحافظات غير المحررة.
واعتبر أن إقالة المليشيات لحكومة بن حبتور الصورية هي "محاولة لإقصاء المؤتمرين جناح صنعاء والاستفراد بالسلطة بشكل كامل تحت ذريعة الكفاءة".
المقطري أشار إلى أن أي حكومة تشكلها المليشيات الحوثية ستكون حكومة صورية - شكلية تدار من قبل أذرع المليشيات على رأسهم القيادي النافذ أحمد حامد والذي يوصف بأنه الذراع الطولى لزعيم المليشيات بصنعاء.
وأكد أن مليشيات الحوثي تحاول تقديم نفسها للمجتمع اليمني والإقليم والعالم أنها تمارس حق الشراكة في صناعة القرار، إلا أن الحقيقة أنها تمارس الإقصاء والتهميش وتصادر حتى حق الكلام وحق العيش والحياة بمناطق سيطرتها.
حرب جديدة
من جانبهم، اعتبر ناشطون سياسيون أن التغيرات الحوثية، هي حرب جديدة للمليشيات ضد اليمنيين، فيما قال آخرون إنها تستهدف تقديم حكومة الانقلاب التي كان يترأسها الجنوبي المؤتمري بجناح صنعاء بن حبتور كقربان لمخططاتها المقبلة.
وقالت الناشطة في حزب المؤتمر الشعبي نورا الجروي إن إقالة المليشيات لحكومة بن حبتور غير المعترف بها تستهدف تشكيل حكومة حوثية خالصة، كجزء من حرب جديدة ضد الشعب اليمني بشمال اليمن وجنوبه.
وكتبت الجروي على حسابها بمنصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) إن مليشيات الحوثي وضعت اليمنيين أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الحرب أو الحرب ورفض كل جهود السلام.
وشددت على ضرورة التلاحم الشعبي السياسي العسكري اليمني والعربي للخلاص من هذه المليشيات الإرهابية محذرة و"إلا القادم سيكون مفجعا"، على حد قولها.
من جهته، قال الناشط السياسي عبدالكريم المدي إن مليشيات الحوثي سعت من خلال إقالة حكومة بن حبتور غير المعترف بها تقديمها ككبش فداء وقربان لمخططاتها.
وأشار في تدوينة على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا) إلى أن "التغيرات ستكشف وجه الإمامة بنسختها الحوثية المتجددة".
وقال إن "خطاب زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي يسعى لتحويل المؤسسات والقضاء والنيابة إلى هباء فضلا عن التخلص من كل مؤسسة دستورية لكن مع ذلك ستظهر لهم قيمة وعقبة يمنية جديدة".
ويرى مراقبون أن قرار إطاحة مليشيات الحوثي بقيادات المؤتمر جناح صنعاء، سببه موقفها الأخير المساند لمطالب صرف مرتبات الموظفين في مناطق الانقلاب من إيرادات الدولة التي تجنيها الميليشيات سنويا وتقدر بالمليارات.
وكانت مصادر خاصة قد قالت لـ"العين الإخبارية" في يوليو/تموز الماضي إن رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور طلب من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي إعفاءه من منصبه وتعيين رئيس جديد للحكومة غير المعترف بها دوليا.
وكشفت المصادر عن أن القيادي المتحدر من جنوب اليمن، بن حبتور، أرجع رغبته في مغادرة منصبه إلى ظروفه الصحية، فيما الحقيقة أنه تعرض لإهانات متكررة مؤخرا من قبل قيادات حوثية وصلت حد مطالبته بالانخراط في معسكر للتلقين الطائفي مع عدد من وزراء حكومته، أطلق عليها المليشيات "دورات ثقافية".
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات نصبت أحد قياداتها الطائفية "مرشدا دينيا " ليتولى تقديم دروس طائفية لبن حبتور خلال لقاءاته التي تتم مع مسؤولين حكوميين بما في ذلك اجتماع أعضاء حكومة الانقلاب غير المعترف بها.
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA=
جزيرة ام اند امز