هجمات الحوثي على إسرائيل.. «طيش» يجر اليمن للجحيم
درجت مليشيات الحوثي في اليمن على ممارسة سياسة لا تغيب عنها المغامرة، انطلاقا من منهجية الطيش والسفه التي تنتهجها في تعاملاتها مع الداخل والخارج اليمني.
وهي ممارسات جلبت الكثير من المخاطر على الأمن القومي لليمن، الذي أنهكته حرب الحوثيين بالذات، وحرمت أبناءه من أي شعور بالأمان أو الاستقرار، وأحالت واقعه إلى مأساة.
وها هي مليشيات الحوثي اليوم، تسعى لنشر هذا النهج المنفلت على محيطها والإقليم، بل والعالم برمته، من خلال مغامرات مرتبطة بدولة إقليمية، ما قد يُدخل اليمن في حرب لا تحمد عقباها وفي جحيم حقيقي.
واليوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي الدفع بسفنه الحربية إلى البحر الأحمر لتوجيه رسالة حازمة لمليشيات الحوثي التي تستخدم سواحل ممتدة لـ300 كيلومتر في هجماتها العابرة للحدود.
احتمالات توسع الحرب
من جانبه اعتبر رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء، حسين حنشي، أن تداعيات هجمات مليشيات الحوثي قد لا ترتبط بذات الهجمات.
وقال حنشي لـ"العين الإخبارية" إنه "في الوقت الراهن إذا كان الحوثيون هم وحدهم من يهاجمون، ففي الأخير فإن الحرب لن تتوسع، وسيحاول الأمريكيون والإسرائيليون امتصاص هذه الهجمات في الوقت الحالي؛ لأنهم لا يريدون توسعة الحرب".
وأضاف أن "هذه الهجمات ستحسب على الحوثي، وستتم محاسبته بالطريقة التي يريدها الأمريكيون لاحقا، ضمن إطار تصفية الأمر في غزة".
وتابع حديثه قائلا "إذا توسع الأمر ودخل حزب الله في المعركة وبقية أذرع إيران، واستمرت العملية البرية في غزة فسيضطر الأمريكيون حينها إلى توسيع الحرب وسيكون لهذه الهجمات تداعيات حقيقية من خلال قصف أمريكي على مناطق الحوثيين".
واعتبر أن هذه الهجمات الحوثية تمثل منعطفا حقيقيا يجب على الحكومة الشرعية والتحالف العربي لدعم الشرعية استثماره؛ لأن المجتمع الغربي والإدارة الأمريكية والغرب ككل سيقتنع كليا بما كان يقوله التحالف على أن الحوثي ليس فصيلا مظلوما وأن هناك حربا عليه، وإنما مجرد فرع من فروع إيران وهنا يأتي الاستثمار ومكمن التداعيات".
وأعرب عن اعتقاده أن الأمر ليس حربا أوسع نتيجة هجمات الحوثي، وقال: "لكن إذا اشتعلت المنطقة سيكون الحوثي أحد محاور القصف، ولن تُفتح حرب واسعة مع الحوثي بشكل منفرد، وذلك إذا لم تتدخل بقية الأطراف من المحور الإيراني".
وعلل حنشي ذلك بأن واشنطن لا تريد توسيع الهجمات، وبالتالي سيتم امتصاص هذا الغضب، خاصة وأن هجمات الحوثي لم تخلف ضحايا بالمطلق لا على إسرائيل ولا على القوات الأمريكية، وسيتم معاقبة الحوثي لاحقا، مضيفا "لا أتوقع توسع الحرب إذا لم تتوسع من قبل الأطراف الأخرى نفسها".
مهمة باب المندب
وتطرق حنشي إلى التأثيرات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وأشار إلى أنه في حال دخلت المنطقة في حرب حقيقية معلنة مع بقية الأطراف والأذرع الإيرانية كحزب الله وقوات طهران في سوريا، فالحوثي عندها سيكون مكلفا فعلا بموضوع باب المندب.
ولتنفيذ مهمة المليشيات الانقلابية، يتوقع حنشي أن يجتاح الحوثيون تعز ويتجهون باتجاه المخا وتوسيع عملياتهم العسكرية من الحديدة، وبالتالي هو مكلف أساسا بموضوع البحر الأحمر وباب المندب من قبل إيران.
وأشار إلى أنه في حالة لم تشتعل المنطقة ولم تدخل جميع المحاور في الحرب، قد يستمر الحوثي في إطلاق المسيرات باتجاه إسرائيل، ولكن لا نتوقع اتجاهه عسكريا إلى باب المندب.
تداعيات الطيش
مسؤولون في اليمن، علقوا على هجمات الحوثيين، واعتبروا أن ما تحدثت به المليشيات عن مهاجمة إسرائيل، يأتي في إطار سياسة الطيش التي تمارسها.
وقال مدير الإدارة الإعلامية في قوات الحزام الأمني، رشدي العمري، إن "هذه الأعمال غير المدروسة التي تقوم بها المليشيات قد تجرنا إلى ردة فعل من جانب الإسرائيليين، وهنا يكون الضرر على المواطن اليمني كبيرا، وهو الذي قد تضرر بشكل أكبر بالحروب السابقة التي أشعلها الحوثيون".
وأضاف العمري لـ”العين الإخبارية” أن "مثل هذه الهجمات التي تُقدم عليها المليشيات الحوثية قد تدخل اليمن شماله وجنوبه في حرب أوسع، تجرنا إلى صراعات إقليمية نحن في غنى عنها في الوقت الراهن".
واعتبر أن المليشيات تسعى لتحويل البحر الأحمر إلى ساحة مشتعلة بالفعل؛ نتيجة هذه الاستهدافات التي تسعى من خلالها إلى رفع شعبيتها، وبالتالي قد تتدخل الأساطيل الحربية الأوروبية والأمريكية بذريعة حماية البحر الأحمر كممر دولي هام، وينتج عنه صراع دولي على باب المندب.
وقال "نحن نؤيد أية تحركات شعبية وحكومية للوقوف مع الشعب الفلسطيني لدعمه، ورفع معاناته، ولكن ما تقوم به المليشيات الحوثية هو عبارة عن استعراض قوة فقط لاستثماره داخليا، ويأتي في إطار ما تقوم به أذرع إيران في المنطقة من محاولات استهداف الشعوب العربية".
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز